
جدول المحتويات
التحرش الالكتروني .. على الميديا رجال يتحولون إلى كائنات بلا أخلاق
وصل الحد ب(سجود) طالبة كلية الاعلام جامعة الخرطوم ان تخرج من جميع مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها الواتساب وحتى الايميل فقط لانها ظلت تتعرض الى التحرش عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
من اناس تعرفهم واخرون لاتعرفهم، يدخلون إليها في الخاص، تحظر هذا ، وتعنف ذاك ولكن دون فائدة الى ان قررت ترك هذه المواقع والاعتماد في تواصلها مع من يهمها عبر المكالمات الصوتية والرسائل النصية فقط.
(سجود) قالت لست وحدي التي اتعرض لتلك التحرشات وانما هناك الكثيرات فتيات ومتزوجات يعانين من التحرش الالكتروني الذي جعل كثيرات يتركن الميديا خوفا على أنفسهن من اصحاب النفوس الضعيفة.
وصل الحد ببعض الشباب إلى التشهير بالفتاة التي ترفض التحدث إليهم، بأساليب لا أخلاق فيها ولا شرف. البنات المراهقات هن الأكثر إدماناً على الانترنت لذلك هن معرضات أكثر من غيرهم للتحرش الإلكتروني، لذا من واجب الأهل متابعتهن بشكل مباشر .
أحاديث وثرثرة:
لاشك ان حالة (سجود), اعلاه ماهي الا نموذج لكثيرات يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويعانين من تعرضهن لأشكال مختلفة من المضايقات، بدءاً من إلحاح البعض على التعارف والدخول في أحاديث وثرثرة، وصولاً إلى قيام البعض من ذوي النفوس المريضة بالتشهير بالغير.
أو إرسال رسائل مزعجة ، كاحتوائها على تلميحات بالرغبة في التعارف لأهداف غير اخلاقية، أو متضمنة شتائم ، أو التهديد والابتزاز، من دون أي اعتبار للأخلاق والاحترام اللذين يجب أنْ يكونا أساس التعامل بين البشر في الحياة الواقعيَّة والافتراضيَّة.
الحل في الحظر:
وتقول الموظفة (تنزيل) حاليا لم يعد التحرش مقتصراً على وسائل النقل والشوارع والأماكن العامَّة كما السابق ، بل وصل إلى البيوت والغرف المغلقة، ليخرج من شاشة الكومبيوتر أو الموبايل، واضافت مع الأسف ظهر نوعٌ جديدٌ لا يقلّ خطورة وإزعاج عن غيره، التحرش عبر وسائط الانترنت عبر المواقع المختلفة.
وأشارت الى انها ايضا كثيرا ما تتعرض الى التحرش حتى من بعض الذين اعرفهم ،الايحاء بكلام غير أخلاقي وطلبات غريبة ، واواجه ذلك بالحسم الفوري مواجهة المتحرش ولكن هناك من لم ينفع مع الحسم فاقوم بحظره حالا.
مكافحة التحرش:
وتقول مهندسة الشبكات أسماء نور تحاول معظم الشركات كـ”توتير” و”فيسبوك” وغيرها، تأمين حد أدنى من الأمان لمستخدميها، ومكافحة التحرش والمضايقات التي قد يتعرضون لها، لكنَّ علاج تلك المشكلة يكمن فينا نحن البشر، لأننا من يتحكم بالآلة ويسيرها، عندما نتمتع بالأخلاق الكافية لنحترم خصوصيات الآخرين، ونحافظ عليها، وندرك أنَّ “فيسبوك” مثلاً ليس مكاناً للتعارف فقط واستجرار أحاديث لا طائل منها.
على الرغم من وجود بعض المستخدمين “جهلاً أو عمداً”، غير مدركين أهمية التطور التكنولوجي الذي لامسَ حياتنا، مصرين على استخدامه لأغراض دنيئة ومبتذلة وسخيفة
صدمة فكرية:
استاذة علم الاجتماع نهلة حسن بشير قالت بالرغم من المزايا الكثيرة التي أتاحتها تكنولوجيا المعلومات ، والانتشار الواسع الذي شهدته في السنوات الأخيرة، وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، والازدياد الهائل في أعداد مستخدميها، إلا أنَّ خطر التحرش يواجه كثير من النساء ، وقالت علينا إن نتقن التعامل معه بالشكل الذي يضمن لنا الاستخدام الآمن والسليم.
وقالت سبَّبَ الانفتاح الكبير الذي جاءت به شبكة الانترنت من خلال سهولة الوصول للآخرين ، كان يتطلب الحصول عليها وقتاً طويلاً، نوعاً من الصدمة الفكريَّة أو الثقافيَّة أو حتى الاجتماعيَّة .
ولم يتمكن البعض من ضبط العلاقات الجديدة التي تولدت من هذا التطور التكنولوجي، لا سيما في المجتمعات المنغلقة، ولدى الأشخاص الذين يعانون من عقدٍ وأمراضٍ نفسيَّة، فوجد البعض في الشبكة العنكبوتيَّة ملعباً لتفريغ سلبيته وقذارته، والانتقام من الآخرين الذين لا يقدر على مواجهتهم في الواقع.