عام

الابتزاز الالكتروني.. حكايات الرعب والخوف من الفضيحة

متابعات | زحل نيوز

الابتزاز الالكتروني.. حكايات الرعب والخوف من الفضيحة

 

بين كل فترة والاخرى نسمع عن حكاية ابتزاز الكتروني حصلت لشخص ما نعرفه .او لا نعرفه ولكن نسمع حكايته من خلال الوسائط المتعددة او من اشخاص يعرفونه . حكاوي فيها وقائع و قصص مفجعة ومثيرة، والتي يقع ضحية لها رجال ونساء بمختلف الأعمار، وإن كان الشباب هم الفئة الأكثر استهدافا.. الحكاية تبدأ بالخدعة والكذب والتقرب حتى يقع الصحية في الفخ ، وقد استغل المحتالين التزايد الكبير وادمان الشباب والشابات مواقع التواصل الاجتماعي .

الابتزاز الالكتروني.. حكايات الرعب والخوف من الفضي

وتتعدد انواع الاحتيال وطرقه ولكن في النهاية الهدف واحد وهو الحصول على اموال عن طريق الاحتيال ومن ثم الابتزاز مايعد ذلك مهددا لاستقرار . لان هؤلاء اصبحوا عصابات منظَّمة تدرس الضحية جيدا وتعلم أوضاعه المالية وحالته النفسية، وغيرها من التفاصيل ، لذلك يجب ان لا نثق في أي شخص على الإنترنت لا تعرفه.

 

ما هو الابتزاز الالكتروني:

حسب تعريفه على محرك (قوقل) ان الابتزاز الإلكتروني اصطلاحا يعني تهديد وإكراه شخص ما على القيام بأفعال ما، أو تركها إجباريًّا، تحت ضغط من وسائل الإكراه، ويتم ذلك باستخدام وسائل تقنية المعلومات أو الشبكة المعلوماتية، ويعتمد على عدة أساليب منظمة أو غير منظمة، احترافية وسطحية.

الابتزاز الالكتروني.. حكايات الرعب والخوف من الفضي

قليلي الخبرة:

مهندس الشبكات مهند قال إن قلة الخبرة هي أكبر وأبرز نقطة ضعف أو ثغرة ينفذ منها المجرم الباحث عن ضحية قليل الخبرة وهذا يعتبر ضحية جاهزة، واضاف: الأسلوب الأكثر سهولة في الابتزاز يعتمد على صغار السن وقليلي الخبرة؛ حيث يتم الإيقاع بهم بعدة خطوات تبدأ في التعرف عليهم والتواصل لفترة معينة، يتم خلالها تبادل محادثات صوتية ومرئية حتى تلتقط لهم صورا أو مقاطع يمكن استخدامها لتهديدهم وابتزازهم.

 

تهديد الصحية:

ويتابع مهندس بقوله والأكثر انتشارا أن يقوم المبتز بجمع صور أو مقاطع فيديو أو تسجيلات صوتية أو معلومات شخصية من خلال البريد الإلكتروني وبرامج التواصل الاجتماعي؛ بعدها يقوم المبتز بتهديد الأشخاص بنشر ما جمعه من صور و فيديوهات ومقاطع صوتية إلا إذا قامت الضحية بتلبية طلباته وغالبا ماتكون اموال كثيرة قد لا يستطيع الضحية الايفاء بها.

الابتزاز الالكتروني.. حكايات الرعب والخوف من الفضي

ذكاء المحتال:

ويشير استاذ علوم الحاسوب عمر العشاء الى ان المبتز او المحتال ذكي جدا وهو يعد العدة ويخطط ويدرس كيفية الإيقاع بضحاياه مسبقا وبعد أن يختار ضحيته بعناية يفاجئها بخطوات غير متوقعة؛ لهذا يعتمد الأسلوب الشائع على إقامة علاقة صداقة مباشرة او علاقة عاطفية مع الضحية؛ ويتم اختيار الأصغر سنًّا اعتماداً على قلة الخبرة والتسرع الذي تتصف به هذه الأعمار

 

 شخصية معروفة:

واضاف العشاء: قد يكون المبتز شخصية معروفة صديق مثلاً أو له سابق معرفة بضحيته، واستطاع بشكل أو آخر الحصول على مستندات أو صور تدينه، وقد يؤدي نشرها إلى إلحاق الضرر به، إلا أن ذلك الأمر يقع على نطاق ضيق والأكثر انتشاراً هو المبتز المجهول.. والذي لا يفرق في جرائمه بين الذكر والأنثى؛ فالكل معرض للابتزاز، ولكل منهم طريقة للإيقاع به في الفخ.

