عام

“الأمة”..حزب يتصدع..وقيادة تطاردها “لعنات” الشعب..!

متابعات -زحل نيوز

“الأمة”..حزب يتصدع..وقيادة تطاردها “لعنات” الشعب..!

الخرطوم _ زحل نيوز

 

تحالف مع “المليشيا”..وارتمى في حضنها..!

الأمة”..حزب يتصدع..وقيادة تطاردها “لعنات” الشعب..!

* “الأمير” عبد الرحمن..هل سيكون بديلا “لبرمة”..؟!

* “المهدى” تجاهل إدانة أشقائه ولكنه دعاهم “للاغتسال”من خطاياهم (وادرانهم)

 

تقرير/ هاشم عبد الفتاح

يعتقد الكثيرون من خبراء السياسة ومحلليها أن حزب الأمة القومي “متورط” وغارق حتى اذنيه في وحل هذه الحرب التي تشنها المليشيا المتمردة ضد الشعب السوداني ، وأنه ظل “حليفا سياسياً” لهذه المليشيا ، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بأن حزب الأمة يعتبر الجناح والحاضنة السياسية الأساسية لمليشيا (آل دقلو) المسلحة ، وأن دوره مع المليشيا في هذه الحرب دورا متكاملا وتتبادل فيه المهام والمسؤوليات في تنفيذ مخطط الاستيلاء على السلطة عبر شرعية (البندقية) .

* تطاردهم (اللعنات) ..!

لكن يبدو أن دخول حزب الأمة في مستنقع هذه الحرب جلب عليه (لعنات) قطاع واسع من أنصار وجماهير حزب الأمة ، وبالتالي بات مستقبله مهددا بالانقسامات والتباينات الداخلية بسبب موقف قيادته الحالية ومناصرتها المليشيا في مشروعها (السلطوي) والاستيطاني ، خصوصاً أن كثير من المراقبين للمشهد السياسى السودان يعتقدون أن حزب القومي فقد تماماً توازنه السياسي والإجتماعي بعد رحيل زعيمه السيد الصادق المهدي وأن ما يشاع عن صراع مكتوم داخل مجالس وقطاعات الحزب بين أسرة آل المهدي وأبناء الغرب أصبح الآن (طافحا) علي السطح وتتحدث عنه مجالس الحزب (جهراً) وقد اسهمت تداعيات هذه الحرب كثيراً في الدفع بهذا الصراع إلى (الواجهة) وربما امتد إلى داخل (مفاصل) ومكوناته وقطاعاته السياسية والجغرافية .

* الأمير يتجاهل (إدانة) أشقائه..!

وبالأمس القريب أطلت معطيات جديدة تدفع بقوة في إتجاه المزيد من التباينات في الرؤى والمواقف من الحرب وذلك عبر خطاب سياسي (موجه) طرحه الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي من أمام (قبة المهدي) بأمدرمان بشأن موقفهم وتعاطيهم مع الحرب إلا أنه تجاهل تقديم أي إدانة لاشقائه في قيادة حزب الأمة ولكنه خاطبهم وطالبهم بالرشد والتعقل والعودة إلى حضن الحزب والاغتسال من (ادران) وخطايا التحالف مع المليشيا والوقوف في صفها وحربها ضد الجيش وضد الشعب السوداني , وحوى الخطاب إدانة قوية ضد المليشيا المتمردة .

وقد أثار هذا الخطاب ردود فعل واسعة ومتباينة داخل طائفة الأنصار وقواعد وقيادات حزب الأمة ، ونحن هنا وعبر هذه المساحة نحاول استقراء ملامح المشهد الداخلي لحزب الأمة القومي وما يحيط به من حراك وتداعيات بسبب مواقفه وتعاطيه مع قضايا الحرب والسلام والراهن السياسي ، وحاولنا كذلك طرح عدد من التساؤلات المحورية حول حقيقة تورط حزب الأمة في هذه الحرب واسقاطاتها على قياداته ومستقبله ونفوذه السياسي وغير ذلك من الأسئلة الموضوعية والمشروعة .

* حزب بجناحين..!

بداية التقت (زحل نيوز) بالسيد علي عسكوري القيادي بالحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) ، والذي يعتقد أن هناك جناحان في حزب الأمة ، جناح يقوده اللواء (معاش) فضل الله برمة ناصر ومعه مريم الصادق، وصديق الصادق والواثق البرير الأمين العام للحزب ، وهذا الجناح مؤيد للمليشيا وهم أيضاً أعضاء ومكون أصلي في مجموعة (تقدم) ، وهذا الجناح في تقديري يجب معاقبته ومحاسبته متى ما رجعوا إلى السودان ،بمثل ما يعاقب كل شخص دعم المليشيا ، أما الجناح الآخر فهو بقيادة اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي والفريق صديق محمد إسماعيل ومعهم مجموعة كبيرة من هيئة شوؤن الأنصار ،فهؤلاء مواقفهم مناصرة وداعمة للقوات المسلحة وضد قحت (وتقدم) ، فهؤلاء مرحب بهم لأنه ليس عليهم مآخذ .

* إجراءات عقابية مجموعة (تقدم) ..!

وقال عسكوري أن الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات عقابية فورية ضد المجموعة المناصرة والمؤيدة للمليشيا . أما الآخرين فلا ذنب لهم.

ويعتقد عسكوري أن حزب الأمة فقد الكثير من نفوذه وحظوظه السياسية وأن هذه الحرب أدت إلى تفكيكه ، وخسر الحزب كذلك حتى إحترام الذين يختلفون معه في الرأي ، صحيح أن هناك عضوية متى ماذهب الحزب سوف تذهب معه وصحيح أيضا أن الحزب تواجه تحديات الانقسامات الداخلية ،وبصورة عامة أظن أن حزب الأمة حدثت له هزة كبيرة جداً ولا يمكن إصلاحها ، وفي رائي أن حزب الأمة يحتاج إلى توضيحات كثيرة جداً من المواقف التي اتخذها رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر ، بشأن التحالف مع المليشيا ، وحتى المجموعة التي لم تذهب مع (برمة)موقفها ضعيف ولذلك هناك فرصة لخصوم حزب الأمة للهجوم عليه حال الدخول في أي إنتخابات قادمة وبالتالي أعتقد أن حزب الأمة خسر كثيرا بما لا يمكن تعويضه في المنظور القريب ، وأعتقد أيضا أن الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي شخصية مقبولة داخلياً وله علاقات جيدة بالقوى السياسية المختلفة كما أن موقفه من المليشيا المتمردة موقف ممتاز ، لكنه يواجه انقسامات داخلية شديدة جداً وصراعات كثيفة بين قيادات الحزب ، وهذا ربما يضعف قبضته على قيادة الحزب ، فالامير عبد الرحمن يمكن أن يكون هو البديل ، لكن واضح أن إمامة تحديات وعقبات كبيرة جدآ عليه أن يخوضها بقوة ومن ثم يحسمها ويفرض رائه وقيادته ، كقيادة وحيدة لحزب الأمة القومي فهذه المعركة في تقديري قادمة..قادمة لا محال متى ما توقفت الحرب لإستعادة حزب الأمة كحزب وطني وليس كحزب (رهين) للمليشيا وغيرها .

* حزب شريك في الدمار..!

أما الدكتور فتحي أبو الحياة الخبير الإستراتيجي وأحد الكفاءات المرشحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء ، أكد في حديثه (للصحيفة) أن حزب الامة لم يحترم تاريخه الطويل ووقف في الجانب الخطأ من التاريخ وذلك من خلال دعمه الواضح للمليشيا وعدم ادانته لجرائم هذه المليشيا ومحاولتها محو تاريخ وارث وحضارة الدولة السودانية التي هو احد صانعي استقلالها،

وأشار (أبو الحياة) إلى أن وقوف حزب الأمة الي جانب دمار السودان كان واضحاً في ظهور قياداته في العديد من الاجتماعات والمنابر الخاصة بالمليشيا .

وقال إن الاجراءات المطلوبة من الحكومة تجاه كل من اشترك في دمار السودان ، هي اجراءات قضائية ، وتدخل هذه القيادات في دائرة العمالة (الخيانة العظمى) .

وهذا في تقديري يجب ان يتم في ظل حكومة برئاسة مجلس وزراء مستقل حتى لا يحسب في إطار الخصومة السياسية والانتقام .

واضاف أن الاحزاب التي ساندت التمرد وشاركت في تدمير السودان لن يغفر لها الشعب السوداني ما ارتكبته في حقه وهذا خصم من رصيدها الكثير في مستقبل الحياة السياسية في السودان .

وقال إن اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي لا يستطيع ترميم الحزب نسبة للخلافات الكبيرة والتيارات المتباينة داخل الحزب ، لكن أعتقد أن الأمير عبد الرحمن وقف في الجانب الصحيح من التاريخ وهذا بالتأكيد سيخدمه علي صعيده الشخصى داخل المركز وداخل القوات المسلحة .

*(مناع) يهاجم الأمير..!

يبدو أن خطاب الأمير عبد الرحمن أغضب القيادي بالحزب صلاح مناع الأمر الذي جعله يوجه له إنتقادات لاذعة ويصف الخطاب بأنه (خطاب العسكر) والحركة الإسلامية، وقال في تدوينة على حسابه بمنصة (إكس) إن خطاب عبد الرحمن الصادق ولقاء إسماعيل كتر الاخير بالبرهان في بورتسودان لدعم الجيش ليس صدفة، فهم أفراد لا يمثلون حزب الأمة القومي وانما لهم التزامات شخصية مع العسكر والحركة الإسلامية ،على حد قوله.

وأكد مناع أن للحزب مؤسسات تعبر عنه وأي دعم لطرفي الحرب هي شراكة في سفك دماء الأبرياء وممارسة العمل السياسي على أشلاء الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى