مقالات

حفيدا الحفيان ونهيان.. (11) ملاحظة

أسامه عبد الماجد يكتب..

الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس عبد الفتاح البرهان حفيد الشيخ الحفيان ورئيس الامارات الشيخ/ محمد بن زايد آل نهيان.. يقودنا الى ابداء ملاحظات ذات تاثيرات وابعاد داخلية وخارجية..

داخليا:

أولاً: تاكد ان عنصر المفاجأة حاضرا وبقوة لدى البرهان، ويعتمد على هذا التكتيك في كثير من تحركاته.. مثل المفاجاة الداوية ليس فقط باعلان التطبيع مع تل ابيب بل لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوغندا.. اعادته عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء رغم الاطاحه به وحكومته في اكتوبر 2021.. زياراته الداخلية سيما في ظل الحرب ولمناطق غير آمنه.. زبارته لكينيا واثيوبيا تزامنا مع الموقف السالب لزعيمي البلدين في البرهان نفسه ومدى شرعيته.

ثانياً: رسخ البرهان انطباعا حول ادارته للملفات بنفسه.. مثل اتصال امس والمتعارف عليه في مثل العلاقة مع الامارات في هذا التوقيت ان يتم تدريج اعادتها بارسال المبعوث الرئاسي الصادق اسماعيل او اي عضو بالسيادي.. وكذلك ادارته بنفسه لملف التطببع مع اسرائيل.

ثالثاً اكد الرئيس امتلاكه قدرة فائقة على اتخاذ القرارات الخطيرة واتخاذ خطوات جريئة غير آبه بتاثيرها على شعبيته مثل خطوة امس.. ومثل الالتقاء في بورتسودان بمجموعة من قحت بقيادة عضو السيادي المقالة عائشة موسى.

رابعاً: ثبت بما لايدع مجالا للشك سيطرة البرهان على الاوضاع داخل الجيش.. فاذا كانت الاتهامات لاحقته بالاسهام بشكل مقدر في تضخيم الباغي الشقي حميدتي وتقوية تواصله مع ابوظبي عاد البرهان وتواصل مع الاخيرة.. وكانت التوقعات تذهب في اتجاة ان الخطوة ستتم بواسطة قائد جديد – بمعنى ازاحة البرهان -.

خامساً: البرهان مطالب ببث تطمينات لقوى داخلية – ولو بشكل غير مباشر ،- في مقدمتها الاسلاميين، بان اعادة العلاقات مع الامارات لن تكون على حسابهم.. لاعتبارين، موقف ابوظبي من الانقاذ في آخر ايامها.. والثاني وجود الاسلاميبن في الميدان.. ايضا مطالب باقناع الشعب بـ (قحت) حال تواصل معها – ومرجح ذلك – بعد القطيعة النفسية بينها والشعب السوداني بتحالفها مع المليشيا.

خارجيا:

أولاً: سينظر العالم للبرهان كقائد يتحلي بقدر كبير من الشجاعة باتصاله المباشر بمحمد بن زايد.. اذ ان الاتصال رسالة للخارج اكثر من كونها للداخل.. وكما سيفهم عنه انه يسعى بجد لرفع المعاناة عن شعبه.. على اعتبار انه لولا الدعم الاماراتي، لحميدتي لما قاتل لأكثر من عام.. وذلك استنادا على اتهام السودان للأمارات.

ثانياً: رغم الانطباع الداخلي بعدم وجود حكومة.. الا ان نظرة الخارج تبدو مختلفة، حيث يرى ادارة البرهان للمعركة الدبلوماسية بنجاح.. من خلال تادية الخارجية ممثلة في مندوب السودان لدى الامم المتحدة السفير الحارث ادريس لدوره باقتدار.. وقيادته حملة محاصرة الامارات دوليا بقدر هائل من الذكاء وقوة الحجة.. وكذلك الدور الكبير لوزير العدل مولانا معاوية امام مجلس حقوق الانسان بجنيف.. ووزير الداخلية خليل سايرين بمشاركاته الفاعلة خارجيا ومفوضية العون الانساني.

ثالثاً: وجود دور كبير وخفي لجهاز المخابرات بقيادة الفريق اول احمد مفضل ممثلا في التبصير بخطورة انفراط عقد الامن في السودان وتاثيرات ذلك على المنطقة.. وعبر عن ذلك علنا نائب الرئيس مالك عقار.

رابعاً: ادار البرهان ملف الضغط على الامارات بهدوء- ولا اقول حفر بالابرة- حتى اقدمت على الاتصال به – لا العكس- من خلال تبني مساعده في الجيش ورفيقه بمجلس السيادة ياسر العطا سياسة مهاجمتها وبضراوة.. كما لم يسحب البرهان، السفير ولم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع ابوظبي واحتفظ بشعرة معاوية..

اهم مافي الامر لم يذكر الامارات حرفيا في كل خطاباته وترك الامر لمن هم دونه.. وكانت كتابات متهورة – ان لم تكن اتسمت بالرعونه – ظلت تحرضه على تسمية الامارات وغيرها ومهاجمتها وكأن العطا لايمثل الحكومة.

خامساً:قد يكون البرهان استبق احتمالية عودة ترامب الى البيت الابيض، لعلاقة الاخير بـ (ابي ظبي).. او اخذ البرهان بنصيحة امريكية بالاسراع بطي الخلاف مع الامارات توطئة لوقف الحرب.. وفي كل الاحوال قدم البرهان نفسه كحليف لواشنطن وبالتالي للغرب الاوربي.. مع التسليم بان علاقة الجنرال جيدة مع الولايات المتحدة وقد منحته تاشيرة، وعززت شرعيته.. بمخاطبته عمومية الامم المتحدة بنيويورك بعد خمسة اشهر فقط من اشعال حميدتي الحرب.

سادساً: لدى البرهان كروت قوة وامامه مساحة بناء تحالفات قوية لا المناورة – كما يفعل الان – وتوقن الامارات بذلك.. مثل ملف امن البحر الاحمر (بناء علاقة استراتيجية وتحالف امني مع السعودية)..

وبناء شراكة اقتصادية مع روسيا في مجال الذهب قبل قبول القاعدة العسكرية واستقبال بورتسودان لنائب وزير الخارجية الروسي مؤخرا.. ومع قطر بشان الذهب، وهو ملف يسيل له لعاب الامارات ولذلك تلاحظون الهجمة الشرسة على وزير التجارة عقب اعلانه انشاء بورصة ذهب في الدوحة.

ومهما يكن من امر لايزال خطر المليشيا قائما على الدولة ويهدد الرئيس بشكل مباشر.. ترى ماذا سيفعل مع اولاد دقلو؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى