الحزب الشيوعي السوداني والمأزق التاريخي | د. عادل عبد العزيز الفكي يكتب.
الحزب الشيوعي السوداني والمأزق التاريخي | د. عادل عبد العزيز الفكي يكتب.
أقر الحزب الشيوعي السوداني أن الحرب على السودان تقف من ورائها الاطماع الدولية والإقليمية في ثرواته الكامنة، وأن الدعم السريع هو المنفذ لاستراتيجية التمكن من هذه الثروات، لكن الحزب يفشل في وضع استراتيجية العلاج.
على قناة الزرقاء المتطورة استضاف الإعلامي مجدي عبد العزيز الدكتور صدقي كبلو أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة الخرطوم، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. كان واضحاً من خلال اللقاء أن الدكتور صدقي يعبر عن وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني.
قدم الدكتور صدقي كبلو تحليلاً رائعاً حول الأوضاع الدولية في الوقت الراهن، وأبرز الصراع الاستراتيجي على الموارد. قال إن السودان في قلب هذا الصراع لتوفر الموارد الزراعية والمعدنية فيه بكميات معلومة للقوى الدولية المتصارعة.
أشار الى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ سبعينيات القرن الماضي وضعت السودان ضمن مجال أمنها الحيوي، وأنها قررت أن يكون مقر قوة الأمن الامريكية الافريقية (آفريكوم) هو عاصمة السودان الخرطوم.
قال ان ثورة 2019 انحرفت عن مسارها، بفعل قوى سياسية تماهت مع مخطط الاستيلاء على موارد السودان عن طريق مشروعات كبرى (مشروع الفشقة الزراعي)، وسياسات متحيزة لما أسماه بالطفيلية الرأسمالية الجديدة (شركة الفاخر) وغيرها.
قال انه بقي بمنزله بمدينة الخرطوم بحري سبعة أشهر بعد بداية الحرب، وأن جنود مليشيا الدعم السريع هاجموا داره 13 مرة، ونهبوا كل ممتلكاته. أكد أن جريمة الإبادة الجماعية للمساليت في الجنينة لن يستطيع أشطر محامي دولي أن ينقذ الدعم السريع منها.
على الرغم من إقرار د. صدقي كبلو بكل هذه الفظائع لمليشيا الدعم السريع المتمردة يعود ليقول ان الجيش يتحمل مسؤولية قتل المدنيين، ويضرب مثالاً أن طائرة سلاح الجو بدلا عن قصف قصر الصداقة حيث يوجد المتمردين قصفت منزلا بحي الصبابي!
فجأة ينزل د. كبلو من مقام العالم والخبير الى مقام الناشط السياسي، فيقول ان البرهان قائد الجيش الحالي هو من أتي بحميدتي، وان عليه مع حميدتي إيقاف الحرب، ولم يجب على سؤال كيف.
برغم الحرب الفظيعة وآثارها المدمرة يبدو لي أن الحزب الشيوعي السوداني ما زال أسيرا لصراع يمين/ يسار أو هلال/ مريخ. ان النتيجة الطبيعية لتحليله الاستراتيجي الرائع هي أن يطلب من أهل السودان جميعاً الوقوف يداً واحدة ضد المليشيا المتمردة.
وبحسه السياسي وقراءته للمشهد السوداني كان عليه أن يقر أن الجهة الوحيدة المنظمة القادرة على مواجهة مخطط تمزيق السودان والسيطرة على موارده هو الجيش الوطني المكون من كل المناطق والقبائل السودانية.
المرحلة هي مرحلة الوجود من عدمه، على جميع الأحزاب السودانية دعم الجيش الوطني والقوات النظامية الأخرى بلا مواربة، ودون وضعه على قدم المساواة مع المليشيا المتمردة. لقد اتضحت الرؤية أمام الفئة الشبابية في السودان، فعلى الأحزاب السودانية أن تحذو حذوهم، أو تصبح خارج دائرة الفعل والتاريخ.