ثقافية

الشاعر محمد عبد القادر ابو شورة في حوار

يقلب أوراقه القديمة ويكشف المثير عن الفن والأغنية

محمد عبد القادر ابو شورة: اغنية (عاطفة وحنان) هي المدللة بين اغنياتي ومنعت شريف الفحيل من ترديدها لانه شوهها

ما زال الشاعر المرهف محمد عبد القادر أبو شورة يكتب الشعر ويعطر دنيا الفن بأريج قصائده التي طالما وجدت صدى و مذاق خاص وسط جمهور الغناء العاطفي والوطني ، فكانت اغنية (عاطفة وحنان) ايقونة الغناء العاطفي الجميل ، و(حدق العيون ليك يا وطن) من اجمل الاغنيات التي كتبت في حق الوطن .

كما ان الشاعر(ابوشورة) قدم غير هاتين الاغنيتين أعمالا كثيرة ورائعة ، وجدت مكانتها في الساحة الفنية ، أكثر من (100) أغنية قدمته احسن تقديم للجمهور، كتب في كل الوان الشعر(العاطفي والوطني والاجتماعي) .

ويصنف من بين اكثر الشعراء الذين كتبوا اجمل حروف في العيون ، حاورنا ابوشورة و تحدثنا معه في كثير من الجوانب التي تخص مسيرته الفنية وبعض قضايا الوطن والمواطن ، وذلك ما حملته المساحة التالية:

*اول اغنية كتبتها ، وقدمتك للجمهور؟

اول اغنية جادة كتبتها هي (لغة العيون) التي تغنى بها الفنان صلاح بن البادية ، وكان قد شارك بها في مهرجان الثقافة الثالث.

قصيدة حبيبة الى نفسك؟

قصائدي كلها (عاجباني) ونظمتها بإحساس ولا أفضل واحدة على الاخرى، لكن حتى الأبناء فيهم واحد يكون الاقرب الى نفسك فـ(عاطفة وحنان يا ناس) التي يتغنى بها الفنان محمد ميرغني ولحنها السني الضوي هي أحب الىّ، وهي المدللة من بين كل اغنياتي وولدت في العام (1980)

قصيدة تمنيت لو انك نظمتها؟

هي قصيدة (لا تسلني) للشاعر حسين بازرعة ، ويتغنى بها الراحل عثمان حسن ، وهي من القصائد الجميلة جدا ، وكلماتها فخمة ورائعة ، فتمنيت ان تكون لي.

بعض المطربين الشباب يقولون لو تعاونوا مع كبار الشعراء سرعان ما يطالبوننا بحقوقهم .. تعليقك؟

اولا انا بأكد ان الفن بعيد جدا عن التجارة والمساومات ، وما يقوله بعض المطربين الشباب (كلام غريب) ، طالما هو اخذ اغنيتي واشتغل بها في حفلات ، واخذ من وراها (اتعاب) ، بالتأكيد ، الاوركسترا يحسب حسابها ، والساون ، وغيرهم ، لذلك من المفروض ان يعطيني حقي من غير ما أسأل ، لأنه ببساطة استفاد من اغنيتي.

لكنك سبق وان منعت بعض المطربين الشباب من ترديد اغنياتك؟

انا فعلا منعت المطرب (شريف الفحيل) من ترديد اغنية (عاطفة وحنان).

لماذا؟

لانه شوهها ، وكان يغنيها في اي مكان ولم اسأله ، ولكن اكثر ما زعلني انه كان يردد بدلا من (وطلعنا متقاودين) ، (جلسنا متقاودين) وهذا غير صحيح ، كيف نحن جالسين ومتقاودين ، ومع الاسف عندما نبهته الى غلطته قال لي (يعني شنو متقاودين يا استاذ؟) ٫ وايضا منها احد المطربين من الاغاني بها في احدى المناسبات لانه عندما سئل من شعرها قال(لايعرفه) كيف تغني أغنية انت لااعرف شاعرها ولا مغنيها؟

جيلك من الشعراء؟

جيلي من الشعراء هم مختار دفع الله ، والفاتح قدوري ، وحكمت محمد يس ، كلنا ظهرنا في وقت واحد ، وهناك عمالقة سبقونا بقليل في السبعينات ومنهم (اسحق الحلنقي) وغيره ، فنحن حقيقة وجدنا امامنا اراضي صلبة وقفنا عليها ، وشعراء افذاذ مثل (عبد المنعم عبد الحي ، ومبارك المغربي) ، وهم بشعرهم الراقي استطاعوا ان يأثروا فينا.

شاعر معجب بأشعاره؟

كثيرة هي القصائد التي تعجبني ، ولكن هناك من لفت نظري قبل ما اكتب الشعر ، ووجدت في شعره انطباع جميل هو الشاعر (حسين بازرعة) ، وكذلك الشاعر (اسماعيل حسن) يأثرني شعره جداً

*رأيك في الشعراء الشباب؟

هم يتفاوتون منهم يكتب شعر اصيل ورصين ، ويسيرون في درب كبار الشعراء من ناحية النظم واللغة ، ويوحون اليك بالجديد وقد قرأت للبعض منهم ، وآخرين ليس لدي تعليق على ما يكتبون.

متى تكتب القصيدة؟

ليس الشاعر هو من يكتب القصيدة ، بل القصيدة هي التي تختار زمانها ومكانها، فالشعر لا يحتاج الى زمان ومكان ، ويمكن ان تاتيك القصيدة وتداهمك وانت تسير في الشارع ، او انت داخل حافلة ، او انت امام التلفزيون ، فالطقوس عوامل مساعدة لكتابة الشعر

اين هو اتحاد شعراء السودان؟

غير موجود ، ومبانيه في الخرطوم ما زالت (واقفة) وكانت في انتظار دعم الدولة له ولم يجد الدعم حتى قيام الحرب ، بوجوده يصبح للشعراء كيان ، ومباني محترمة على قدر ما قدموا ، فهم معظمهم موظفين ، او معاشيين ، لا يستطيعون القيام بتكلفة تجهيز دارهم ان لم تساعدهم الدولة ، وتمد لهم يد العون ، لأنهم يتحدثون بإسم الوطن .

حال الثقافة في البلد ماذا تقول عنه؟

الثقافة هي روح الحياة وروح الديمقراطية وذاكرة الشعب ، ولكن المسئولين عن البلد يجعلونها آخر اهتماماتهم ، الثقافة نصنع الحب والسلام ونوقف الحرب في الخرطوم و دارفور والجزيرة والنيل الازرق ، بالثقافة والفن ننهي الخلافات والقبلية والعنصرية ، لذلك ظللنا نطالب الحكام المتعاقبين على حكم البلاد بالاهتمام بها وجعلها اول الاولويات لأنها ستصنع من البلد واحة من الأمان والإطمئنان.

حدثني عن ديوانك (أشعاري واوتاري)؟

(اشعاري واوتاري) صدر في العام 2016م ، وكتب مقدمته البروفيسور علي شمو بطريقة مذهلة لدرجة انني قلت له ان هذه المقدمة هي القصيدة التي لم أكتبها ، ويشتمل الديوان على أكثر من (60) نصاً منها التي تغنى بها كبار المطربين ، ونصوص وطنية ، ونصوص رثاء.

*قبل الحرب هل كنت تداوم على مشاهدة القنوات المحلية وسماع المحطات الاذاعية؟

القنوات بحكم مشاكل النظر لم اداوم عليها ، الا انني استمع للاذاعة والتي تبدلت تماما عن زمان في محتوى البرامج ، ثم أن أغلب البرامج معادة ، والمذيعين فيها ليس لديهم ثقافة او وعي بما يقدمون ، واطالب بعودة (صالة العرض) وبعض البرامج القديمة.

وماذا عن جديد اشعارك؟

جديدي نصوص المرحلة الحالية بالبلد وما تمر به من أزمات وحروبات ، كنت قبل اندلاع الحرب قد كتبت عن دارفور (سودان موشح بالسلام) والذي يقول في مطلعه: (دارفورنا .. يادار الكرام .. عيالك .. من شتى البقاع .. جيناك بأجمل إيقاع .. ندوزن ألحان السلام .. كفاية ضيعنا الكثير .. وخطانا أعياها المسير .. جيناك بالحب والضمير) .

كما كتبت للديمقراطية نص بعنوان (الشورة كيف) وبعضاً من الأعمال الغنائية العاطفية الأخرى. نتمنى ان تنعم بلدنا بالسلام والاستقرار في القريب العاجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى