جدول المحتويات
حياة العزوبية.. مابين الوصمة وضغوط المجتمع
حياة العزوبية.. مابين الوصمة وضغوط المجتمع | يعد (خالد) الذي دخل عامه ال(55) يستوعب فكرة أنه لابد ان يتزوج ويكون أسرته الصغيرة فهو مقتدر ويمتلك وظيفة كبيرة و اموال كثيرة .ولكنه فضل ان يعيش اعزبا . اشقائه الصغار تزوجوا وانتقلوا الى منازلهم المنفصلة .الا أنه اصبح الوحيد في المنزل مع والديه .
(خالد) لم تمنعه إمكانيات من الزواج ولكنه رأي ان لا يربط نفسه بزوجة واطفال. ولعله مقتنع ان حياة العزوبية هي الافضل . ومثل (خالد) كثيرون يمتلكون المال والبيوت والسيارات ولكنهم (عزاب) كل واحد فيهم له اسبابه ومبرراته التي ابقته اعزبا . وربما هناك من دخل في ال(70) من عمره ولم يتزوج. فهل اصبح ذلك موضة . ام ان افكار الذين يمتنعون عن الزواج متشابهة ولهم مبررات مقنعة. ام ماذا؟؟!
تغيرت التقاليد
في مجتمعنا السوداني أصبح مفهوم البقاء أعزبًا أكثر انتشارًا من أي وقت مضى خصوصا في مجتمع المدن . حيث ان في الارياف قليلة للغاية اللهم الا مع تغير الأعراف الاجتماعية وتطور التفضيلات الفردية، حبث يختار عدد كبير من الأشخاص البقاء غير مرتبطين بشريك في حياته مبتعدا بذلك من الحياة الزوجية بكل ما بها من اهمية في حياة الفرد واشارت بعض الأبحاث إلى أن عددًا كبيرًا من الشباب يختارون البقاء عازبين
.، ويرون ذلك أفضل لهم .. فيما يرى اغلب أفراد المجتمع ان ذلك لن يكون أفضل لهم بدون زوجة واولاد .. ولكن بعض الدراسات الاجتماعية رأت ان يعيش الرجل اعزبا بارادته يمكن أن يكون له في الواقع آثار إيجابية على الصحة العقلية للفرد.
حيث أن العزوبية يمكن أن تساعد في الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، وتزود الأفراد بالقوة والنشاط والحيوية .ووجدت الدراسات أن الشباب غير المتزوجين طوعًا ليس لديهم مشكلات في الصحة العقلية مثل القلق والأرق.
آثار اجتماعية:
غالبًا ما تكون الآثار الاجتماعية المترتبة على البقاء أعزبًا مليئة بالوصمة والضغط المجتمعي حسب حديث استاذ علم الاجتماع نصر الدين حسن، واضاف: في مجتمع الألفية الحديث اليوم، يُنظر إلى العزوبية على أنها محنة، مع وصمة عار مماثلة لوصمة الطلاق يمكن للمجتمعات والأقران ممارسة الضغط على الأفراد المنفردين للدخول في الحياة الزوجية ، مما يؤثر على مواقفهم تجاه كونهم عازبين وغير مرتبطين.
وقال: أظهرت الدراسات أن الأفراد المتزوجين يميلون إلى تحقيق أداء أفضل من غير المتزوجين في مختلف جوانب الرفاهية، مع التركيز على أهمية الدعم الاجتماعي في الحفاظ على الصحة الجيدة والسعادة.. حيث تلعب الاعتبارات الاقتصادية دورًا مهمًا في قرار البقاء عازبًا.
في حين أن العزوبية قد تقدم مزايا مالية معينة، مثل الاستقلالية في الإنفاق والمدخرات، إلا أنها يمكن أن تأتي أيضًا مع مجموعة من التحديات الاقتصادية الخاصة . وأبان يمكن أن يكون للآثار النفسية للعزوبة تأثير عميق على الأفراد الذين يكونون عازبين بشكل لا إرادي، اذ أن الأشخاص غير المتزوجين يعانون من مشاعر متزايدة من الوحدة ونقص الدعم الاجتماعي مقارنة بالرجال غير المتزوجين
خيار الاغلبية:
اختيار البقاء أعزبًا هو قرار الكثيرون الذين يقتنعون بذلك ولا يفكرون فيه .بل لا يحبون التحدث عنه ، مع ان ذلك يمكن أن يكون له آثار على الصحة النفسية للفرد ومكامته الاجتماعية، و الاقتصادية. في حين أن الأعراف والضغوط المجتمعية قد تلقي بظلالها على تجربة العزوبية،.
فمن الضروري إدراك واحترام الاختيارات الفردية فيما يتعلق بالعلاقات وأنماط الحياة. قد لا يكون البقاء أعزبًا أمرًا طبيعيًا فحسب، بل قد يكون أيضًا خيارًا صالحًا ومرضيًا للعديد من الأفراد في عالم اليوم المتنوع.
هناك بعض الاوقات يتمنى فيها المرء لو كان متزوجا ولديه اطفال مثل الطبيب(م) الذي يعمل باحدى المستشفيات الكبيرة بدولة قطر حيث وصل عمره(60) عاما ولم تفلح معه توسلات وإلدته وشقيقاته بان يتزوج ولكنه رفض الفكرة تماما .فتوفيت والدته .وهاجرت شقيقتيه الى أوروبا فاصبح وحيدا .
.(م) قال الامر الوحيد الذي ندمت عليه هو اصراري على البقاء اعزبا .جاء الوقت الذي عرفت فيه ان الزواج مهما كي لا تصبح وحيدا .حيث ان زوجتك واطفالك لن يتركونك وحيدا أبدا .على عكس اخوانك واخواتك فهم يضطرون لتركك كي يعيشون حياتهم الخاصة وليس عليك اجبارهم بالبقاء معك .اوصي دكتور(م) الشباب الذين يمتنعون عن الزواج ان يتركوا هذه الفكرة ويتزوجوا ذلك أفضل لهم.