إبراهيم عربي: الدعم السريع.. التستر برداء الأمم المتحدة
إبراهيم عربي: الدعم السريع.. التستر برداء الأمم المتحدة | قالت الخارجية السودانية في بيان لها أمس الأربعاء الرابع من سبتمبر 2024 أن مليشيا الدعم السريع إستخدمت مواد إيواء خاصة بالمفوضية السامية للاجئين (UNHCR) التابعة للأمم المتحدة في تغطية بعض مدرعاتها العسكرية ،
وقالت إنها خاطبت البعثة الدائمة للسودان بجنيف ، رئاسة المفوضية ولفتت نظرها لهذا الانتهاك الخطير للفانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة ..!.
وأكدت الخارجية السودانية إنها طالبت البعثة الدولية تقديم تفسير لهذه الحادثة والكشف علانية عن الإجراءات التي ستتخذها المفوضية في مواجهة إستغلال إسمها بواسطة المليشيا للأغراض العسكرية ، مؤكدة أن ذلك يحرمه القانون الدولي الإنساني وأتفاقيات جنيف الأربع وميثاق الأمم المتحدة التي تحرم استخدام كل ما يخص الأمم المتحدة ووكالاتها في النزاعات المسلحة ..!.
بالطبع ماحدث ليست المرة الاولي فقد سبق أن استخدمت عناصر من المليشيا زي منظمة الصحة العالمية (WHO) أثناء عملياتها العسكرية ضد المدنيين ، إحتجت عليه حكومة السودان وطالبت البرنامج بالتوضيح ولكن المنظمة لم تفعل شيئا ..!.
ولكن لا أدري هل إستخدمت مليشيا الدعم السريع ذات شاحنتي أطباء بلا حدود المحتجرة لديها في منطقة كبكابية في شمال دارفور لذات الغرض أم لا ..؟!، لا سيما وان المنظمة قالت إنها قدمت شكوى رسمية بذلك وهددت بإيقاف خدماتها في السودان ..!
فيما كشف مهندس سوداني (فضل حجب عن إسمه) لموقع (السنط) في وقت سابق من العام الماضي في الشهور الاولي للحرب ، قال إنه كان معتقلا بطرف قوات الدعم السريع ، شاهد مجموعة من الخواجات وسواقين أفارقة بإرتكازات خاصة بالدعم السريع علي دفعتين ينزلون صناديق زخيرة لقوات الدعم السريع بالخرطوم ..!.
وليس ذلك فحسب بل قال المهندس السوداني المعتقل أنه شاهد أيضا في مرة أخرى سواقين سودانيين ومترجم مرافق سوداني وطاقم مكون من (4) أجانب ، وعلي (أربعة) عربات (تاتشر بفلو) عليها إستيكر وشعار (منظمة أطباء بلا حدود وجمعية الصليب الأحمر ..!)، شاهد هذه المجموعة تنزل صناديق زخيرة بمعدل (20) صندوق لكل إرتكاز ولكنه لم يسمع مادار من حديث بينهم لأنه كان بعيدا قليلا حسبما أفاد ..!.
وبلاشك الإتهامات كثيرة وقد طالت منتسبين للمنظمة الدولية قاموا بنقل صناديق ذخيرة لمواقع إرتكازات قوات الدعم السريع بكل من سوبا والعيلفون وعد بابكر وغيرها بالخرطوم ، وقد طالت الإتهامات أيضا مسؤولين في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تشمل مزاعم إحتيال وإخفاء معلومات عن المانحين وتجاوزات في توصيل مساعدات غذائية للمدنيين وسط أزمة الجوع الشديدة في البلاد ..!.
فيما قالت الأمم المتحدة إنها تجري تحقيقا مع مكتب المفتش العام التابع لبرنامج الأغذية العالمي بشأن إختفاء مساعدات غذائية تابعة لها في السودان تحت مزاعم إنها تعاملت مع الجيش السوداني في عرقلة هذه المساعدات ..!.
في الواقع إندلعت الحرب في السودان بين يدي ممثل الأمين العام للامم المتحدة المستقيل فولكر بيرتس رئيس بعثة (يونيتامس) وهو بلاشك جزء من الأزمة في السودان ، وهو سبب مباشر للازمة الإنسانية المعقدة في البلاد لسحبه المنظمات الدولية خارج البلاد في الوقت الذي يفترض ان يجد السودانيون وكالات المنظمة للوقوف بجانبهم ، وبالتالي هذا يؤكد أن الأمم المتحدة ذات نفسها متورطة في الحرب في البلاد بسبب سوء سلوك أفرادها ..!.
في تقديري الخاص تعددت الإتهامات في السودان وقد طالت الإتهامات دول مناهضة وصديقة وشقيقة ومخابرات دولية وعدة منظمات دولية وإقليمية ووطنية ، تماما كما طالت مؤسسات وجماعات وافراد بتورطها في الحرب في الخرطوم أو دعمها المباشر أو غير مباشر لقوات الدعم السريع المتمردة لإشعال فتيل الحرب ..!
وبالتالي فإن جميعها تعد إنتهاكات بسبب هذه الحماية التي ظلت تجدها مليشيا الدعم السريع من قبل موطفين بالأمم المتحدة وحلفاءها وشركاءها الدوليين والإقليميين والمحليين ، ولكن لأن تصل هذه العلاقة لتستر المليشيا عسكريا تحت رداء المنظمة الدولية علي مرأي ومسمع الأمم المتحدة فإنه خطر لا يمكن السكوت عنه ويعد إنتهاكا صارخا وممنهجا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ..!.
الرادار.. الخميس الخامس من سبتمبر 2024 .
