ثقافية

الغناء للوطن.. لسان حال الشعب فرحه حزنه 

الخرطوم | زحل نيوز

الغناء للوطن.. لسان حال الشعب فرحه حزنه

الغناء للوطن.. لسان حال الشعب فرحه حزنه | الأغاني الوطنية ماهي الا تعبير عن أحوال الأوطان، تؤانس وجدان أبنائها في فترات الرخاء والشدة (نحن في الشدة بأس يتجلى وعلى الوُدِّ نـضُمُّ الشّملَ أهلا ليسَ في شِرعتِنا عبدٌ وموْلَىَ قسَماً سنرُدُّ اليومَ كيدَ الكائدين) رائعة الموسيقار الراحل محمد وردي .

 

كما انها تظل لحناً يترنم به الصغار والكبار، وأبياتاً يستشهدون بها عن وطنيتهم، وتكاتفهم في الأوقات الصعبة. و كلنا نعرف ان الأغنية الوطنية تأريخ للأحداث السياسية التى مر بها السودان .منذ قبيل الاستقلال ، وبعد ان نال السودان الاستقلال٫ .

الغناء للوطن.. لسان حال الشعب فرحه حزنه 

بيد ان هذه الاغنيات الوطنية أثرت وتأثرت بالمتغيرات السياسية والاجتماعية التي تحدث بين كل فترة والاخرى ، فكانت تلك الاغنيات ولا زالت لها دور كبير فى تعبئة الشعور الوطنى والقومى فى جميع المتغيرات والأحداث السياسية واستطاعت تجسيد الواقع السوداني الان ،ومايدور فيها من حرب قضت على الاخضر واليابس ، .

مرت الاغنية الوطنية السودانية بتحولات كبيرة أحدثتها ثورة ديسمبر 2019م في المجتمع حيث فجرت شلالات الفن بصورة غير مسبوقة ، اغنيات تعبر عن لسان حال الشعب ، فرحه، حزنه، انتصاراته ، انهزاماته، كل ذلك تضمنته الاغنية الوطنية في سنين طويلة مضت . منذ قبيل الاستقلال وحتى تاريخنا.

 

(1)

مؤكد ان الفن إستطاع أن يبلور الشعور الوطني في نفوس السودانيين عبر أغاني النصر التي جسدت الملحمة الوطنية في اغاني الاستقلال ، وفي الذكرى السنوية للاستقلال ، حيث تنتشر الأغاني الوطنية فتصغوا إليها الأسماع في حالة من الحس الوطني الحاد الذي يشعل جذوة الحماس والتضحية والفداء ، وتستنفر ما فيها من مكنون القوى و الطاقة من أجل الزود عن الأرض ضد كل محتل أو أي عدوان خارجي يستهدف البلاد .

كل الاغنيات منذ رائعة الراحل حسن خليفة العطبراوي (كل اجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن. نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن. حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن. نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن) مرورا بالراحل عثمان حسين الذي تغنى ب(افديك بالروح يا موطني ) .

وتغنى سيد خليفة (يا وطنى يا بلد احبابي في وجودي أهواك أو في غيابي) وغنى إبراهيم عوض (احبَّ مكان وطني السودان ) وتغنى وردي (وطنا باسمك كتبنا ورطنا) ومحمد الأمين (السودان الالف اللام السين) كلها اغنيات كانها تتحدث عن واقع اليوم ، فيها وصايا ومخاوف يحذر منها شعراء الكلمة .كي لا يقع السودان تحت وطأة الاستعمار والحروبات، وقد حدثت مخاوف الامس واصبحت واقع نعيشه الان.

 

(2)

ظلت مخاوف الكلمة تطرق بقوة على قلوب الملايين من شعب السودان الابي وبالتأكيد حين تلعب الموسيقى والأغنية دورا فى طرح القضايا الوطنية، أو إعلاء قيمة الانتماء ، لا محاولة هنا تجد الأغنية طريقها إلى القلوب ، تتجاوز عصرها، تتقافز عبر العصور، تظل حية فى الضمير والعقل ، تحفر لنفسها مكانا فى نفوس السودانيين .

بل الأهم من ذلك تشكّل وجدانهم.يتذكرونها كل ما حصل مكروها للوطن والذي اصاب الوطن سيصيب المواطن، فلكل مرحلة طابعها الخاص، لها فنانوها الذين يعبرون بالكلمة واللحن عن مشاعر السودانيين كما يحدث الان ، الكثيرون سعوا لترسيخ قيم معينة فى الوجدان السوداني، عبر هذا الباب (الاغنية) الذى يجد طريقه سريعا إلى قلوب الملايين، .

خاصة إذا تمت صناعة الأغنية بذكاء كلمات ولحنا وتوزيعا.كما في اغنيات العباقرة الوطنية كأنهم يرون ما يحدث للسودان وشعبه الان وكتب الشاعر سيد عبد العزيز: ( نفديك شباب وكهول ونبقى ليك أركان)، كما قدم الشاعر عمر البنا والمطرب كرومة أغنيتهما الوطنية الشهيرة ( انهض ياشباب الكسل بطال/ يهدم الآمال للحظوظ عطال/ ما في شعب اتقدم واتصف بكمال/ إلا بعد نشاط يبلغ الآمال / وفي سبيل سودانكم قابلوا الأهوال).

 

(3)

منذ حقبة نضالها ضد الاستعمار، كانت ولا تزال الأغنية الوطنية باعثة ومحفزة لحب الوطن وبذل الغالي والنفيس والتضحيات من أجله؛ لذلك ربما غالباً ما ينحو شعراء الأغنية الوطنية إلى صياغتها في كلمات من أجل حض وتحريض الشعوب على الدفاع عن أرضهم وصون تراب وطنهم وحماية اراضيه ومدخراته.

دوما يكتبون عن النهضة أوتشجيع ابناء الوطن في الخارج للعودة إلى الوطن وإعماره كما نستشعره في اغنية الراحل حمد الريح (بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة ما بترحم).وتظل أغنية خليل فرح رمزا للاغنية الوطنية التي أيضا كانت تحس أبناء و بنات الوطن للنهوض والدفاع عن الوطن (عزة في هواك نحن الجبال ،، ولي البخوض صفاك نحن النبال،، عزة قومى كفاك نومك ،، وكفانا دلال يومك).

و (صه يا كنار) الذي كتب كلماته الشاعر الصاغ محمود أبوبكر (صه ياكنار وضع يمينك في يدي) الشاعر محي الدين فارس كتب : (أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقلُ الحديد) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى