حسب حالتك المزاجية تستطيع أن تنهل من الإرث الغنائي الذي تركته لنا الفنان الذري ابراهيم عوض، فهو مطرب كل الحالات فلو كنت حزينا ومكتئبا فسوف تسمع أغانيه الشجية مثل “(ليه بتسأل عني تاني) ، و(يا زمن وقف شوية واهدي لي لحظات هنية) ولو انتابتك حالة من السعادة وملأك الحب والأشواق فسوف تسرع لتسمع أغنيته (الدنيا متى واحلام باسلام) و(ياجمال دنيانا) لتذوق حلاوة الحب كله.
أما إذا كنت تعيش تجربة عاطفية قاسية، وعانيت منها فانصحك بسماع(مين قساك من قسا قلبك) و(ليه بنهرب من مصيرنا) ، وفي نفس الوقت الذي تعيش فيه حالة حب مستقرة وسعيدة وأوقاتك حلوة مع حبيبك فسوف تتغني قائلا: (أبسمي يا أيامي بسمة الزهر النامي في الهوى الحسن السامي روحي وأمالي وأحلامي أبسمي الدنيا الجميلة والوجود كله خميلة)
وإذا كنت وطنيا وكنت من محبي بلدك بصدق وإخلاص فسوف تتغنى مع الذري ابراهيم عوض قائلا: (احب كمكان وطني السودان لان حسانو اعف حسان .. طيرو صوادح وروضو جنان الانسام بالطيب تخشاهو .. الاقمار حفت بسماه .. الازهار تبسم في رباه فيها رقة وفيها حنان). و(بين الدول علمك علا وشعبك يفوق كل الملا)
صوت ابراهيم عوض جسور قوي لا يختبئ وراء كلمات الاستكانة والخضوع في الحب ، ففي كل حالاته جريئ ومقتحم يعلن عن هزائمه بكبرياء وكرامة ، ويكشف عن انتصاراته دون تباه وغرور ، ويفرض شخصيته دون خجل أو خوف.
الذري ابراهيم فقد كنت ولا زلت (ذريا) في سماء الأغنية السودانية تزينها وتحليها بفنك . عدت سنوات على رحيلك وأنت ما زلت المطرب المخضرم رغم ازدحام حديقة الغناء بمطربين يافعين يانعين ، لكن بقيت انت حالة خاصة وموهبة طاغية ، ومازالت أغانيك منهلا لكل المطربين فكم من مطرب أو مطربة يبحث عن الشهرة فلا يجد غير اغاني الذري (المصير،) و(عزيز دنياي) و(آه يا ناري) و(اول غرام).. رحل في مثل هذه الايام في شهر مايو 2006م