خزعبلات غش وخداع عشابين.. النصب على (حافة الظروف)
خزعبلات غش وخداع عشابين.. النصب على (حافة الظروف) | التكسب بالاحتيال والخداع واستغلال الظروف جريمة أخلاقية مؤكدة ، يجب الحذر ثم الحذر . فمنهم من بنشط الآن مستغلا ظروف الحرب التي تدور رحاها في السودان . وكثيرون يلحثون على العلاج الناجع باسعار زهيدة . بكل آسف هناك من يستغل المرضى الذين يشتاقون الى العافية والجري وراء ان يكونوا اصحاء باي طريقة .
بعضا من يسمون انفسهم باطباء الطب البديل (العلاج بالاعشاب) يداوون الناس من غير معرفة بالشي يضرون بصحة من يأتون إليهم للدواء وهو لا يفقه في الاعشاب شيئا ولكنه يريد التكسب بمزاعم وأكاذيب حول علاج كثير من الامراض أو بعلاجات كاذبة وخلطات وهمية . هؤلاء ادمنوا النصب والاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل.
يروجون لانفسهم عبر التواصل الاجتماعي . نساء ورجال يضعون انفسهم في موضع الطبيب البديل الذي لا مثيل له ، يصرفون للمرضى ادوية عشبية باموال كثيرة لدرجة ان كثير من المرضى لايستطيعون دفعها لهم.
وهناك من يبيع اعشابه بثمن قليل فيزدحم الناس حوله . لذلك يجب عدم الانسياق خلف مدعي العلاج بالوسائل الشعبية غير المستندة على دراسات موثوقة وضرورة توخي الحذر من مستغلي الامراض المزمنة في تسويق منتجاتهم.
ضحايا العلاج البلدي
ضحايا العلاج بالاعشاب كثر .اذ ان كثيرون كانوا يفتحون مراكز بالخرطوم .وبعد قيام الحرب انتقلوا الى الولايات وزاد عدد المرضى الذين يرتادونهم . وآخرين أصبحوا يمارسون عملهم في دول الجوار خاصة مصر . وجوبا . ويوغندا . وقبل سنوات اربع أو خمس كانت السلطات في الخرطوم بعد جهود مكثفة من البحث والتحري داهمت أحد المراكز الذي يدعي المسئولين عنه علاج كافة الامراض .
وبعد شكاوي كثيرة من المرضى الذين شعروا بانهم ضحايا و احتال عليهم اولئك الأشخاص دون فائدة وعلاج .. تعاونوا مع السلطات التي قامت باغلاق المركز مباشرة .كما قبضت الشرطة في ام درمان على احد العشابين الذي كان يقوم بعمل خلطات والترويج لها على انها علاج لمرض السكري . والبواسير . والربو حيث كان منتشرا على منصات التواصل الاحتماعي ، .
رغم ذلك لم يتعظ الناس ففي إحدى الولايات ذهبت (ف) الى أحد العشابين وقد وجدت نشاطه مكثفا على (الفيس بوك) اتصلت عليه ليشفي مرضها وقد كانت تعاني من (جرثومة المعدة) وفي بيته يقوم بعلاج المرضى .
أخذت الأدوية أو الخلطات وذهبت الى بيتها وبدأت تأخذ جرعاتها كما وصفها إليها صباحا ومساءا وفي اليوم الخامس نقلت المريضة الى المستشفى لأنها تعاني من الأم حادة بالمعدة جعلتها تصرخ من شدة الألم الذي لم تعرفه من قبل واتضح ان الاعشاب التي اخذتها كانت سببا مباشرا في تقرحات المعدة الحادة .
و(ف) نموذج فقط من الذين ساءت حالتهم بعد تناول الاعشاب كادوية بلدية . ومنهم العم (احمد) ألذي جاء نازحا الى تلك الولاية حيث أخبره أحد اقاربه للذهاب لأحد المعالجين بالاعشاب ليتداوى من السعال والربو فكان ان رقد مستشفيا بأحد المستشفيات بسبب ذلك العلاج والخلطة البلدية التي كادت ان تفقده حياته.
الاقناع الوهمي
منذ ازمان بعيدة ظهر مُدعون بعلاج الامراض بالاعشاب . منهم من له خبرة ودراية بالاعشاب وفعلا خلطاتهم تعالج وان لم تشفي المريض تماما تخفف عنه .وهناك من بات معروفا للناس ولديه عيادة ومركز مصرح به .
إلا إنه منذ سنوات ظهر محتالون ينصبون على الناس بقصد الحصول على الأموال بالإقناع الوهمي. وهذه في القانون تمثل جريمة لها ركنان: الأول مادي وعناصره الاحتيال، والاستيلاء على مال الغير، والثاني معنوي وهو القصد الجنائي، وعناصره الإرادة والعلم حسب حديث المحامي رضا عثمان .وقال هي جريمة عقوبتها السجن أو الغرامة أو العقوبتين معا.
وتطبق العقوبات على الشروع في ارتكاب أي من الأفعال المنصوص عليها كما يعاقب بما لا يتجاوز العقوبة المُقررة للفاعل الأصلي وكل من شارك بالتحريض أو الاتفاق أو بالمساعدة، وتمتد العقوبات مخالفة أي تعليمات سارية حاليا وللمتضرر رفع قضية نصب واحتيال على المحتال بتوكيل محامٍ أو برفع شكوى مباشرة للنيابة.
.من جانبه، حذر الطبيب طارق عبد الدائم من مخاطر التعامل مع الأدوية مجهولة المصدر أو العلاج الشعبي، فكثير من المعلومات الطبية على شبكات الإنترنت خاطئة والأخطر فى الأمر أن العديد من المرضى يعتمدون على معلومات المواقع الإلكترونية وتطبيقات مجهولة في الهواتف الذكية، .
كما يعتمدون على مدعي العلاج الشعبي والخلطات بدرجة كبيرة كمصدر رئيسي ينهلون منه معرفتهم ليتشكَل منه وعيهم مع أن معظم المعلومات خاطئة ويصبح ضررها أكبر.لذلك يجب على المرضى ان يتداوون بالعلاجات ذات المصادر المعروفة.
أصول عريقة
في السابق كان للطب البديل سمعةطيية بين الناس ولكن في الاعوام الاخيرة اصبح ما بين النصب والاحتيال والمتاجرة بأمراض الكثيرين. اذ تضرر مرضى من الذين يدعون العلاج بالاعشاب. ولكن فهو في الحقيقة عِلم حظي باهتمام واضح من بعض الدول المتقدمة ،.
وأصبح “الطب البديل والعلاج بالأعشاب” حديثًا لا يغيب عن مائدة الكثير من السودانيين الباحثين عن الشفاء لحالات يعجز الطب الحديث عن دوائها، أو لا تؤهلهم ظروفهم المادية للحصول عليه،.
وللطب البديل والعلاج بالأعشاب أصول عريقة تؤكد أن قدماء السودانيين اكتشفوه واستخدموه لعلاج المرضي، بيد ان علماء المسلمين ألّفوا لهذا العلم كتبا وجعلوا له مؤلفات، حتى وصل للتقنين والتجارب في بعض البلدان العربية وحتى الاوربية وشرق اسبوية.