بِذرة الكرامة، حصاد الحُرية، السودان والصين (١) رشان أوشي تكتب.
بِذرة الكرامة، حصاد الحُرية، السودان والصين (١) رشان أوشي | معركة الكرامة في أيامِها الأخيرة، على الأرجح، مع تباشير التفاهمات، وتقليص المسافة بين القوى العظمى الشرقية والسودان ، وخطاب “البرهان” اليوم معلناً أنه يخوض حرباً تشنها مليشيات انتقامية، مطالباً الحضور بضرورة تصنيفها منظمة إرهابية.
استئناف التعاون المشترك بين الصين والسودان ،هو نتاج مجهودات عظيمة ابتدرها نائب الرئيس جنرال “مالك عقار” ، وذلك عندما زار “بكين” نوفمبر الماضي، وفتح الأبواب التي اوصدتها رعونة حكومة “حمدوك”.
كان من المقرر أن يبدأ العمل بما اتفق عليه مع النائب “عقار” يناير الماضي ، ولكن لكل تأخيرة خيرة ، فقد كشفت هذه المدة زيف شعارات “الامريكان” ، وخداعهم للشعوب ، ونهجهم الاستعماري ،كما نزعت عن نوايا “السعودية” ورقة التوت ، وتجلى ذلك في تخليها عن مقررات “جدة” التي رعتها، بظهور سفيرها بالخرطوم ،برفقة مفاوضي المليشيا ب”جنيف” مبتسماً كالثعلب .
كواليس اتفاقيات الصين والسودان ، تمتد إلى تشغيل وتطوير الموانئ السودانية ، وهي الأكثر دراية ، لأنها انشأت بعضها ، بجانب الصناعات الدفاعية ومد الجيش السوداني بالسلاح النوعي والمتطور، وهذه الخطوة تمت بالفعل قبل وصول الرئيس “البرهان” إلى “بكين” لوضع اللمسات الأخيرة.
بدأنا نشهد مع التطورات الحاصلة والمتسارعة في الضفة الأخرى لمعركة “الكرامة” ملامح القلق الغربي على أهم ساحل في افريقيا، وأكاد أجزم أن أذهان “الامريكان” ترسم صورة القواعد الروسية ، والسعودية ترتعد من صورة البوارج الإيرانية وعودة الهلال الشيعي مرة أخرى لخنقها .
وبهذا يكون الزعيم ،القائد “عبدالفتاح البرهان” قد أكد للغزاة الغربيين ووكلاءهم بالخليج العربي ، وعملاءهم المحليين ،ان معركة “الكرامة ” لها ديناميتها الخاصة وأهدافها المختلفة.
حرب السودان ذات أهداف سياسية أمنية استراتيجية صعبة التحقيق، امريكا تريد القضاء على نفوذ الشرق في افريقيا ، ومن ثم السيطرة الأمنية العسكريةَ المفتوحة في الزمان على المنطقة .
السلاح الشرقي سيحصد ما تبقى من مليشيات “آل دقلو” التي تستخدمها قوى الشر لاستنزاف الدولة السودانية ، بدأت إرهاصات حزم السودان أمره بالتوجه شرقاً بالظهور عندما رفضت القيادة السودانية الانصياع للتعليمات الأمريكية ، وتوقيع عقد إذعان مع المليشيات ب”جنيف”.
أنها حرب كبيرة بأشكال وصيغ وعناوين ودرجات مختلفة، ستكون نهايتها بما يريده الشعب السوداني الحر والقيادة الموحدة .
(سنغوص في مقالنا القادم .. عن استعداد الدولة لاستقبال الاستثمار الأجنبي والمحلي في مجال الصناعات وغيرها ، استكمالاً لما كتبناه قبل أيام حول مجهودات مجلس السيادة والفريق ابراهيم جابر في وضع خطة اقتصاد الحرب، وإعادة الإعمار).
محبتي واحترامي