جدول المحتويات
الظاهرة لم تختف، رصاصات التباهي، تغتال الأفراح
الظاهرة لم تختف، رصاصات التباهي، تغتال الأفراح | لا ينسى اهل مدينة الدامر وفاة العريس (حسين) بعد لحظات من عقد قرانه قبل عامين حيث أطلق احد اصدقائه الرصاص فرحا باعلان زواج صديقه المقرب حيث اتجهت الرصاصة مباشرة الى العريس الذي كان محتفلا وسط الاهل والجيران فسقط مغشيا عليه .حيث اسلم الروح الى بارئها فور وصوله المستشفى ..
وكان الناس بين زهول ورعب وحزن شديد وقد أحالت تلك الرصاصة الطائشة الفرح الى بكاء وعويل بعد الزغاريد وترديد الاغنيات والرقص والتصفيق .. وبعد تلك الحادثة الحزينة تكرر الأمر في عدد من الاسر السودانية إذ إن رصاصة طائشة بمقدورها أن تحيل الفرح إلى مأتم.
و في ضواحي شمال كردفان مازال الناس هناك يتذكرون مقتل احد الأطفال الذي لم يكمل عامه العاشر في فرح ابنة خالته طلقة طائشة من كرنقال الرصاص الذي كان يطلق من عدد من الشباب أثناء عقد القرآن.
الظاهرة لم تختف:
ورغم انخفاض الطلاق الرصاص في المناسبات بسبب ان المجتمع بات مناهضا لها، إلا أن الظاهرة لم تختف تماماً في عدد من مناطق السودان ما يجعل هاجس الخطر حاضراً في عدد من مناسبات الاعراس . اذ ان ولاية نهرب النيل شهدت حادثتين في الاشهر الماضية ولكنها كانت اصابات بالرصاصة ولم يتوفى المصابين يقدرة الله .ولكنهما دخلت في دائرة الخطر بسبب الرصاصة التي اصابتهما في الفرح.
موروثات:
االكثير من الناس يستخدمه ضمن الموروث والرقصات الشعبية ولكن نخشى أن تتطور الأمور لما لا تحمد عقباه . ولابد من السلطات لمواصلة تشديدها على عدم اطلاق الرصاص في الافراح حيث اصدرت الشرطة من قبل قرارات لمكافحة إطلاق النار في الأفراح وحمل الأسلحة .خشية من خطر التلاعب بالنار «الذي قد يدفع ثمنه أبرياء دون ذنب».
تعبير عن الفرح:
ويرى الاستاذ جلال الدين محمد المحامي صعوبة المنع الكلي لإطلاق النار في المناسبات والأفراح، كونها أضحت عادة مجتمعية في بعض المناطق تدل على الحفاوة والترحيب بالضيوف والسعادة بقدوم الوفود،.
وأضاف: كما أن إطلاق النار في مواسم الزواج من المظاهر التي تعبر عن الابتهاج بالزواج لأهالي العروسين ما يعطي المناسبات جانبا من الفرح والسرور» وانتقد في ذات الوقت المبالغات في إطلاق النار والعشوائية، مشدداً على ضرورة تعاون الجميع على منع ما اعتبره «مبالغات في إطلاق النار» والحد منها خصوصا في قرى وارياف السودان.
مغامرة بالارواح:
وترى دكتورة نهلة بشير الاخصائية الاجتماعية في إطلاق الأعيرة النارية في مناسبات الأفراح أمراً خطيرا ويحتاج إلى توعية بين أفراد المجتمع كونه خطرا يتربص وشراً واقعا، وفيما لو حصل الخطأ وانطلق عيار ناري لأي شخص لانقلب الفرح إلى ترح».
وتصف نهلة الأمر بـ«مغامرة بأروح الناس»، وأن استخدام السلاح من قبل الشباب المراهقين في المناسبات والزواجات خطير، مشيراً إلى أن الظاهرة انتقلت إلى الأطفال أيضاً عبر الألعاب النارية شديدة الانفجار وقالت في بعض مجتمعاتنا السودانية يعتبر إطلاق النار فوق رأس العروسين من الطقوس المتوارثة، والتي تعبر عن الابتهاج والفرح الشديدة.
لحظات خطرة:
تبقى مسألة إطلاق الذخائر الحية والأعيرة النارية في الأفراح محل جدل كبير في الأوساط المجتمعية، إذ يتحجج الرافضون لتجريمها بكونها جزءا من الموروث الاجتماعي، فيما يستشهد المناوئون لها بالكوارث الكبيرة التي تسببها الأعيرة الطائشة، بيد أن ثمة إجماعا على خطورتها، رغم التفاوت في المطالب بين مطالب بالتقنين ومنادٍ بالمنع الكلي.