مجتمع

الدراسة الجامعية مابين ميول الطلاب وإختيار الأباء

اعلنت نتيجة الشهادة السودانية في غضون الايام الفائتة ، نجح البعض وهناك ما لم يحالفه الحظ ، وبالنسبة الناجحين أغلبهم تواجههم معاناة كبيرة جدا وهي تدخل الوالدين في اختيارهم للتخصص الجامعي؛

وذلك من حيث إنهم أدرى بمتطلبات سوق العمل، وهم أكثر حرصا على مصلحتهم، وهم خبرة اكثر منهم في أمور الحياة المستقبلية، وتنسى الاسرة ان ابنهم له رغبة في دراسة تخصص ما ، فيضغطون على ابنائهم بدراسة تخصص يريدونه،

وهناك ابناء يكبتون ميولهم إرضاء لرغبات والديهم واحتراما لهم، ومنهم من يحاول أن يقنع والديه بأن هذا الاختيار لا يناسب ميوله، فإن تفهما وضعه يأتي ذلك في صالح الابن وان لم يتفهما، يظل الطالب في حيرة من أمره إما أن يتقبل ويثابر وينجح، أو يتقبل يصارع ويقاوم ثم يفشل

انتكاسة كبيرة:

يقول استاذ الثانوية مصطفى محمد الزين بعد الحصول على النجاح في الشهادة السودانية تغمر الطلاب والطالبات بالفرح والسرور كل منهم على حسب اجتهاده، يبدأ الطالب بدخوله مرحلة أخرى وهي مرحلة الجامعة أو الكلية.

في هذه المرحلة يبدأ الطالب العيش في قلق تام وتشتت أفكار في اختياره التخصص الجامعي، فيجد نفسه تائهاً بين اختيار الوالدين وبين ميوله ورغبته الشخصية، والواضح أن تدخل الآباء في تخصصات الأبناء يعد انتكاسة كبيرة قد تعرقل مسيرته التعليمية، خصوصاً إن كان الاختيار إجباريا من قبل الوالدين اللذين قد يخالف ميولهما رغبة الابن.

ضياع عمر:

وتابع الاستاذ مصطفى حديثه بقوله إذا فرضوا الاهل علي ابنهم تخصص لا يرغب به، سيفشلون وهناك نماذج كثيرة لطلاب وطالبات أهلهم فرضوا عليهم تخصص لكنهم فشلوا به ولم يتمكنوا من إكماله، والبعض منهم غير التخصص وضاع من عمره ووقته، لأن الإنسان لا يقدر أن يتفوق أو ينجح أو يبدع في شيء لا يرغب به ويكون مجبورا عليه. ، فمن الافضل ان يقوم الطالب باختيار التخصص وفق ميوله أولا، ومن بعدها مناقشة ذلك مع الوالدين.

مراعاة رغباتهم:

(سوسن) ربة منزل وام لطالب احرز نسبة (70) في المائة قالت: صعب جدا أن نفرض اختيارنا على اولادنا يجب ان نراعي رغبتهم وقدراتهم، ونترك لهم حرية الاختيار ونتابعهم، وفي حال إذا رأينا الاختيار غير مناسب نقدم هنا لهم النصيحة، .

وقالت لدي تجربة في مسألة اختيار التخصص للابناء بنت عمتي الح عليها والديها بدراسة القانون وهي كانت رغبتها دراسة الاداب فخضعت لرغبة والديها ففشلت في القانون وتعثرت في الدراسة إلى أن تركتها هذه المسألة رسخت في ذهني حيث انني لم افكر يوما في التدخل اواجبار ابنائي على دراسة تخصص انا احبه

المساعدة والمساندة:

ويرى الاستاذ عبدالله النور بالنسبة للتخصص من الأفضل جدا أن يترك الاختيار للطالب نفسه لأنه أدرى بقدراته وبذاته وميوله وهواياته، وقال لكن لا يمنع أن يكون ولي الأمر مساندا وموجها ومبصرا للطالب في اختيار التخصص من حيث توضيح التحديات والصعوبات والضغوطات المستقبلية التي سوف يواجهها مستقبلا سواء أكان بمقاعد الدراسة أم في التوظيف لاحقا، والعمل على مساعدته بالتوافق مع ما يرغبه من التخصص وسماته الشخصية مع ترك رغبة الاختيار النهائية للطالب.

خطأ كبير:

تقول الباحثة الاجتماعية نهلة حسن هناك بعض الأهالي كانوا يرغبون لأنفسهم تخصص معين ولم تساعدهم الظروف في تحقيق ذلك، فيسعوا لتحقيقه عن طريق أبنائهم، وهذا أكبر خطأ يرتكب في حق الطالب.

وأضافت: اختيار التخصص عادة يكون على حسب ميول الطالب وهو أدرى بالتخصص الذي يحبه، وحين يكون اختياره للمجال الذي يرغب به سوف يبدع ويتفوق بنفسية عالية ، لكن لن يضر أن يستشير الطالب أهله ويشاركوه الاختيار مع مناقشة التخصصات المتوفرة في سوق العمل والتي يكون بها ضمان وظيفي أفضل، لكن الرغبة والميول هي للطالب.

الهدف والطموح:

الطالب ايمن محمد قال إذا شعرت ان اسرتي تريدني ان ادرس تخصص ما أحاول إقناعهم بعدم رغبتي في حال اختاروا لي تخصصا معينا وأرى ميولي تتنافى مع هذا الاختيار، وأطلب منهم عرض تخصصات أخرى والتي أجد أنها ترضيني وترضيهم. وافقه الراي زميله احمد بقوله في حال فرض علي والداي تخصصا معين تكون ردة الفعل بالرفض،

وإن كان فرض رأيهم بحسن نية فأنا أدرى بمصلحتي وما هو المناسب لي. فيما قالت الطالبة رنا محجوب في حال قرر والداي اختيار تخصص لا يعجبني أحاول إقناعهم بعدم رغبتي في اختيارهم، وأشرح لهم أسباب رفضي، وأوضح لهم ما هو طموحي وهدفي بعد كل تلك السنين من الدراسة المدرسية.

تاثير المجتمع:

وتقول التربوية ميمونة محمد للمجتمع دور كبير في التأثير على الطلبة في اختيار التخصص وضمان الوظيفة لهم، لذلك يجب على الطلبة البحث عن التخصص المطلوب في سوق العمل. وقالت في الماضي كان الوالدين يجبرون أبناءهم على اختيار تخصصات لا تتناسب مع ميولهم، وأهدافهم، وأفكارهم،

أما في الوقت الحاضر أصبح الوضع مختلفا، حيث أصبح للطلاب والطالبات الأحقية في اختيار تخصصاتهم وحسب ميولهم، ورغباتهم، وأهدافهم، وأفكارهم، وقدراتهم ومهاراتهم فنحن الآن في تقدم وفكر جديد لا اظن ان هناك أسرة تضغط على ابنها لدراسة تخصص ليس في رغبته.

عنصر الشغف:

ويرى تربويون ان عنصر اختيار التخصص للطالب يتطلب الجمع بين أمرين: شغفه وميوله، ومتطلبات سوق العمل في نفس الوقت، لذلك يجب على الآباء التوجه نحو إرشاد أبنائهم إلى ما يناسب سوق العمل في دائرة متعلقة بشغفهم بأقرب ما يكون، بحيث يصل الإرشاد إلى الأفضلية في الاختيار، .

لتنسجم مع الميول الداخلية والعرض والطلب في السوق بأحسن ما هو ممكن، فالشغف في الطالب عنصر مهم ولا بد من التفكر فيه لجمعه بما هو اقرب ما يمكن أن يوفيه في سوق العمل ومتطلباته.

وقالوا ان هذا القرار في اختيار التخصص سوف يحدد مستقبل وطموح الطالب الذي رسمه طوال مشواره الدراسي، ودور الاباء في هذه المرحلة يكون بالتشاور وللحوار الإيجابي الذي لا يتعدى التوجيه والإرشاد في عملية ترتيب الخيارات من البرامج الدراسية المطروحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى