مجتمع

القروبات النسائية(فضفضة تخرج عن السيطرة)

الخرطوم _ زحل نيوز

القروبات النسائية(فضفضة تخرج عن السيطرة)

بعض المجموعات على مواقع التواصل، و التي تحمل مسمّيات مختلفة، لا داعي لذكر الاسماء هنا ولكنها قروبات معروفة وشهيرة تؤسسها واحدة من النساء أو أكثر، وتلك القروبات تضم الكثيرات من مختلف القبائل والمناطق و مختلف الاعمار نساء متوسطات في العمر ، فتيات ، كبيرات ، متزوجات وغير متزوجات ومطلقات.القروبات النسائية(فضفضة تخرج عن السيطرة)

هذه المجموعات موجودة على الفيسبوك والواتساب ، نجدها حاليا قد تحولت إلى ساحات لإيقاع المشكلات داخل البيوت وخارجها، مشاكل لاتحصى ولا تعد ، بل ان اغلب من ينتمين لهذه المجموعات وقعن في خلافات ذهبت بهن الى مكاتب الشرطة بسبب نقل(الكلام) و(الطعن والهمز واللمز) وأضحت هذه المجموعات أرضية خصبة للغيبة والنميمة، وللإساءات، ونشر الشائعات، .

 

خبيرات مجتمع:

اغلب المشرفات على هذه المجموعات والعضوات ينصبن أنفسهن رئيسات وخبيرات في شئون المجتمع يحللن ويفسرن ويصرفن العلاج للمشاكل التي ترويها عضوات المجموعة ، حيث تسرد صاحبة المشكلة كل ما تعاني منه ثم تطلب من العضوات التعليق وآرائهن ومساعدتها في الحل.

المشرفة تدلي بقولها وان كان خطأ، واخريات يكون رأيهن متزن ، وبعضهن تكون ارائهن عدوانية وسلبية تؤدي الى تفاقم المشكلة، ولكن الغريب في الأمر ان صاحبة المشكلة في كثير من الاحيان لا تتبع المتزن ، بل تنفذ تلك الافكار العدوانية وربما تخسر جولتها في المشكلة.

 

قضايا حساسية:

المعلمة وربة المنزل (رحاب) قالت : أنا شخصيا بدأت في الانسحاب من هذه المجموعات التي لا فيها ضبط ولا ربط ، تتناول امور خاصة والعضوات يعملن على مناقشة قضايا حساسة، ذات خصوصية، وأمور ينبغي عدم تناولها على الاسافير .

واضافت :كثير ما نبهت المشرفات والعضوات على عدم الخوض في الاعراض والخصوصيات ولكن لاحياة لمن تنادي لذلك قررت الخروج من اكثر من مجموعة حتى لا ٱكون مشاركة في هذه الفوضى المجتمعية التي تمارسها نساء اغلبهن متعلمات وذوات درجات علمية محترمة ، ووظائف عليا.

 

فتنة وبلبلة:

أما الإعلامية(ليلى) قالت:الونسة الايجابية والتي تكون في حدود تخفف عن الضغوط الحياتية وترفه للواحدة منا، ولكن في اعتقادي يجب ان تكون هذه الونسة بعيدة جدا عن إشاعة الفتنة، وإثارة البلبلة، لمضامين الأحاديث التي تناقش .

وبالتالي تتسرب من داخل المجموعة في الفضاء الى الواقع فيحصل ما لا يحمد عقباه ، وقالت اما مجموعة محترمة وفيها ما فيها من معاني وجماليات او لا داعي للدخول في مثل تلك المجموعات التي انشئت خصيصا لاثارة المشاكل والدخول الى البيوت وفضح اسرارها.

 

تجاوزات مؤسفة:

وتشير الباحثة الاجتماعية دولت حسن الى ان هناك مجموعات لديها تجاوزات مؤسفة تديرها نساء متخصصات في المشاكل ونقل الكلام ، وتحريض ماطبيعي، مثلا احدى العضوات في مجموعة من المجموعات الشهيرة اشتكت لهن من والدة زوجها وانها امرأة حشرية وسيئة التعامل .

فكانت كل التعليقات ان لا تتركها(تحقر بها) وان لا تحترمها ترد لها الكلمة بالكلمة وان حصلت ضرب هي أيضا تضربها وهكذا ، فسمعت كلامهن وخسرت زوجها واصبحت مطلقة.

 

مكاتب الشرطة:

وتابعت الباحثة الاجتماعية دولت حديثها وقالت:في مجموعة أخرى انا من ضمن عضواتها مازحت احداهن عضوة من العضوات وكانت المزحة غير مستساغة فشعرت التي وجهت لها المزحة بالاهانة وردت علىها وتدخلت العضوات .

ولكن تدخل ليس فيه خيرا اشعلن النيران بين الاثنين تحريض لهذه ولتلك في العام والخاص ، فحدثت مشكلة كبيرة وعريضة تبادلت فيها كل الالفاظ الغير محترمة وكل واحدة رمت الثانية بالقذف والاتهامات فاشتكت كل واحدة على الأخرى الى الشرطة وكان ان خرجن الاثنين من المجموعة.

 

تنمر وتندر:

مع الاسف بعضا من العضوات يتخذن هذه المجموعات وسيلة للتنمّر والاستهزاء، بأخريات لسن عضوات فيها، حسب حديث الدكتورة (نعمة) والتي اوضحت ان اولئك العضوات شغلتهن الوحيدة الغيبة والنميمة والتندر على اخريات ربما نجمات شهيرات في المجتمع .

وبكتب احاديث من وحي خيالهن فتصل الاحاديث الى اللائي يدور الكلام عليهن فتشتغل الخلافات وتكبر تصل الى مسامع اسرهن ابائهن وازواجهن وتتصاعد الى ان تصل الى البوليس لفض هذا الاشتباك

 

خارج الحدود:

خارج السودان هناك قضية تشهير معروفة شهدتها جمهورية مصر تتعلق بمجموعة نسائية على موقع «فيسبوك»، خصصت لتبادل قصص عن تجارب سيئة مع الرجال خاصة التحرش، ونشرت بعض العضوات أسماء رجال متهمين من دون أدلة ، ما أدى إلى دعاوى قضائية على بعضهنّ بتهمة التشهير، وأثارت القضية جدلاً واسعاً في حدود الحرية الشخصية، ومسؤولية استخدام الإنترنت.

وفي الهند، استُخدمت بعض «المجموعات» النسائية على «واتساب» لنشر معلومات ، وفي إحدى الدولة الخليجية، أسهمت مجموعة نسائية على تطبيق «سناب شات» في تفاقم المشكلات الزوجية بين سيدة وزوجها، بعدما شجعتها عضواتها على الطلاق، بعد سردها لهنّ بعض الخلافات الخفيفة مع زوجها، ما أدى لاحقاً إلى ندم المرأة على سماعها على وتنفيذ مادار في تعليقاتهن.

 

اسرار وفضائح

وتقول استاذة علم الاجتماع نهلة حسن بشير ان كثير من المجموعات انحرفت عن نطاق الدردشة العادية إلى تبادل أسرار الأسر وأخبارها، بل واختلاق فضائح، وقالت كم أرحام تقطعت، ، وكم من امرأة طلقها زوجها، وتعدى عليها بالضرب بسبب منشور لاحدى النساء .

فأصبح ضرر هذه المجموعات أكبر من نفعها، ونبهت نهلة الى مخاطر بعض هذه المجموعات التي تشعل نيران الفتن في البيوت، حيث تتحدث بعض الأمهات عن حياتهنّ الزوجية، وحياتهن الميسورة كيف هن يتسوقن ويشترين كذا وكذا وهنا تبدأ المشاكل الزوجية لمن لا تستطيع الشراء،

وكذلك قد ينحدر الحديث إلى العنصرية وغير ذلك من المشاكل المختلفة والتي يصعب حلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى