لسنوات ظل يتردد همس في المجالس العسكرية عن خيانة ضابط إسمه (سالم)قاد طائرة حتى مواقع الجيش الشعبي حيث تسلم التمرد تلك الطائرة ومن عليها بالكامل ،ظل الهمس يدور رغم تبرئة لجنة خاصة أعدت للتقرير بشأن تلك القضية
*مؤخرا التقيت أحد ضباط الصف بالجيش الشعبي في منطقة أولو بحبال الانقسنا وكان من أبطال قصة طائرة سالم وقد نفى لي بشدة فرضية الخيانة وارجع الأمر كله للقدر وبعد سماعي للقصة أجزم بأن سوء تقدير كبير كان وراء وقوع سالم ومن معه ومعهم الطائرة في قبضة الجيش الشعبي.
في أولو نفسها وقفت على رئاسة الجيش الشعبي التى استعصت على الجيش منذ نشأة التمرد في جبال الأنقسنا وعلى بوابة اولو استشهد العديد من ضباط وجنود القوات المسلحة والكثير من المجاهدين من دون أن تنجح العمليات الحربية في السيطرة على اولو.
معسكر أولو يقع بين سلسلة من الجبال وله مدخل واحد حيث يقيم الجيش الشعبي دفاعاته التى تحطمت فيها كل هجمات الجيش والمجاهدين.
خلال وجودى في أولو كنت أستمع الى أحاديث الحرب بين القائد مالك عقار ورفاقه وبعض ضابط الجيش السوداني العاملين في ملف الترتيبات الأمنية بالأنقسنا ومن بينهم اللواء سامي الطيب القائد الحالي لفرقة كوستي وكان الجدل يحتدم حول معارك أولو وينتهي قرب منتصف الليل بعبارة القائد عقار :-الحرب سمحة ونستها -بمعنى الحرب سيئة لكن ونستها جميلة !!
بعد أن تشبعت بأحاديث عقار ورفاقه و سامى وإخوانه طلعت أعالي الجبال المحيطة بأولو وقدرت أن قادة الجيش وقتها بمن فيهم الشهيد ابراهيم شمس الدين قد أخطأوا التقدير بالإصرار على اقتحام أولو من بوابته الوحيدة وكان بالإمكان القيام بعمليات انزال وسط المعسكر أثناء الهجوم من الأمام أو تسلق القوات الخاصة للجبال ومهاجمة المعسكر من الخلف في وقت واحد مع الهجوم من الأمام –
الشاهد أنه لا في عمليات أولو ولا الجنوب الذي كان ولا الحرب الحالية أي شبهة خيانة وسط الجيش ولو بنسبة ضئيلة وأكبر دليل على ذلك أن مئات من الضباط المنتدبين للدعم السريع من الجيش قد بلغوا وحداتهم مع الطلقة الأولى حتى أن حميدتي خرج اسيفا وهو يردد :-ناس الجيش الكانوا معانا خانونا ورجعوا للجيش!!