 

علاقة قصيرة:

(سهلة) وهذا اسمها المستعار قالت ذات يوم وفي أثناء تصفحي الفيسبوك جاءني طلب صداقة من احد الأشخاص طالعت صفحته ووجدت اصدقاء مشتركين وافقت على الطلب وفوجئت به يحدثني في الخاص تعرفنا على بعضنا وعرفت أنه في احدى دول الخليج. واستمرت بيننا المحادثات . الى ان نشأت بيننا علاقة عاطفية، عرفني على بعض النساء على اساس انهن امه واخواته تعارفنا جيدا، وثقت في معرفتهم ، وهو اصبح يحادثني فيديو في كثير من الاحيان

 

 جاءت الصدمة:

وتواصل(سهلة) قصتها وقالت بعد عامين من التعارف وقصة الحب الجميلة فاجأني هو بارسال صور و فيديوهات لي اشتغل عليها شغل احترافي وهنا زهلت واندهشت وارتعبت جدا مما رأيته ، وصدمت عندما قال لي انه سيرسل هذه الصور والفيديوهات لكل معارفي وقائمة اصدقائي ان لم ادفع مبلغ ثلاثة مليار سوداني وكان حينها المبلغ كبير جدا فعرفت انني وقعت في فخ الابتزاز .

وترجيته ان لا يفعل ذلك وبكيت كل الليلة حتى الصباح وهو يرسل في رسائل التهديد ويستعجلني بارسال المبلغ حالا وارسل لي ثلاثة ارقام حسابات بنكية لارسل فيها المبلغ بالتساوي مليار في كل حساب

 

رعب وعذاب:

وقالت سهلة عشت تلك الليالي وانا اتقلب في شوك العذاب والرعب والخوف من الفضيحة والخوف من ردة فعل اهلي عندما يعلمون بهذه المصيبة ، قتلني التفكير .وفعلا فكرت في جمع الاموال (سلسلي الذهبي و الخاتم) و اللابتوب واحد تلفوناتي جهزتها لابيعها.

وهو و البنات اللائي عرفتهن على اساس انهما اختيه يرسلون رسائل التهديد كل ساعة. ترجوتهم ان يمهلونني حتى أجهز المبلغ . وان عندي اموال عند اخرين ساجمعها إضافة الى مرتبي الشهري زيادة على ذلك سأطلب سلفية على مرتبي.

 

درس قاسي:

إنه درس لن أنساه طوال العمر هكذا قالت سهيلة التي دفعت ثلاثة مليار دون وجه حق، وعاشت ايام من الرعب والخوف ، ومثلها كثيرات تعرضن لمثل هذه المواقف . وهي نموذج لفتيات كن قد وقعن في فخ الابتزاز منهن من دفعت اموال طائلة. ومنهن من صارحت اسرتها وصديقاتها . وبلغت عليهم الشرطة ولم تدفع مليما واحدا٫ فقط لانها وجدت من يقف معها في محنتها.

 

توخي الخير:

يقول استاذ علم الاجتماع دكتور محمد عز الدين ان الابتزاز لا تقتصر على الفتيات فقط بل يطال الرجال و النساء ، ونصح الفتيات بتوخي الحذر دائما عند استخدام الإنترنت. وقال إن ظاهرة الابتزاز الإلكتروني انتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يعد الأمر مقتصرا فقط على البنات.

وعلى النقيض سقط بعض الشباب ضحايا في هذه الجريمة الإلكترونية. واكد على أن هذه “الظاهرة” تشكل خطراً على الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام؛ لأن الجميع هنا متضرر، خصوصا فيما يتعلق بالفتيات.

ونظرة المجتمع لهن. مشيرة إلى أن الشباب كذلك حتى وإن اختلفت النظرة المجتمعية تجاههم فهم عرضة لمشكلات عنيفة وخسائر مادية ومعنوية فادحة، وهو ما يؤثر على مستقبلهم، وبعضهم يضطر للاستدانة. وتوضح أن بعض البنات يتعرضن للابتزاز، لكن يخفن من مصارحة أحد بما يجري معهن، أو الحديث في هذا الموضوع، حتى مع أقرب الصديقات، خشية الفضيحة، وبالتالي العقاب من الأهل والمجتمع.

 

نشر الوعي:

ويرى دكتور محمد أن أبرز الحلول التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة هذا الخطر هو نشر الوعي بين الشباب والفتيات، وزيادة جرعة الثقة في النفس لديهم وإقناعهم بأن الإبلاغ مهما كانت أضراره أفضل بكثير من الصمت ومواجهة المشكلة دون داعم .

مع أهمية نشر الثقافة القانونية والتعريف بالإجراءات التي يمكن اتخاذها عند الوقوع ضحية للابتزاز، والتعريف بالإجراءات الإلكترونية التي يمكن الاعتماد عليها لحماية الحسابات والمعلومات الشخصية من التعرض للاختراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى