عام

اصبحت مرتعا ل(الشتائم) الاسافير .. إستخدامها في غير مهامها

الخرطوم _ زحل نيوز

مؤكد اننا كثيرا ما سمعنا اصدقاء أو زملاء أو أناس آخرين قرروا أن يوقفوا نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي والانقطاع عنها تماما لأنهم زهجوا من قراءة الشتائم والكلام الخادش الحياء و التعليقات المسيئة والمحبطة ..

والذين يقررون كل فترة ترك الاسافير لاشك انهم يقدمون محتوى جميل .محترم هادف وبناء ولديهم جمهور اسفيري كبير يتابعونهم و يحبونهم ويساندونهم ويدعمونهم، إلا أنهم في لحظة احباط اصبحوا غير قادرين على تحمل الكلام القاسي والشتائم .

والمنشورات الخارجة عن الادب فانقطعوا تماما عن الفيس بوك والواتساب والتويتر وغيرها . وفي المقابل هناك من سئم أيضا من وسائل التواصل الاجتماعي لما يحدث فيها ولكنهم استطاعوا مواجهة كل هذا وذاك وواصلوا طريقهم غير آبهين بالسلبيين ومتصيدي الأخطاء و قرروا ألا يسمحوا لأي شخص كان بثنيهم عن مواصلة شغفهم.وحبهم الاسافير وكتاباتهم التي يعتبرونها محتوى مهم وهادف يمكن للرواد ان يستفيدوا منها.

(وعاء تفريغ):

الواضح جدا ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت مرتعا خصبا لذوي النفوس الضعيفة ووعاء يفرغون فيه حقدهم على الناس. فانتشرت ظاهرة السب والشتم بصورة غير طبيعية للاسف . ولايدري هؤلاء ماذا يترتب عن ذلك من أذى نفسي لمن يقصدونه بكلامهم،

ويرشقونه بالكلام المؤذي .وترويج الاشاعات حوله وشتم اهله والده أو والدته. .الكثير يتساءلون لماذا الحقد والكره العلني يسود على التعليقات والمنشورات بصورة عامة ..من الممكن ان ذلك كله يرجع الحرية المطلقة التي تحس بها هذه الفئة الكبيرة حسب كلام المهندس عماد نورين مسؤول الشبكات باحدى المؤسسات الخاصة.

وأضاف يكتبون براحة تامة وهم يجلسون وراء شاشاتهم بلا رقيب أو حسيب، وأيضا اعتقادهم بأن العالم الافتراضي بعطيهم حرية تعبير دون شروط ؛ فيمنحون أنفسهم الحق بقول كل ما يحلو لهم دون التزام وأدب أو تقدير لشعور من يوجهون له الكلام السئ القاسي فلا يفكرون في اسرته واهله عموما .

(ضعف واضطراب):

ما يشد الانتباه لسلوك هذه النوعية السيئة من الناس ودوما الاشخاص السويين يتساءلون عنه ، ماهي الدافع الحقيقية التي تحثهم على فعل ذلك من ممارسات عدوانية وراء الشاشة . علماء الاجتماع يؤكدون في دراساتهم حول هؤلاء الاشخاص الذين يتعمدون الإساءة لأخر دون تبرير أو غاية ما هي إلا وسيلة يلجأ إليها الشخص أملا في تعويض نقص يشعر به تجاه نفسه أو تجاه الاخرين، فبإساءته تلك يخيل إليه أنه برز شخصيته وقوته ولكنه في الحقيقة لجأ لذلك ليخفف عن نفسه شعوره بالإحباط أو تنفيسا لضغوط نفسية يمر بها،

وأيضا نتيجة لفراغ يعيشه جراء عدم تحقيقه لذاته أو سخطه على واقع يعيشه أو مجتمع يحيط به. كما يرجح علماء الاجتماع ان يكون سبب هذه السلوكيات إلى ضعف في النضج الفكري واضطراب في السيطرة على النفس وعجز في كبح نزعة العدوانية تجاه الأخرين. بدليل ان مثل هذه الشتائم لا تكون دائما موجهة لأشخاص قدموا محتوى ومنشورات لا ترقى لمستوى جيد أو هادف، بل يمكن أن تكون موجهة أيضا لأشخاص ذنبهم انهم حاولوا تقديم محتوى جديد، أو جاؤوا بأفكار مبتكرة ليفيدوا بها الناس، وهذا ما يؤكد حتمية وجود خلل نفسي يعاني منه هؤلاء الأشخاص.

؛ فبدلا من التشجيع أو النقد الهادف البناء نرى كما هائلا من التعليقات المحبطة الجارحة والمسيئة لهذا لشخص وذلك فقط لأنهم رأوا ما يقدمه غير ضروري ومضيعة للوقت مثلا أو كان خارج نطاق اهتماماتهم، وفي أحيان أخرى تبتعد التعليقات كليا عن مضمون المحتوى ونراها تميل إلى التركيز على ظاهر الشخص فقط، كانتقاد شكله مثلا، نبرة صوته، ملابسه وطريقة كلامه.

(التلذذ بأذية الأخرين):

عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي اكدوا أن هناك من يتلذذ بأذية الأخرين، ويكون هدفه الأول في الحياة هو تدمير من رآه ناجحا متألقا، فيستمتعون بالشتائم التي يكيلونها على من لا يعجبه محتواه مثلا .أو انه اختلف معهم في نقاط معينة فيهاجمونه بعبارات نابية . وهناك من يحرض شخصا على آخر ويشعل النيران بينهم بينما هو يكون يتفرج ويضحك على الفتنة التي ايقظها بين اثنين ويواصلون في الفتنة ينقل الكلام من هنا الى هناك وبالعكس.

فتصبح معركة ضارية على الاسافير يحضرها كمية كبيرة من الرواد .هناك من ينزعج لهذه السلوكيات فيتدخل لفض التراشقات بالكلمات وربنا يفلح في اخمادها سريعا . وهناك من يستمتع بهذه المعركة ويتفرج ولت يتدخل بعمل خير وايقاف مايحدث .فتكون المعركة مستمرة أيام وليالي الى ان تكمل الشتائم والالفاظ الجارحة فتبدأ معركة جديدة؟

(مشاهير في الخط):

مسألة السب والشتم اصبحت غير مختصرة على الرواد العاديين فقط بل انتقلت لباقي فئات المجتمع من شخصيات عامة وفنانين وإعلاميين وشعراء .ولاعبي كرة القدم ورجال الاعمال .وربما مشائخ الدين، فاصبحت بذلك مواقع التواصل الاجتماعي مثل حلبات المصارعة ومرتعا لتفريغ الحقد والعدوانية وملتقى لمشجعين ومقاطعين.

حيث نجد جمهور لفنان تتعارك مع جمهور فنان أخر، يترقبون فقط فرصة تعرض محبوبهم لإساءة ما لينهالوا على بعضهم بالشتائم .بل أصبح بعض من المشاهير أنفسهم يستعملون هذه المواقع للرد على منتقديهم سواء أكانوا مشاهير مثلهم أو أناسا عاديين أساؤوا لهم فتندلع بذلك حرب طويلة من التعليقات االتي تتخطى كل حدود الاحترام والأدب مع التجريح والقذف والعبارات التي لاترقى للمستوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى