المرأة

بسبب الزواج والإنجاب موظفات .. خارج إطار الخدمة

الخرطوم _ زحل نيوز

بسبب الزواج والإنجاب موظفات .. خارج إطار الخدمة

ما إن تتزوج الموظفة المرموقة والتي تعمل في مؤسسة كبيرة الا واتتها المشاكل من كل الاتجاهات .خصوصا عندما تنجب طفلا وتكبر المسئولية بيت، زوج، طفل يكثر غيابها او تاخيرها عن وقت العمل، او خروجها قبل انتهاء ساعات العمل ومثل هذه قد تكون غلبتها الموازنة بيت بيتها وعملها. ولكن في المقابل هناك من تستطيع ان توازن بين البيت وطفلها وعملها بحيث لا أحد يستطيع ان يمسك عليها اهمال في العمل او تاخير او اعتذار وطلب اجازات.

ولكن أصحاب العمل عموما بفكّروا ان الموظفة اول ما تنجب طقلا تهمل في شغلها ، وبفكّروا ايضا ان الموظفات يشتغلن حتى يشترين المكياج والملابس، وغير ذلك من مستلزماتهن الخاصة .أي انهن غير محتاجات للعمل في حين اغلب الموظفات يعولن أسرا ويربين اطفالا وليس لديهن مصادر دخل اخرى غير الوظيفة التي هي فيها . ولكن عند زواجها تكون العين عليها فيراقبها اصحاب العمل ولو كانت مجتهدة ومثابرة يرونها مقصرة ولا ينظرون إليها بعين الرضا فتصبح بين ليلة وضحاها خارج المؤسسة التي تعمل بها ليوظفون في مكانها احدى (الانسات)

 

(توسل) درست المحاسبة وعملت فيها بعد تخرّجها وبعد سبع سنوات تزوّجت وتركت العمل، لكن أجر زوجها الذي يعمل في احدى المصالح الحكومية، بالكاد يغطّي أجرة المنزل ونفقاتهما الشهريةفقط. حاولت العودة إلى العمل بلا جدوى، وتوقفت عن البحث عندما حملت بطفلها الأوّل. لاحقًا استأنفت البحث ووجدت عملًا كمحاسبة في شركة صغيرة بدوام كامل مقابل (20) الف جنيه شهريًا (أعلى من الحد الأدنى للأجور بقليل).

حينها كان طفلها قد أتمّ سنته الثانية فقبلت على أمل زيادة الراتب بعد الشهور الثلاثة الأولى، ورتّبت بقاء طفلها مع والدتها فيما تولّى زوجها توصيلها بسيارته صباحًا في طريقه لعمله، على أن تعود حين ينتهي دوامها عند الرابعة في حافلات النقل العام إلى منزل والدتها الذي تصله عند الخامسة وتبقى مع ابنها لغاية السابعة إلى أن ينهي زوجها عمله ويصطحبهما إلى منزلهما مساء. كان ذلك ترتيبًا شاقًا على جميع أفراد الأسرة، لكنها قبلت رغم ذلك إلى أن أقالها صاحب العمل قبل انتهاء الشهور الثلاثة الأولى..

ولم يكن حال (ابرار) الفتاة المثابرة التي تعمل تحت كل الظروف احسن من (توسل) ف(ابرار) تزوجت بعد تعيينها بخمس سنوات تعمل في جد وتحمل كثير من المسئوليات تجاه عملها ولا تلعب فيه لدرجة انها اخدت اجازة زواجها قبل يوم فقط من الزواج .وواصلت عملها بذلك المستوى ان لم يكن احسن .

وانجبت طفلها الاول وواصلت عملها بكل ذلك النشاط والمسئولية والحضور المبكر للعمل وخروجها مع الموظفين نهاية الدوام . ولم تتطلب (ابرار) اجازة مثلها مثل الموظفين تاخد اجازاتها الرسمية ولكنها وجدت نفسها مع موظفات متزوجات خارج الخدمة قدم لهن مدير العمل خطابات الفصل عن الخدمة بجحة انهن لم يستطعن الموازنة بين العمل والبيت.

نعم هناك موظفات اول ما يتزوجن تجدهن في حالة اهمال دائم وغياب مستمر حيث تكثر الشكوى من زملائها ومدير العمل من غيابها او تاخيرها .ولكن آخريات يمارسن عملهن بنفس الصورة القديمة (قبل الزواج) ولم يؤثر انجابها على عملها ولكن النموذجين عند اصحاب العمل سواء . يرون التقصير ولايرون المثابرة فيوقعون على فصل الموظفات ويضعوهن في مرتبة واحدة في حين انهن لايشبهن بعض الا ان أعتقاد اصحاب العمل غير ذلك يروهن مهملات غير مباليات بعملهن الا ما ندر!

يحدث الاستغناء عن كثير من النساء العاملات بالرغم من ان عدد كبير منهن خلال فترة الحمل يكون لديهن إحساس بضرورة “تجاوز” معايير الأداء العادية، وإخفاء أي أعراض مرافقة للحمل أو مرض خشية الظهور كشخص لا يعتمد عليه في العمل .. ويستمر الأمر بعد الولادة. وقد تحدثت نساء ل (زحل نيوز) عن محاولتهن إخفاء كونهن مرهقات في أجواء العمل باعتبار أن الكسل وعدم النشاط يعتبر “محظورا” أثناء الدوام .

وهناك أمثلة كثيرة عن نساء يشعرن بأنهن مجبرات على إثبات أنهن ما زلن قادرات على العمل لساعات إضافية، بل ويعرضن القيام بذلك حتى عندما يكون أطفالهن مرضى، كما توجد أمثلة أخرى عن نساء لا يعرضن صور أطفالهن على أحد أبداً ضمن أجواء العمل، ولا يتحدثن عنهم على الإطلاق.خشية ان يتم فصلهن عن العمل وهن في أمس الحاجة له

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى