مجتمع

الزيارات في الأعياد … (رجوع المياه الى مجاريها)

الخرطوم _ زحل نيوز

الزيارات في الأعياد تعتبر صلة الرحم بين الأقارب والأصدقاء والجيران وهي من أبرز طقوس العيد والتي تزيد من روابط المحبة والمحنة و تنعكس إيجاباً على الجميع سواء في حياتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الآخرين .

وتعد من أبرز العادات والمبادرات الجميلة التي تتم خلال الاعياد تاركة أثر كبير في تطييب القلوب وإشاعة أجواء الفرحة بقدوم الاهل والأصدقاء.

تتعدد الأعمال الخيرية خلال أيام العيد وقبلها بين أفراد المجتمع في حياتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الآخرين، ومن أبرز هذه العادات والمبادرات الجميلة التي تتم خلال العيد  ، وتتماشي مع عمل الخير.. تفقد الاهل والأقارب ومساعدة البعض خاصة في عيد الأضحى المبارك ، تفقد الذين لا يستطيعون شراء الاضحية ، فيقوم البعض بالمساهمة في شراء الخروف او تقديم الدعوة لتناول وجبة  الفطور واحيانا ارسال كميات من اللحم لهم.

بالاضافة الى الزيارات العائلية لما لها من أثر كبير في تطييب القلوب وإشاعة أجواء الفرحة بقدوم الضيوف،وإضافة تلك الزيارات تعمل على ازالة الشحناء بين الأطراف وتزرع الحب والمودة.

وتؤكد هذه الزيارات بأن القيام بأعمال الخير في حياة الإنسان العادية تجعل روابطه أقوى مع المحيطين سواء على نطاق زملاء العمل أو الأهل والأقارب، خاصة أن هذه الزيارات تبث السعادة وتزيد الحب والمودة، كذلك فإنها تزيل ضغائن القلوب.

وأوضحت الاستاذة اميرة مبروك معلمة أن أكثر ما يميز الاعياد ، أنها سبب في تقوية العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة التي تتم بين العائلات ، كما أن هذه الزيارات طريق لرضا الله سبحانه وتعالى وصفاء النية وأكدت أن هناك فوائد متنوعة يشعر بها الفرد عقب القيام بإحدى هذه الزيارات أو استقبال الزيارات العائلية.

يأتي على رأسها أن الزيارات العائلية، سبب للسعادة التي يبحث عنها الجميع، وكما ذكر رسولنا الكريم فهي سبب في تنَزُّيلِ الرَّحمةِ مِنَ اللهِ سبحانَهُ علَى العبادِ، وسببٌ فِي سعة المال. ودعت إلى وضع الزيارات العائلية في دائرة الاهتمام على مدار العام.

ولا نتعذر بمشاغل الحياة والعمل، وعلى الإنسان أن يعود نفسه على زيارة أرحامه وجيرانه ويتحرى فيها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أوصى الرسول الكريم بمعاملة الجيران بالحسنى، ومن ذلك تبادل الزيارات معهم.

الأثر الاجتماعي للزيارات العائلية فهي من أهم وأبسط أفعال الخير التي يمكن أن يقوم بها الجميع، ولها انعكاس كبير في تقوية العلاقات والقرابة وتوطيد المعرفة للمحبين. وهناك كثيرون ينتظرون العيد لازالة ما علق بالنفوس بين الناس، ويجدون أن العيد هو من أعظم اللحظات التي يستطيع المرء فيها أن يزور اقاربه واصدقاءه ويجدد رؤيته.

ويكون ذلك عن طريق زيارات منزلية تقام في منازل بعضهم وما تحتويه هذه الزيارات من أكلات ووجبات وأجواء محبة وألفة تواكب أجواء الاعياد وتتمثل في أقوال وتطورات كل الأشخاص المقربين وما يطرأ في حياتهم من جديد».

في بعض الأحيان يكون اللقاء في مكان خارجي بعيداً عن الأجواء المنزلية ليستمتع الجميع بالأماكن الترفيهية التي تزين أجواء العيد ، ومن هنا تمثل هذه الزيارات أهمية كبيرة لأن الفترات الأخرى من شهور العام، تجد انشغال الجميع بتفاصيل الحياة المختلفة، فيأتي العيد لتوطيد العلاقات ليتمثل بهيئة نقطة تجمع لجميع مسارات الحياة ليلتقي الجميع بمودة وألفة تجمع بين القلوب.

ولفتت إلى أن الزيارات الاجتماعية لا تتمثل فقط في زيارات الاعياد التي تشمل تناول الطعام وما تحتويه من نقاشات، فللشباب طرق اجتماعية للتواصل بشكل مختلف وأيضاً خاص كممارسة بعض الرياضات ، فالتجمع مع الأصدقاء للعب كرة الطائرة على الشاطئ أو لعب كرة القدم من سبل التواصل.

فالزيارة في الاعياد من أفضل الفرص التي قد تأتي للشخص ليرى ويتواصل مع كل الأشخاص الذين حالت بينه وبينهم الأقدار ومشاغل الحياة دون أن يتواصل معهم .

ودائما تصاحب الزيارات دعوات للأهل والأحباب بتحقيق أجمل الاماني فيكمن السبب خلف هذه الدعوة في ممارسة العبادات والتأكيد عليها ، بالإضافة إلى صلة الأرحام والاطمئنان على الأقرباء والعائلة.

كما ان ربات البيوت يجدن أن تزيين المائدة بأجمل الأطباق والأكلات الخاصة من أهم الأشياء التي يجب تلبيتها وتأديتها في الاعياد. فيقمن بإعداد المائدة بما تشتهيه الأنفس من وجبات وعصائر ومشروبات وتقديم ما يليها من فاكهة وحلوى، وقبل ذلك تزيين المنزل بأجمل الزينة والحرص على تزيين انفسهن واطفالهن باجمل الملابس والظهور بأجمل هيئة في أيام العيد.

وعندما يستضفن المعارف والجيران يطمئن الجميع على أحوال بعضهم البعض، وما يعكسه من حب وتواصل بين الجميع ويزيد من الطيب في نفوسهم ويبعث عن المحبة بينهم.

أجواء العيد لا تكف عن إعطاء الفرص لكل من يعاني خلافاً وأن كان بسيطاً مع من كان أن يحلها وأن لا يتراكم عليه جفاء العمر، فالكلمة الطيبة صدقة وزيارة الناس وصلة الرحم أمر واجب علينا لما يترتب عليه من أثار إيجابية سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي وهي فرصة لعودة المياه الى مجاريها الطبيعية.

وهذه الزيارات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس الاعياد ومن عادات وتقاليد المجتمعات. فلها دور إضافي يكمن في تنشئة الجيل الجديد على هذه العبادة والعادة التي تزيدهم من مختلف نواحي الحياة سواء الشخصية التي تساعد في تأسيس شخصيتهم باختلاطهم في مثل هذه الزيارات الاجتماعية أو على المستوى التهذيبي والتعليمي.

علماء الاجتماع يرون أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، ولا شك أن الزيارات العائلية مطلب فطري وشرعي لتمتين العلاقات بين الأسر، والتي بدورها تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية، وتقوية أواصر الاجتماع الإنساني بين أفراده بشكل عام.

و في ظل انشغال الناس بالوظائف والأعمال والدراسة وكثير من المسؤوليات، تأتي أفعال الخير التي تكثر في العيد وتزامنت معه ، لتعمق التواصل الاجتماعي والذي تراجع في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات التي طرأت على نمط حياتنا المعاصرة،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى