إبراهيم عربي: الدعم السريع بين الأمس واليوم!
إبراهيم عربي: الدعم السريع بين الأمس واليوم!
بالأمس كنت ضيفا علي القناة التاسعة التركية عبر (الزوم)
في برنامج (في المنتصف) الذي يعده الزميل أحمد ويقدمه الزميل محمد عبد الباقي ، الحلقة كانت عن مجريات الحرب في السودان ، وكان السؤال المحوري مدي مقدرة مليشيا الدعم السريع علي البقاء أو الصمود في ظل إنفتاح القوات المسلحة علي كافة الجبهات وإنتقالها من مرحلة الدفاع إلي الهجوم ..؟!
من الضرورة بمكان قبل الإجابة علي السؤال علينا أن نتعرف أولا علي حقيقة وضع الدعم السريع كيف كان بالأمس ومن ثم اليوم ..!، عندما بدأت الحرب منتصف أبريل 2023 كانت قوات الدعم السريع (120) ألف مقاتل منهم حوالي (40) ألف كتلة صلبة مزودة ب(10) آلاف مركبة قتالية و(مائة) صرصر وآلاف من الثنائيات والرباعيات والمدافع المختلفة والراجمات الروسية ودوشكات
ورشاشات وكلاشات وجيم وكميات كبيرة من الزخائر المختلفة وغيرها من المعدات والأجهزة ، وأكثر من (40) مليار دولار وشبكات دولية وشركات ومنظمات محلية وإقليمية ودولية وكميات من الذهب والثروة الحيوانية والمواد الغذائية ..!.
وليس ذلك بل زادت الأعداد لأكثر من (300) ألف مقاتل من الداخل والخارج من عرب الشتات بمشاركة (17) دولة ،
فيما تضاعفت أعداد السيارات العسكرية مزودة بأحدث انواع الأسلحة والعتاد وغيرها ، وبل جلبت معها كميات كبيرة من أنواع المسكرات والمخدرات ، وكانت في الاصل تنتشر قوات الدعم في كل مناطق العاصمة بلداياتها الثلاثة في المؤسسات والهينات الحكومية وكل المواقع الإستراتيجية ذراعا مؤتمنا لدى القوات المسلحة ، مقابل تواضع أفراد القوات المسلحة فلا يتجاوز 10% بالخرطوم ومعظهم إداريين وفنيين ..!.
وبالتالي كانت خطة الدعم السريع الإنقلابية السيطرة علي الخرطوم خلال (6) ساعات وقتل أوالقبض علي رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان وإخوانه العسكرين في مجلس السيادة (كباشي ، العطا ، جابر) ومن ثم السيطرة علي البلاد بكاملها خلال (72) ساعة وإعلان حكومة موالية للدعم السريع بالبلاد وكانت جاهزة بشخصوها ومسمياتهم بعلم المبعوث الأممي فولكر وأمريكا وبريطانيا والإمارات وبعض الدول وهذا يؤكد أنه كان إنقلابا مكتمل الاركان ..!.
علي أي حال فشلت المحاولة الأولي بالقيض علي الرئيس البرهان وإخوانه وقدم (35) من حرسه أرواحهم فداء له فارتبكت قوات الدعم السريع وتحولت الي مليشيات معزولة في خلال ستة أيام فقط من بداية الحرب في ظل توافد الكثير من المليشيات نحو الخرطوم وعمليات الإستنفار القبلية لمكونات بعينها وفي المقابل تضاعفت كميات السلاح حتي وصلت مرحلة المسيرات ومدفع الكورنيت الروسي المضاد للدروع والدبابات وغيرها التي تم ضبطها بجبل موية كما هو أدناه ..!.
بلا شك هذا يؤكد تورط دولة الإمارات في تشوينها لمليشيا الدعم السريع ولازالت ترصد الجهات تحركات طائرة اليوشن من مطار دبي لمطار أم جرش في تساد وحركة الطائرات المستمرة بالمهابط ببادية الكبابيش (غرب أمبادر، قوز المرخ ، جبل سكينجو عيونه ، حجيرات الحمير جنوب أمبادر وشمال أرمل)
بشمال كردفان ، وبالتالي ماتم ضبطه ادناه يؤكد ذلك Contract No DP3/2/50/12020 144 واضح إنه رقم العقد الخاص بصناديق الذخيرة وتاريخ الانتاج للإمارات
UAE GHQ ARMED FORCES وهذه يؤكد أن العقد خاص بالقيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية ، والجهه المسؤولة عن ادارة وتنسيق العمليات اللوجستية
Joint Logistics Support Command
P. O.Box NU 2805 وهذا هو صندوق البريد رقم العنوان 2805 الخاص بالاتصال البريدي بالعملية .
في المقابل إستخدم الجيش تكتيك النفس الطويل لتكسير القوة القتالية الصلبة للمليشيا باكرا وظل في خندق المدافعة ينسحب تكتيكيا بخطة ويدافع بخطة محتفظا ببعض المواقع الحساسة ، حيث فشلت المليشيا في إسقاط المدرعات في أكثر من (مائة) هجوم والقيادة العامة وسلاح الإشارة والسلاح الطبي وقاعدة كررى العسكرية
وأكثر من (140) هجوم علي الفاشر و(80) هجوم علي الأبيض والعشرات علي بابنوسة حافظت عليها القوات المسلحة جميعا لمدة (18) شهر ، فانتقلت منذ 26 سبتمبر 2024 من مرحلة الدفاع إلي الهجوم وعبرت الجسور الثلاثة في عمليات برية فاجأت بها الجمبع ، ولا تزال تمضي في عمليات الإنتشار في كل المناطق بإحترافية ومهنية عالية ..!.
الوضع الآن فكت القوة المشتركة حصار الفاشر وانتقلت لمرحلة الهجوم شمالا وشرقا بنجاح وعلي مشارف تحرير الجنينة بغرب دارفور ، وأمنت محور الصحراء بإسترداد بئر مزة ومدو وتأمين منطقة المثلث
، إما في الخرطوم وبحري علي وشك تحرير مصفاة الجيلي والقصر الجمهوري وهنالك مفاجآت ، وفي محور الجزيرة إنطلقت في مناطق كثيرة وفي سنار علي وشك تحرير سنجة والسوكي والدندر بعد أن نجحت في تحرير جبل موية ،
أما في محور كردفان وبقية ولايات دارفور فإن متحركات الصياد علي وشك الإنطلاق وبالتالي اعتقد أن مليشيا الدعم السريع المتمردة وضعت نفسها في (كماشة) ولن تستطيع البقاء او الصمود طويلا في ظل هذه المعطيات ..!.
وبالتالي أصبح وضع مليشيا الدعم السريع الآن في وضع سئ ، قتل بعض قاداتهم وهرب آخرون واختفي البعض الآخر وتركوا المستنفرين من أبناء المناطق يواجهون مصيرا سيئا في ظل خلافات كبيرة بين مكوناتها ونقص كبير في العتاد والمعينات
وتفشي الأمراض والحميات المنتشرة بينما ضيقت عليها القوات المسلحة الخناق فتقطعت أوصالها كما توقف عمليات التشوين وكل اللوجستيات بالتالي اعتقد يصعب عليها البقاء أو الصمود في وجه العمليات العسكرية الشرسة لجيش محترف بتاريخ طويل ومعروف ولذلك ليس أمامها إلا الإستسلام ..!.
وبالتالي في تقديري الخاص الدنيا قضت غرضها ..!، فلابد من إستنفار التنسيقيات المختلفة والإدارات الأهلية والأعيان للقيام بدورهم كاملا لكيفية حجب دماء هؤلاء الشباب الذين غرر بهم وإلا ستمضي العمليات العسكرية لنهايات مؤلمة وربما تتخلها إنتهاكات وعمليات إنتحارية وبالتالي فإنها الحرب ..!.
الرادار .. الأربعاء التاسع من إكتوبر 2024 .