
جدول المحتويات
العلاقات المؤذية..إتهامات وإستفهامات في غير محلها
(هند) شابة مميزة تعشق الونسة والمزاح مع زميلاتها وجاراتها وصديقاتها ، ولكنها اخيرا إكتشفت ان كل كلمة أو تصرف منها يحلل ويفسر بمعنى آخر من البعض ، فهي عفوية وليس في بالها ايذاء احداهن ولكن بعضهن يقلبن حديثها الى العكس .
(هند) قالت: اصبحت حذرة جدا في التعامل مع بعضهن واضع لكل كلمة ميزان وحساب ، ولكن ذلك صعب علي فطبيعتي غلبت تطبعي فآثرت الابتعاد عنهن خوفا من التعارض في وجهات النظر وردة الفعل غير المتوقعة والناتجة عن التحليلات العميقة والسلبية لحديثي وحديث اخريات من هن مثلي.
علاقات ايجابية:
في مجتمعنا السوداني نجد الكثيرون والكثيرات ، يحللون أي كلام وتصرف حسب مافي اذهانهم وبسبب ذلك تكثر الخلافات والمشاكل، واغلب المشاكل التي تحصل دائما ماتكون بسبب عدم فهم الحديث بمعناه الصحيح (هي قالت كذا ، لكنها نقصد كذا) تحويل الكلام الى سلبي في الحال .
بل ان هناك من لم يستطيع العيش في جوء مرح صافي الا ان يعكر تلك الأجواء بطريقة تفكيره الخاطئ ، والتركيز في حديث من معه ويفسره على مزاجه ،ومثل هؤلاء الناس لابد من الحذر منهم أو تركهم والابتعاد منهم والذهاب الى علاقات ايجابية.
غربلة الأصدقاء:
(ام سلمة) اعلامية أكدت أنها من قبل أربعة اعوام قررت أن تكون علاقاتها وصداقاتها محدودة مع بعض الشخصيات، التي تروق لها وتنسجم معها في إسلوبها العفوي، وصفاء نيتها خلال التبادل بالحديث وأنها غربلت أكثرهم لتتجنب العلاقات المؤذية حسب قولها. واضافت:حقيقي ارتحت عندما قفزت من هذه العلاقات المؤذبة وعشت في سلام وامان.
ظنون سيئة:
بينما لم تعد الطبيبة (رندا) تتكلم مع زميلاتها في العمل، إلا بما هو ضروري .وذلك بسبب الخوف من ردة فعل بعض الصديقات غير الصادقات في المشاعر والكلام واتخذت موقفا بعدم الخوض في تفاصيل اي موضوع أو البوح بالكثير من الكلام مع عدة شخصيات؛ وذلك من أجل أن أحمي نفسي من ظنونهم السيئة، والتي تجعلني في خانة الشك والاتهامات الباطلة، لأنهم صدقوا مخيلتهم الواهمة لامور ليس لها أساس.
شرح مفصل:
وربة المنزل (سهير) لم تكن تعلم أن عليها أن تقدم شرحا مفصلا لكل تصرفاتها وكلامها، وذلك نتيجة اتهامات وجهتها لها إحدى جاراتها بعد أن فسرت ما قالته خطأ، واخذته إلى منحى آخر بعيدا تماما عما قصدته ، سهير قالت: يصعب على الإنسان أن يكون موضع شك أو يحاكم على كلام لم يكن له فيه قصد سيئ، مبينة أن تجربتها مع جاراتها جعلتها حذرة مع الجميع وأنها تفضل الابتعاد عن تلك العلاقات
الارهاق الروحي:
استاذة علم الاجتماع نهلة حسن قالت: أغلب العلاقات المستنزفة تبنى على الخوف وعدم الأمان، وبالتالي تؤدي بالأشخاص إلى الارهاق الروحي والنفسي، لأن الإنسان هنا تكثر لديه علامات الاستفهام، ويبدأ الشخص بالغوص والتفكير بزوايا الموضوع قبل أن يتفوه بكلمة واحدة مع الشخص السيئ الظن، فيحسب حساب كل كلمة تصدر منه قد تكون عفوية، لكنها في نظر بعض الاشخاص تحمل معنى اخرى هذا ما يجعل تلك العلاقة أو الصداقة مستنزفة ويجب الحذر أو الابتعاد عنها.
انتقاء الاشخاص :
وتوضح نهلة ان الابتعاد أو الانعزال عن الناس ليس الحل للتخلص من سلبية العلاقة، لأن الانسان لا يمكن أن يعيش وحيدا منعزلا بنفسه عن الآخرين، والحل هو المحاولة في انتقاء أشخاص مناسبين يفهمون دون شرح أو تبرير، ويعرفون قصد كل كلمة تبدر من الاخرين، وبذلك يكون على طبيعته دون أن يضطر للتبرير أو الشرح المفصل لكل كلمة، فالجميع بحاجة لعلاقات مريحة تمنحهم الأمان وتتقبلهم على طبيعتهم.