جدول المحتويات
تجارة الأحلام، الهرولة نحو المفسرين إسفيريا
تجارة الأحلام، الهرولة نحو المفسرين إسفيريا | السوشيال ميديا ملليئة بالخداع . والمغفل هو من يصدق ويسير خلف المخادعين .. يوميا يقابلنا ترويج او اعلان عن ذاك الشيخ او تلك المرأة المتخصصين في تفسير الاحلام .فإذا كنت تريد الدقة وتحليل احلامك بصورة عميقة فما عليك الا ان تتصل هاتفيا .او تصل بالباب للحصول على الحقيقة وتفسير المعاني التي قد تغير شكل حياتك .مع وضع العناوين .
وارقام الهواتف على الصفحة والتي قد تحمل أسماء غير حقيقية .مع التأكيد على ان هذا الشيخ خبير وتفسيراته دوما صحيحة فلا تتعدوه . او ان هذه الشيخة تفسر لك حلمك وما تفسره سيحدث لك بالتفصيل فلا تتردد بالاتصال بها لتجد حقيقة احلامك !
مهنة التفسير:
ما ذكرناه سابقا هي فقط نماذج وعينات مما نقابله يومياً في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة من إعلانات بعضها ممول من أجل سرعة الوصول للمستخدمين عن مفسري الأحلام ومنها لآخرين تسلقوا هذه المهنة.
واعتبروها تجارة ومصدرا لجمع الاموال من الذين يلجأون إليهم لتفسير احلامهم المزعجة ويصدقون ما يقال لهم من تحليل كاذب ..مسببين بذلك خلطاً بين الحق والباطل وفي مسألة والصواب والخطأ .حيث تجد هواتفهم مشغولة طول اليوم ويستلمون التحويلات المالية عن طريق تطبيقات البنوك او تحويل الصيد.
مرحلة الهوس:
نجد أن البعض قد وصل في تفسير الأحلام إلى مرحلة الهوس، واصبح اي حلم يسعون لتفسيره عن طريق هؤلاء المنتشرين على الميديا ويفسرون لهم احلامهم في جهل يحسدون عليه . رجال ونساء يبحثون يوميا على مفسيرين على الانترنت فهؤلاء يعطون الاحلام اكبر من حجمها وبالتالي لا ترتاح انفسهم الا بعد الاتصال بمفسر الاحلام لتفسير ما رأى ليلة البارحة .
ويدفع أموالا قد يكون في امس الحاجة اليها لقضاء غرض مهم .ولكن يستخسرها في المهم ليفسر بها احلامه . احداهن قالت :في شهر واحد صرفت قرابة المليون جنيه سوداني(مليار يالقديم) لامرأة يوميا الجأ اليها لتفسير حلمي .الى ان اصبحت حياتي عكس ما تفسره لي فتركتها .فاصبحت تلاحقني لتفسر لي ولكني حظرتها وتركت تلك العادة
عادة قديمة:
(ن) وابنة خالتها منذ ان كانتا في المرحلة الثانوية اصابهن هوس تفسير الاحلام .(ن) قالت كنا نذهب بالزي المدرسي الى رجل داخل السوق ليفسر لنا احلامنا .وكنا لا نفطر لنحتفظ بقروش الفطور لذلك الرجل الذي كان يفسر لنا الحلم ب(20) جنيه وقتها كانت كثيرة نجمعها خلال اسبوع أو اكثر .
وقالت الان اصبح التفسير بالتلفون عندما تطورت الحياة .واخيرا علمنا ان ذلك اجتهاد منه لتفسير احلامنا لجمع المال حيث كنا نجد عنده الكثيرون رجالا ونساء. وقالت لكنها لم تستطيع التخلي عن ذلك حتى اللحظة الا انني اصبحت انا من افسر للناس احلامهم وعملت صفحة على الفيس بوك للزبائن التواصل معي.
الصغوط النفسية:
قالت استاذة علم النفس اروى الطيب ان هذه وظيفة من لا وظيفة له، واضافت: بعضهم لا دين ولا أخلاق، ويعمل نفسه كأنه يفتح عليهم فتحاً من السماء وهو لا يعرف ما تحت قدميه. وقالت أكثر من يقع في حبائلهم هن النساء، أو «التعبانين نفسياً» أو من عليهم ضغوط، ، وانتشاره بهذا الشكل يجب العمل عليه والحد من انتشاره بوعي الناس ورواد المواقع الاجتماعي خصوصا النساء اللائي يقعن فريسة لذلك .
وقالت اروى فرويد هو أول طبيب نفسي بعد الفلاسفة والشعراء سلّط الضوء على الأحلام، ورأى أنها رغبات تطفو من العقل الباطن، وأن الأحلام تعبير عن الرغبات التي لا نستطيع التعبير عنها في واقع حياتنا. كان تلميذه (يونغ) يرى أن الأحلام هي رسائل للمستقبل.
قصص واقعية:
وتابعت دكتورة اروى ان الاحلام تعرف أنها قصص وصور، واقعية أو خيالية، تحكيها أذهاننا خلال النّوم، وتحدث الأحلام في أي وقت خلال دورة النوم، لكنّها تكون أكثر عمقاً ووضوحاً أثناء فترة «الريم» (وهي مرحلة الحركات السريعة للعين)، ويحدث أن تكون بعض الأحلام واضحة (أيّ إننا نعلم خلالها بأننا نحلم)، وهي حالة متوسّطة بين الحلم واليقظة يكون خلالها الدّماغ قد بلغ ذروة نشاطه وفعاليّته.
باب الاحلام:
تناولت الثقافات على مدى العصور باب الأحلام، وامها موجودة في الاسلام وهناك مفسرين كثر ومعروفين . ولكن جاء أناس وللأسف الشديد لايعرفون شي عن تفسير الاحلام حال فافسدوا هذا الأمر العظيم واقتحموا هذا الباب واصبحت تجارة مريحة بالنسبة لهم .
فالاحلام موجودة من العصر القديمة وكان يعقوب عليه السلام، فيما يروى، رأى أنه على قمة جبل، وكان يوسف عليه السلام ابنه في الأسفل، وتحيط به عشرة ذئاب وكان يخشى عليه، ولذا قال لأبنائه فيما بعد «وأخاف أن يأكله الذئب».
ويوسف عليه السلام قصّ لوالده حلم أحد عشر كوكبا وهو من فسر لصاحبي السجن، وأرشد الملك للبقرات العجاف والسمان. وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رأى قبل استشهاده بخمسة أيام ديكاً أحمر ينقره، وفسر أن رجلاً أعجمياً يقتله.
كوابيس مزعجة:
المشرف التربوي حيدر عبد الغني قال ان الحلم من حكمة الله سبحانه وتعالى؛ لكي يخفف الضغوطات على العقل، فإن بعض الصغوطات يتسرب إلى الأحلام، ويمكن أن تكون على شكل أحلام وأضغاث أحلام، وقد تكون كوابيس مزعجة وما إلى ذلك.
فهذه تعكس حالته النفسية أو اضطرابات عقلية معينة . واعتقد ان الحلم ضروري لتنظيم المشاعر، إضافة إلى حل المشكلات النفسية الصعبة .لذلك نجد الكثيرون حريصون على تفسير احلامهم بل ويصرفون أموالا طائلة لتفسير احلامهم .
الهرولة للتفسير:
ويزيد التربوي حيدر عبد الغني ان اسباب الهرولة لتفسير الأحلام، هي نتيجة ضغط اجتماعي وضغط عمل وضغوط نفسية، وهروب من واقع لا يريد الإنسان تحمله (هروب من المسؤولية) وانتظار لمعجزة وقد ولى زمن المعجزات.
وقال: وجه الرسول ﷺ إلى هذا في الحديث «إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ»