متابعات | زحل نيوز
كدمات ظاهرة على وجهها مع تورم في إحدى عينيها جاءت (وصال) الاسم مستعار الى والديها تشتكي من زوجها الذي ضربها ضربا مبرحا بسبب مصروف البيت الذي اصبح لايكفي لشراء الاحتياجات اليومية ، وعندما طلبت منه زيادة المصروف صار في خلاف يومي معها ، حتى وصل الامر الى ضربها بطريقة سيئة . هكذا هو مصروف البيت بسببه تتوتر العلاقات بين الزوجين في كثير من الاسر . بسببه يحصل الطلاق. وبسببه تحصل جرائم ، وقبل ثلاثة أو اربعة سنوات انهى زوج حياة زوجته بسبب المصروف في إحدى ولايات السودان القريبة من العاصمة الخرطوم.
مشاحنات متواصلة:
مشاكل مصروف البيت لا تنتهي؛ فهي تكاد تكون الحديثَ اليوميَّ على الموائد الأسرية، وخاصة مع هذا الغلاءِ الذي طال كلَّ شيء، حتى أساسيات الحياة من طعام وغيره، ونسمع كل يومٍ عن مشاحنات تصل إلى حدِّ الطلاق، وفي بعض الاحيان حدِّ القتل ، والغريب أن الزوج يُلقي بهذه المهمةِ العسيرة في ملعب الزوجة؛ إما للتخلِّي عن مسؤوليَّته، أو ربما لرفع الحرج عن نفسه، وتتكفَّل هي بسدِّ النقص من راتبها.
جريمة حزينة:
بسبب الخلاف المستمر على مصروف المنزل، قتل احد الازواج زوجته بضربها على رأسها بالة ثقيلة حيث حدثت مشاجرة بينهما بسبب مصروف البيت، وتحكي احداهن قصتها مع مصروف البيت فتقول: مصروف البيت أرهقني نفسيًّا، واي نقاش حوله ينتهي بالشِّجار ثم بالخصام، فقررت من فترة أن يقومَ هو بالإنفاق على متطلَّبات البيت من شراء طعام وغيره، ويعطيني مصروفي الشَّهري ومن يومها والبيت هادئ
مهارة المرأة:
وتقول سناء ربة منزل مصروف البيت في رأيي يحكي مدى مهارة المرأة، ويظهر شخصيتها وما تملِكه من إرادة التحكُّم في النفس، وفي كيفية إدارة أمورِها بكفاءةٍ طوال شهرٍ كامل، دون أن تُحدِث صدامات مع الزوج، أو تستدين لتسدَّ العجز الذي أحدثه عدمُ وعيِها وإقبالُها على الشراء لإرضاء حاجةٍ نفسية، وقالت:المرأة الواعية هي التي تقتصد في صرفها حتى لا تحصل مشاحنات ومشاكل قبل نهاية الشهر.
ملعب الزوج:
وترى ميمونة ربة منزل ان المصروف عالة على الزوجة وسببًا للمشكلات، فالزوج في هذا الزمنِ يعطي الزوجةَ مبلغًا معينًا من المال، في معظم الأحوال لا يتناسب مع هذا الغلاء في كل شيء، وينتظر أن تُكمل هي النَّقصَ من راتبها، وإذا اعترضتْ، فالويل لها ، وتظهر الوجوه المتجهِّمة والنَّكد، و وقالت: قد عانيت كثيرًا في أوَّل زواجي، ولكنِّي تحررت من هذا القيد، وألقيت الكُرَة في ملعب الزوج؛ ليتحمَّل مسؤولياته.
ميزانية البيت:
يقول خبراء في علم الاجتماع ان معظم المشاكل التي تحدث بسبب مصروف البيت تكون بين فئات المجتمع المتوسطة والفقيرة التي يقل مستواها المعيشي، وايضا يحدث عند اسر غير متعلمة وغير مثقفة فكلما ترقَّى الإنسان في العلم والفهم، أعتقد أنه يترفَّع عن هذه المشاكل، ويُدير أموره وَفقًا لإمكاناته؛ فلا تَحدُث هذه المشكلات، ويعتقدون ان الزوجة هي الاجدرعلى إدارة بيتها ماليًّا؛ فهي تعرف جيدًا ماذا يريد بيتُها، وحجم ما تريد من مصروفات، بل هي التي توفِّر وتدبِّر وتقوم بعمل الجمعيات، وتضيف من راتبها طواعيةً بغير إعلان إذا حدث عجزٌ في ميزانية البيت؛
تجنب المشاكل:
تقول الباحثة الاجتماعية دولت حسن أن إدارة المصروف هي إدارة وضبط الميزانية الشَّخصية أو الأُسَرية، من حيث التحكُّمُ في حجم المصروفات، التوفير؛ وذلك بِناءً على الخطة المرسومة مسبقًا من قبل المُتَحكِّم بالمصروف.واضافت: تجنبًا للتأزُّم وتَفجُّر المشكلات بين الزوجين، فإن إدارة المصروف يجب أن تُوكَل لشخص واحد، سواءٌ كانت الزوجة أو الزوج، وهذا يعتمد على الشخصية، ومن هو الممسك بزمام الأمور ، وما يتم الاتفاق عليه مسبقًا. ووقالت: لنجاح ضبط الميزانية والادخار بصورة سليمةٍ؛ يجب تحديد الأهداف، وماذا تريد الأسرة ان تفعل فالميزانية الصحيحة باتِّفاق الطرفين تُجنِّب الكثير من المشاكل.
