جدول المحتويات
الأطفال.. أعمال شاقة وذبول زهرة الطفولة
الأطفال.. أعمال شاقة وذبول زهرة الطفولة | قصص مؤلمة ومعاناة يومية يعيشها آلاف الأطفال الذين يُجبرون على التخلي عن أحلامهم وطفولتهم للعمل في ظروف قاسية وخطرة. فهي ليست مجرد قضية اجتماعية عابرة، بل هي جرح عميق في نسيج المجتمع السوداني المعروف برعايته لاطفاله والحفاظ عليهم الى ان يصبحوا رجالا يعتمدون على انفسهم.
ولكن جاءت الحرب .ودخل الناس في ضغط معيشي هائل . نزحوا ولجأوا الى دول الجوار . من كان معززا في بيته يصرف عليه والده أو والدته ويعيش في دلآل يأكل ويلبس ويتعلم ويتعالج فقد كل هذه الأشياء .فقد الابوين الوظيفة وشقى العمر . تركوا ديارهم واصبحوا دون مصدر رزق . فاعتمدت كثير من الاسر على اطفالهم وطفلاتهم حتى وان كانوا دون سن العاشرة من أعمارهم
مأسآة إنسانية:
بعد اشتعال الحرب نزح الطفل (نزار) ذا ال(11) ربيعا مع عمه واولاده من الخرطوم الى عطبرة حتى يلتحق باحدى مدارسها لانه كان سينتقل من مرحلة الاساس الى المرحلة المتوسطة فرأى والديه ان يسافر مع عمه ليلحق بالسنة الدراسية ومن ثم يجلس لامتحانات الشهادة المتوسطة ، ولكن ضاع حلمه وتبدد عندما ضاقت بعمه المعيشة وصعوبة السكن .وشراء اقل المستلزمات . قال (نزار) : قرر عمي ان اقوم بتأجيل السنة الدراسية للعام المقبل نسبة لانه لايستطيع ان يوفر لي كل ما يتعلق بالدراسة وادواتها. فأجلتها والزمني عمي انا واولاده الاثنين الذين هم في عمري للدخول الى السوق والعمل في اي (شغلة) تتوفر.
طوب وغسل صحون:
واصل الطفل (نزار) حديثه ذهبت الى السوق وعملت طلبة انقل الطوب والسيخ والحديد فأستغلوني من اعمل معهم في اعمال كثيرة اخرى تعبت وتركتهم ثم اشتغلت في مطعم اغسل الصحون والبي طلبات الزبائن ، وكان صاحب المطعم يرسلني مشاوير بعيدة جدا غيري يذهب اليها بالمواصلات .وعندما اصبح يرسلني بطريقة يومية تركت العمل . واشتغلت مع صاحب مغلق فكان يلزمني بحمل اشياء ثقيلة جدا كالاسمنت وغيره فاصبحت لا اقوى على ذلك فتركته الا ان عمي لا يرضى تواجدي بالبيت دون عمل.
ظروف قاسية:
حالة الطفل (نزار) هي فقط نموذج لحالات اطفال كثر يلزمهم اهلهم بالعمل لسد النقص في المعيشة، شئ مؤسف ومؤلم . فعندما ننظر إلى وجوه الأطفال العاملين في الشوارع والورش. أو في اعمال البناء ندرك حجم المأساة الإنسانية التي تتكشف لنا يومًا بعد يوم أمام أعيننا. هؤلاء الأطفال، الذين يجب أن يتواجدوا في مدارسهم يستمتعون بطفولتهم ويبنون مستقبلهم، يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في ظروف قاسية وخطرة، محرومين من حقوقهم الأساسية في الحياة.
حقائق مروعة:
نشطاء مهتمين بالطفولة والامومة رأوا انه لابد من تسليط الضوء على واقع عمالة الأطفال في جميع ولايات السودان بعيون مفتوحة على الحقائق المروعة والمشاهد اليومية التي تروي قصصًا من الاستغلال والفقر والمعاناة. ولابد من كشف الأسباب العميقة والمتشابكة التي تدفع الأطفال إلى سوق العمل، بدءًا من الفقر المدقع إلى الفجوات التعليمية والاجتماعية، وصولًا إلى السياسات غير الفعالة التي لا توفر أي نوع من الحماية لهؤلاء الأطفال.
نواة المجتمع:
وقالت الناشطة في حقوق الطفل مها الزين : ان الأطفال هم نواة المجتمع وأساسه، وعماد الحياة وأمل المستقبل وأصحابه؛ إذ تُعَدُّ الطفولة أهم مراحل نمو الإنسان، كما أنَّها الأكثر تأثيراً في مسيرة حياته، لكن وبسبب الظروف الاقتصادية لبعض الأسر وكثرة ضغوط الحياة ومتطلباتها، تلجأ بعض الأسر في محاولة منها للهروب من ظلام الفقر إلى إرسال أطفالهم للعمل، أو تتخلى عنهم، فلا يجدون إلا الشارع مأوى لهم . وقالت في كل الحالات نجد أنفسنا نقف أمام ظاهرة تحدث خارج نطاق القبول الاجتماعي وتتعارض مع كل قوانين العمل الدولية والمعايير الاجتماعية والإنسانية التي تحض على ضرورة حماية الطفولة؛ واشارت الى ان عمالة الأطفال اصبحت ظاهرة تُعَدُّ المشكلة الجوهرية في مختلف المجتمعات، وتؤثر سلباً في بنيانه.
ظاهرة قديمة:
وتقول الباحثة الاجتماعية دولت حسن :يعد ع مل الأطفال ظاهرة قديمة في مجتمعنا السوداني خاصةً عندما يتعلق الأمر بقطاعات بعينها مثل الزراعة والمهن الحرفية التقليدية الصغيرة والصناعات غير الرسمية كصناعة الملابس والسجاد، بالإضافة إلى بعض الأنشطة المتعلقة بالبناء. ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية التي شهدت فيها المنطقة اضطرابات سياسية واقتصادية وصراعات وحروبًا كبيرة، نجم عنها من نزوح جماعي للسكان، داخل الدولة ما ادى إلى تغير الوضع وتفاقمه.