
السودانيون يحبسون (أنفاسهم) بقلق وترقب في إنتظار لحظة العبور!
أخيراً..قرع الجرس..!
السودانيون يحبسون (انفاسهم) بقلق وترقب في إنتظار لحظة العبور..!
الجزيرة تحشد كل (قواها)، لمعركة الكرامة في (جبهات) الشهادة السودانية..!
الخرطوم تفقع (عين الشيطان)..وتنفذ ثلاثة خطط بديلة ناجحة ..!
تقرير/ هاشم عبد الفتاح
حبس الآلاف من السودانيين وأولياء امور طلاب الشهادة السودانية أنفاسهم داخل السودان وخارجه..ما بين الملاجئ والمنافي (والمهاجر) القاصية والدانية ..وما بين معسكرات النزوح ، ومراكز الايواء ..يتابعون بقلق شديد ظهر أمس وهم ينتظرون لحظات (قرع الجرس) إيذانا بانطلاقة (سباق) الشهادة السودانية المؤجلة للعام ٢٠٢٣ بسبب الحرب .
وبمثل ما أن القائد العام للجيش السوداني ظل يتجول بين كل جبهات القتال ضد المليشيا المتمردة مرتديا (لأمة الحرب) فهو الآن أيضا يتجول ويشكل حضورا فاعلا في احدى جبهات معركة الكرامة وهى امتحانات الشهاده السودانية ،.
حيث قرع الفريق البرهان ظهر أمس (الجرس) إيذانا ببدء امتحانات الشهادة السودانية بمحلية سواكن بالبحر الأحمر ويطمئن على الطلاب الممتحنين وجاهزية المراكز في إستقبال الطلاب كما تفقد أيضاً المراكز الخاصة بالطلاب النازحين من الولايات الأخرى. ووقف على مستوي الخدمات المقدمة لهم.
وحيا البرهان دور سفارات السودان بالخارج في تهيئة وتنظيم مراكز الامتحانات للطلاب بالخارج .
معركة العبور ..!
ويبدو أن نجاح امتحانات الشهادة السودانية وعبور (عقبة) اليوم الأول بأمن وسلام في كافة المراكز داخل السودان وخارجه عبر (59) مركزاً خارجيا.
حيث قرع السيد وزير الخارجية السفير علي يوسف والسفير عماد عدوي جرس الإمتحانات لطلاب الشهادة السودانية بمركز (السعيدية) بالجيزة الأمر الذي يعتبر انتصارا كبيراً للشعب السوداني ، وحرب ثانية من حروب (الكرامة) في بلادنا مما يعني أن الدولة لازالت بمؤسساتها الراسخة رسوخ الجبال وفي مقدمتها الجيش والتربية والتعليم .
فتلك هى اذن لحظات عصية على عموم أهل السودانيين وعلى هؤلاء الطلاب الذين ينتظرون سنوات حصادهم لتنتهي معاناتهم على جمر الإنتظار..
فبالامس كان مجتمع ولاية الجزيرة بكل تكويناته والرسمية والشعبية تتقدمهم حكومة الولاية برئاسة واليها الأستاذ الطاهر إبراهيم محمد خير يرفعون من قدر ( الهمة) ويشدون الحيل بإرادة قوية لاستكمال كل حلقات التجهيز والترتيب وسد الثغرات ومعالجتها .
مبادرة الكرامة..وتوجيهات المخابرات ..!
اكثر من (٣٥) ألف طالب وطالبة جلسوا بالأمس على مستوى الولاية فيما احتضنت مدينة المناقل أكثر من (١٢) ألف طالب وافد ، حيث شهدت ولاية الجزيرة بالأمس تدشين مبادرة الكرامة لترحيل طلاب الشهادة السودانية عبر شراكة بين جهاز المخابرات العامة
وغرفة البصات السفرية ولجنة الإسناد والإعمار بالولاية وباسناد من الشرطة ومشاركة فاعلة ودعم حقيقي من مصانع البسكويت بالمناقل ممثلة في مصنع ابوسيف والشريف.
وتحدث اللواء أمن بدر الدين سيد احمد مدير جهاز المخابرات بولاية الجزيرة وراعي هذه المبادرة مؤكداً أن هذه المبادرة جاءت بتوجيه مباشر ومتابعة من الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة ونائبه محمد عباس اللبيب.
مشيراً إلى أن هناك إستجابة وترحيب كبير بهذه المبادرة، ووصف طلاب الشهادة السودانية بأنهم طلاب الكرامة وقفوا مع الجيش وساندوه سواء في العمليات العسكرية أو في الارتكازات .
واضاف اللواء بدر الدين انه عبر هذه المبادرة تم توفير (٥٠) بص من غرفة البصات السفرية (وعدد ١٦ بص) أخرى من أصحاب المصانع بالمناقل بالإضافة إلى عربات الشرطة وعربات المواطنين مشيدا بدور حكومة الولاية في هذه المبادرة .
ووقوف السيد وإلي الجزيرة على كافة تفاصيل ومراحل الأعداد والترتيب لهذه الإمتحانات عبر إجتماعات شبه يومية صباحاً ومساءا مع كافة اللجان وطمأن سعادة اللواء بدر الدين المواطنين بأن الخطة الأمنية كانت جاهزة سلفا واثني على جهود لجنة الإسناد والإعمار في توفير السكن والاعاشة والترحيل للطلاب.
ابوضريرة..وترتيبات العودة..!
وامتدح الشيخ عبد المنعم ابوضريرة هذه المبادرة ووصفها بأنها أقل ما يمكن القيام به لهؤلاء الطلاب باعتبارهم جيل وسند المستقبل ، مشيداً باستجابة أصحاب البصاب في عملية ترحيل الطلاب من وإلى مراكز الإمتحانات .
وتعهد أبو ضريرة بأن جهد هذه المبادرة سيمتد إلى ما بعد إنتهاء الإمتحانات بإرجاع هؤلاء الطلاب إلي أهلهم وتعمير مناطقهم التي دمرتها ونهبتها المليشيا وتوفير كافة احتياجاتهم .
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة امتثال الطريفي رئيس لجنة الجرحى والمصابين بالمقاومة الشعبية بولاية الجزيرة اكدت إن لجنتها ستظل مرابطة في مركز امتحانات الشهاده السودانيه بأكاديمية جامعة المناقل لتقديم السند الطبي لهؤلاء الطلاب القادمين من كافة محليات الولاية.
ويتمثل هذا الاسناد في توفير عيادة طبية متجولة على كافة مراكز الإمتحانات وهى عبارة عن إسعاف متحرك ورعاية (تمريض) وكادر طبي مؤهل متواجد باستمرار بالإضافة إلى الأدوية التي ربما يحتاجها الطالب أثناء الامتحان ولذلك ستكون مساندتنا للطلاب عبر هذه الكتيبة الطبية المتجولة
وأشارت دكتورة امتثال إلى أن هذه الإمتحانات تعتبر تحدي لهم وللطلاب في ظل هذا الظرف الاستثنائي وامتدحت كل الشركاء من المنظمات المختلفة وعلى رأسها منظمة المساعي الحميدة في هذه العملية خاصة في المخيم الاكاديمي.
والذي يضم (صفوة) من الأساتذة يقدمون النصح والشرح الكافي للطلاب في كل المواد وقالت: نعتقد أن كل المشاكل والصعاب تجاوزناها تماماً بفضل فاعلية كل اللجان وكل المحاور المتخصصة
* الخرطوم تصرع المستحيل..!
وفي ولاية الخرطوم نقل الدكتور عصام بطران الخبير الاستراتيجي صورة مشرفة لمعركة امتحانات الشهاده السودانيه التي خاضتها حكومة ولاية الخرطوم رغم أنها آخر ولايات السودان التي تسلمت أرقام جلوس الطلاب ،حيث بزلت ولاية الخرطوم مجهودا جبارا خلال ال(٧٢) ساعة التي سبقت (قرع الجرس) لجلوس الطلاب للامتحانات .
