جدول المحتويات
التريند: أخبار مزيفة واقتحام سافر لحياة الناس
التريند: أخبار مزيفة واقتحام سافر لحياة الناس
لاشك اننا في هذه الفترة العصيبة الرهيبة نعيش ضجيج الميديا وصناعة الاشاعة .وكل ماهو مفبرك ومزيف ، حيث أصبح الإعلام وسيلة قوية للتأثير على المجتمعات . فاصبحت صناعة التريند موضة ومهنة يمتهنها كل من يرى في نفسه شجاعة ليكتب الكذب .ويتدخل في حياة الناس بصورة سافرة وهو يعلم انه لا يحق له ذلك .ولكنه مرض الشهرة والوصول الى أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين .ومن ثم كسب المال من وراء ذلك . التريند داء العصر .. نشر اسرار الاسر ومن وارءه التكسب بهذه الطريقة المخزية.
هوس التريند:
“هوس التريند شغل الجميع نساء ورجال شباب وشايات لم يترك أحداً الكل يريد ركوب التريند للوصول إلي حلم الشهرة وأيضا الحصول علي المال بأي وسيلة لدرجة أن البعض اتجه إلي الكذب واختلاق قصص وهمية لم تحدث من وحي الخيال من أجل الوصول إلي الترند علي السوشيال ميديا والحصول علي الأموال .وقد حدثت وقائع كثيرة في ذلك خصوصا في هذه الفترة (فترة الحرب).
ركوب التريند:
مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ناقشناهم حول التريند هم يرفضون تدخل السوشيال ميديا السافر فى حياة الناس على هذا النحو، ويرون ان هذه الطريقة يجب أن لا يتم تجاوزها مهما كانت الظروف ومهما كانت الدوافع، ويعتقدون ان متابعة خطوات الناس نجوما ومشاهير أو غيرهم ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب الترند على حساب الخوض فى حياة هذا أو ذاك، وهو ما يرفضه الواقع، والمجتمع، ويرون ان كل ما يحدث فى دوائر السوشيال ميديا يؤكد أن هناك تدميرا ممنهجا للخصوصية التى تقودنا بالتالى لتدمير خصوصية الآخرين.
مرمى الجيران:
مهندس الشبكات طارق محمد قال لا أبرئ بعض النجوم الذين يتخذون من حياتهم الخاصة وسيلة للبقاء فى الأضواء، فهم أكثر فئة من فئات المجتمع أصبحت فى مرمى نيران السوشيال ميديا وتحت سيطرة الترند، هى فئة النجوم والمشاهير في الاوساط المجتمعية المختلفة. بيد انهم جعلوا انفسهم وسط حالة كبيرة من الانفلات الأخلاقى. وأضاف:رغم تحفظى على ما يدور فى الساحات المختلفة فنية كانت أو رياضية اوغيرها من افتعالات واضحة لركوب الترند، فإننى أؤكد أن ما يحدث الآن عبر السوشيال ميديا تحوّل بالفعل إلى خطر حقيقى، لأنه ببساطة شديدة يضرب المبادئ المجتمعية الراسخة فى مقتل بل أصبح لديه القدرة على أن يحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق.
معنى التريند:
ويعرف المهندس طارق التريند بانه الموضوع الرائج الذى يتحدث و يتناقش و يبحث عنه أغلب ستخدمي وسائل التواصل الإجتماعى. وقال ان الفيسبوك هو وسيلة التواصل الإجتماعى الأشهر على الإطلاق و بالتالى متابعة ترندات فيسبوك يعنى معرفة الاتجاه العام للآراء بالشكل الأعم والأشمل والأكبر حجما لأفراد من مختلف الآراء والتوجهات والاهتمامات ,واشار الى ان فيسبوك ليس شبكة موجهة تستهدف فئة عمرية معينة أو فئة ذات إهتمامات محددة و انما يستهدف أن يكون الملتقى الأكبر لكل الأفراد مهما كان عمرهم أو مكانهم أو اهتماماتهم و بالتالى فهو أحد الأدوات الكاشفة للرأي و التوجه العام لإهتمامات الأفراد.
مأساة حقيقية:
وقالت الباحثة الاجتماعية دولت حسن :ما تطالعنا به السوشيال ميديا بشكل شبه يومى بعيد كل البعد عن أخلاقيات المجتمع السوداني، ويمثل انعكاسًا طبيعيًا لحالة الانفلات التى تتسم بها مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها بالطبع «فيسبوك»، وابانت:الذى أراه بمثابة مأساة حقيقية لا يمكن بأى حال من الأحوال السكوت عنها، لأن ما تتداوله تلك المواقع شىء يدعو للدهشة ويبعث فى النفس الشعور بالانزعاج الشديد، لأنه فى حقيقة الأمر ترمومتر يشير إلى تغيير جذرى حدث خلال السنوات الأخيرة فى سلوكيات وأخلاقيات المواطن السوداني المهذب.
نظام المكافآت:
وفي دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا على أكثر من 2400 مستخدم لفيسبوك أظهرت أن الخوارزميات التي تعتمدها هذه المنصات تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الأخبار الزائفة. فبفضل نظام المكافآت القائم على التفاعل المستمر، يحصل المستخدمون النشطون على تعزيز لظهور منشوراتهم، مما يجعلهم أكثر عرضة لنشر الأخبار المضللة. ووجدت الدراسة أن 15% من المستخدمين الأكثر نشاطًا كانوا مسؤولين عن نشر 30% إلى 40% من هذه الأخبار، ما يؤكد أن المنصات نفسها تشجع هذا السلوك دون تفكير نقدي. وفي النهاية، صناعة الترند تتأثر بشكل كبير بتفاعل الأفراد وخوارزميات التواصل الاجتماعي. وبالرغم من وجود جوانب إيجابية، إلا أن الجانب السيء يتطلب وعيًا نقديًا من المستخدمين لضمان عدم تحويل هذه الظاهرة إلى وسيلة لنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة.