جدول المحتويات
بسبب التفكك الأسري.. فتيات يهربن إلى ملاذات ليست (آمنة)
بسبب التفكك الأسري.. فتيات يهربن إلى ملاذات ليست (آمنة)
(وجدان) تسمي الحياة التي تعيشها جحيما . فوالدها يعاملها واختها وأمها معاملة أقل مايقال عنها قاسية، تعيش حياة متفككة بسبب المشاكل المتواصلة بين والديها، وبسببها خرج شقيقها الوحيد ليعيش مع اصحابه في شقة يستأجرها عدد من الشباب.واصبح مدمنا .وسكران طول الوقت. (وجدان) هذا اسمها غير الحقيقي ذات العشرون عاما .
تعمل في محل ملابس وجدت فيه فرصة وظيفة اول ما جاءت من السودان لاجئة الى القاهرة شأنها شأن الالاف من السودانيين، تعمل دوامين لساعات طويلة لتذهب الى البيت في ساعات متاخرة ورغم ذلك أحيانا تجد المشاكل مشتعلة بين امها وابيها حيث يشملها الضرب ايضا هي واختها التي تعمل في (كوافير) قريب من سكنها.
طرق مغلقة:
شقيقة (وجدان) الصغيرة كل السبل كانت مقفلة في طريق ابتعادها عن المنزل فلم تجد طريقة غير أن قالت لوالدتها انها ناوية على الهرب من هذه الحياة كما فعلت صديقتها التي هربت لتذهب الى منطقة اخرى و البحث عن عمل لتتخلص مما تعانيه في هذا البيت الا ان الام زجرتها ونهرتها ورفضت الفكرة جملة وتفضيلا فنسيت الفكرة حاليا.ولكن مازالت الفكرة تعشعش في راسها ولابد ان يأتي يوم وتخرج من حياة الجحيم التي نعيشها.
البحث عن زوج:
ولم تكن حياة (ر) افضل من حياة وجدان فهي قد بدأت بالبحث عن فكرة للخروج من منزل أهلها لكن ليس لوحدها، ولم يكن غير التواصل الاجتماعي عبر الانترنت سبيلا لذلك”، تعرفت على كثير من الشباب .وقالت: فشلت اغلب علاقاني معظمهم يريدون التلاعب بي .فصرفت النظر عن التعارف .
فكانت الفكرة ان اخرج من بيت اهلي متزوجة لانني اذا خرجت ساذهب إلى مكان غير آمن كما حدث مع الكثيرات، واضافت : المشاكل تزداد يوما بعد يوم الى ان تعرفت على رجل يكبرني ب(20) عاما فتزوجته هرويا من جحيم اهلي والتفكك الاسري الحاصل فيه و اغلب اخواتي طلعوا من البيت موزعين بين الخالات والعمات والاصدقاء.
خط الفقر:
وتؤكد الباحثة الاجتماعية دولت حسن أن هذه الحالات التي ذكرت سابقا كثيرة جدا في مجتمعنا السوداني وتحتاج إلى المتابعة الدقيقة لتشخيص أسبابها والوقوف عليها. وأضافت: أن عائلات كثيرة تعيش تحت خط الفقر، وجلها تعاني ترابطا أسريا ضعيفا، واشارت الى ان مواقع التواصل الاجتماعي فتحت ثغرة لاختراق الترابط الأسري إضافة لما تحويه من عمليات النصب والاحتيال لمختلف الفئات وخصوصا المراهقين من كلا الجنسين”، لافتة إلى أن “الحلول تكمن بالمتابعة الأسرية ومراقبة الأبناء واختيارهم للأصدقاء”.
عدم التوافق:
وتابعت الباحثة الاجتماعية دولت حسن حديثها بأن المشاكل العائلية ليست جديدة وموجودة في كل الأوقات، وغالبا ما تكون بسبب انعدام التوافق بين الأزواج وعدم الارتباط بالشريك المناسب، لكن ضحايا هذه المشاكل في جميع الأزمنة هم الأطفال فعندما يكبر الأبناء يصبحون ضحايا للعقد النفسية”.
وترى أن “مواقع التواصل الاجتماعي فاقمت هذه الحالات، إذ دفعت جيل المراهقين إلى التفكير بإيجاد حلول لأنفسهم عبر فكرة الهرب، ففي الماضي كان هناك هروب لكن ليس بهذا الحجم، فما يسمونه الجحيم هو نفسه، ولكن وسائل الحرية للخلاص من هذا الجحيم من وجهة نظرهم هو الهروب. واصبحت الفتيات ايضا يهربن مع الاسف.
وعي الاهل:
وزادت دولت ان من أهم وسائل تقليل هذه الحالات هي وعي الأهل وانتباههم على أولادهم فيجب عليهم قدر الإمكان أن يتجاوزا المشاكل .وعلى الاب ان لا يضرب الام امام العين اولادها .لابد ان يحترم الابوين بعضهما ويناقشا مشاكلهما بعيدا عن اولادهم .
واكدت الحاجة إلى “حملات توعية من خلال الإعلام ومنظمات المجتمع المدني عبر نشاطات أو كلمات قصيرة أو فيديوهات توعوية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة المحبة والاحترام داخل الأسرة .والحرص على عدم تفككها بترابطها الرباط القوي حتى لا يصبح الابناء ضحايا مشاكل والديهم