وكانت الخرطوم ورغم أنها ولاية حرب قد اكملت تسجيل (٢٤،٦٨٠) طالب وطالبة وسلمتها الى إدارة امتحانات السودان باعتبارها حصيلة الطلاب الممتحنين من ولاية الخرطوم إلا أن وزارة التربية تفاجأت بأن هناك أسماء مكررة بسبب تنقل الطلاب بين الولايات وتسجيلهم في ولايات أخرى بسبب ظروف الحرب .
ولكن من الواضح أن ولاية الخرطوم كانت لديها خطط بديلة للتعامل مع هذه الالتباسات خصوصاً أنها تعلم أن كثيرا من الأسر والطلاب بدأوا يتوافدون عليها من الولايات الأخرى بعد تحسن الأوضاع وتوسع الرقعة الآمنة بسبب دحر التمرد لذلك كانت معظم حركة الطلاب غير منظمة مع أسرهم كما أن الكثير منهم كان متشككا في قيام الإمتحانات .
فكانت مسألة التعديل من مركز إلى مركز عملية صعبة جدا خاصة أن عدد الوافدين بلغ أكثر من (١٠) ألف طالب بالإضافة للعدد المسجل أصلا والبالغ (٢٤,٦٨٠) طالب كارقام جلوس جاءت بها وزارة التربية والتعليم بالإضافة للسواقط .
عبقرية الخطط البديلة..!
والشاهد أن الخطط البديلة لوزارة التربية بولاية الخرطوم اتاحت الفرصة لأرقام الجلوس الاحتياطية وفعلا تم توفير عدد (١٠) ألف رقم جلوس احتياطي كما تم تجهيز (١٤) مركزاً احتياطي إضافي وتم تسكين هؤلاء الوافدين في ثلاثة داخليات فكل هذه الجهود بذلتها ولاية الخرطوم لتدارك إعداد الطلاب الوافدين مما خفف قلق الأسر .
وكان وإلي الخرطوم ووزير التربية بالولاية يرابطان بمواقع الأحداث ولم يغادران حتى تمت كل المعالجات لجلوس الطلاب للامتحان ولم يسقط أي طلب للجلوس لكل الطلاب ، وبحمد الله يمكن القول إن ولاية الخرطوم قدت ( عين الشيطان) ونعني بذلك أن هناك من كانوا يتربصون ويحيكون المؤامرات لتفشل الإمتحانات بدعاوى أنه ليس هناك تنظيم .
ونؤكد أن ولاية الخرطوم ومن أجل هذا النجاح استخدمت ثلاثة خطط بديلة خلال ٧٢ ساعة لإدارة الموقف بسبب الوافدين الجدد وانشأت لهم حكومة الولاية ١٤ مركزاً جديدا ووفرت لها الإضاءة بالطاقة الشمسية كما عملت كافة الجهات الرسمية والشعبية والقوات النظامية والمنظمات الطوعية والمواطنين بتناسق تام لنقل الطلاب من وإلى مراكز الإمتحانات وتوفير سبل الراحة لهم .
وفي كادقلي عاصمة الجبال..وحاضرة ولاية جنوب كردفان قرع السيد وإلي الولاية جرس الإمتحانات إيذانا بانطلاقة الإمتحانات لعدد (٨,٤٥٣) في ظل ظروف آمنة ومستقرة .
طلاب محرومين من الامتحانات..!
وكانت وزارة التربية والتعليم، السودانية قد أعربت عن بالغ أسفها بعدم إكتمال فرحة العائلات والطلاب، بانطلاق امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة، نتيجة لحرمان أكثر من( 15) ألف طالب وطالبة من اللاجئين السودانيين في دولة تشاد.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن رفض تشاد انعقاد امتحانات الشهادة السودانية بأراضيها ومنعها لعدد كبير من الطلاب التحرك إلى المناطق الآمنة لأداء الامتحانات سيظل (وصمة عار) على جبين حكومتها.
كما حملت الوزارة الحركة الشعبية والمليشيا المتمردة حرمان طلاب مدينة الدلنج بجنوب كردفان من أدائها رغم وصول الامتحانات إليها، كما ٠حملها مسوؤلية استهداف مراكز الامتحانات.