إبراهيم عربي: جنيف، جدة وإن طال الزمن!
إبراهيم عربي: جنيف، جدة وإن طال الزمن! طالت الحرب في السودان لابد أن تتوقف يوما ما ..!، وفي تقديري الخاص لأن تتوقف اليوم أفضل من الغد ..!، وبلاشك التفاوض هو السبيل الوحيد لتوقف هذه الحرب التي إندلعت في البلاد منتصف أبريل 2023 ..!.
ولابد من توصيف دقيق أن هذه الحرب التي إندلعت بالبلاد بسبب (الإتفاق الإطاري ..!) أستخدمت فيه قوات الدعم السريع أداة للتمرد علي الجيش بدعم داخلي وخارجي ، وبالطبع لا يمكن أن تنتهي هذه الحرب بالإبادة الكلية مهما كانت الاحوال ..!.
وقياسا علي ذلك فالتجارب بالعالم كثيرة (حرب التاميل ، الحرب العراقية الإيرانية ، الحرب في أفغانستان وغيرها ..!) وعلي الصعيد الداخلي الحرب في جنوب السودان والتي إنتهت بعد (50) عاما من التمرد بمفاوضات نيفاشا وبرتكول مشاكوس وإن أدت لإنفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة ولكنها تجربة عملية وضعت حد لحرب طويلة ، فجميعها حروب توقفت عبر منابر مفاوضات وليست بالبندقية ..!.
علي كل نحن من دعاة إيقاف الحرب ..!، ومن حق أي شخص أن يدعو لإيقاف هذه الحرب الشريرة ، ولكن لابد أن تتبع دعوة إيقاف الحرب ، تحديد متي وكيف ولماذا ..؟!، واعتقد مجرد الدعوة لإيقاف الحرب هكذا (لا للحرب ..!) غير كافية وربما تخقي تحتها أجندة ماكرة ..!.
وبالتالي نحن ندعم خطوة الجلوس للمفاوضات لإيقاف هذه الحرب اللعينة التي أهلكت الحرث والنسل ، وبالطبع لابد من إعادة الحقوق لأهلها ، فلا يمكن دعم خط المليشيا وسلبها ممتلكات وبيوت المواطنين بقوة السلاح مهما كان ..!، وندين إحتلالها المؤسسات المدنية وإستهدافها حياة المواطنين وانتهاكاتها حرمات هذه الأسر …!.
على كل لابد من جدة وإن طال الزمن ..!، فمهما نصبت أمريكا شراكها من كمين استخدمت فيه سياسة العصا والجزرة أو غازلت حكومة السودان بهدف عرقلة التقارب السودانى مع (روسيا والصبن وإيران وتركيا) ، فإن منبر جدة يظل هو الأساس الذي يجب أن تبني عليه الأسس لوضع حد لنهاية الحرب وهو الوحيد والأكثر قبولا لدي الشعب لحل المشكلة في السودان ، ولكنه بالطبع يحتاج لآليات تنفيذية أغفلها منبر جدة ..!.
وبالتالي في تقديري الخاص لا يمنع التمسك بمخرحات منبر جدة والعض عليها بالنواجز ، وبالطبع رفض منبر جنيف إن كان خصما علي منبر جدة ، بل يجب أن يكون منبر جنيف مكمل لما أغفله منبر جدة من آليات لتنفيذ الإتفاق بجداول ومواقيت وضمانات يتم الإتفاق عليها ، لا سيما وأن منبر جدة أسس لوقف الحرب وتمرير المساعدات الإنسانية ، وبالتالي حتي لا يدخل منبر جنيف في آليات جديدة فإن الحكومة هي المسؤولية من وضع اللوائح والضوابط والأسس التي يجب أن يبني عليها لتمرير المساعدات الإنسانية ..!.
علي كل إذا كانت أمريكا تريد أن تتجاوز منبر جدة وإستبداله بمنبر جنيف لتأتي بكوابح خادعة للحكومة من تحت عباءة وقف الحرب لدواعى انسانية لتمرير تجربة شريان الحياة المريرة السابقة في جنوب السودان ، فإنها غير مقبولة لأن تصبح العملية مجرد تشوينا لمليشيا الدعم السريع لإلتثاط أنفاسها وترتيب صفوفها من جديد لحرب طويلة المدي (الا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ..!) .
ولكن هل يمكن أن تتعهد أمريكا وحكومة الإمارات بكل جدية وتلتزم المليشيا بتنفيذ مخرجات جدة ..!؟ ، وهل يملك الدعم السريع السبطرة علي قواته التي بدت تتفلت وتخرج من إمرتها لا سيما جلحة وكيكل وغيرهم ، علي كل لابد من ضمانات ولابد من جدة وإن طال الزمن ..!.