كثير من النساء يتبعن منهج ان (لا نحدث احد بما نريد ان نفعل) يخبئن الاشياء التي حدثت لهن كامور الخطوبة .والحمل .وشراء بيت جديد. او وظيفة جديدة . او سفر في رحلة او عمل .كل هذه الاشياء باتت يتفاجأ بها الاهل قبل الجيران لأن النساء وليس الرجال هن من يتشددن في ذلك خوفا من الحسد و العين .
وربما هذه الاشياء او العادات موجودة منذ زمن بعيد .الا أنه اتت فترة كل شي عن الاهل او الجيران يكون ظاهر ولكن حاليا مثلا الزواج لا يعرفه الناس الا عندما توزع الدعوات اما كل الخطوات الاولى تظل غائبة من تعارف وخطوبة .و الحمل الا عندما تكبر البطن وتظهر علامات الحمل . السفر الا عندما يودعون . وفي حالةالوظيفة ايضا تفضل كثير من النساء عدم البوح بها الا بعد التعيين والانتظام في العمل كل ذلك خشية من الحسد كما يقولون.
لذلك نجد معظم النساء يخبئن سائر أمور حياتهن، فلا يُخبر بالأمر إلاّ حين اكتماله وحدوثه، وأكثر من يتمسّك بهذه الاشياء كما ذكرنا سلفا هن النساء، فنجدهن حريصات أشّد الحرص على عدم إعلان الأخبار السيئة منها والسعيد، إلاّ في أضيق الظروف، ويتشددن في ذلك ..
كما ان هناك نساء لديهن قائمة بالمحظورات التي لا يفضلن التحدث بها امام الناس، ولذلك فان علاقات الناس بعضهم ببعض اصبحت تقتصر على الامور الظاهرية فقط، فهناك من يرى ان اموره لا ترى النور ولا تكتمل بعد ان يعلم الاخرون بها، ولهذا فانهم يحتفظون بخصوصياتهم لخشيتهم من الحسد والحقد.
اغلب النساء مقتنعات بنصيحة الحبوبات ويحرصن على الكتمان في الأمور الحساسة والمصيرية حتى تتم، لكونها واجهت مواقف صعبة، ويعتقدن ان الناس مهما أبدوا لهن من الفرح والتعاطف فإن النفوس أسرار عميقة وقد تدهشنا حقيقة مشاعرهم.
لهذه الاشياء يفضلن ان يعلن الموضوع للام او للاخوات فقط بالامور المصيرية لتاخذ مشورتهم، «فالانسان مهما بلغ من علم ومعرفة يحتاج لمشاركة الاخرين في حياته».
ترى الاعلامية مدى مبارك ان كتمان الامور يعتمد على الموضوع ومدى اهميته مثل أمور الخطبة والزواج، حيث يتم التكتم على الموضوع بالموافقة التامة بين الطرفين بعدها يتم الإعلان، وتقول ايضا انه في حال الحصول على وظيفة معينة من الافضل اخبار الناس بعد التعيين لكي تتم جميع الامور بسلاسة بتوفيق من الله عز وجل.
وتلفت ندى الى ان كتمان مسألة الحمل مثلا والأمور التي تحدث لغالبية الناس لا فائدة في كتمانها، بل ربما سيتناولها الآخرون أكثر عندما يلاحظون أن أصحاب الشأن متشددون في كتمانها حينها ستكون أرضاً خصبة للإشاعات، وهناك امور عديدة اصبحت ضمن الكتمان لدى النساء، كالتنظيم للسفر او شراء ارض وغيرها من الامور التي يخشاها الناس من العين والحسد وقالت نفوس البشر تجبرنا على التكتم.
وتعتد ان توخي الحذر لا بد منه مع الصديق قبل الغريب والتجارب تكفي. وتوافقها الرأي نائلة ربة منزل قائلة «نحن نُفكر بأنّ الجميع يفرح لأشيائنا الصغيرة، ولا نتوّقع سوى الأشياء الجيدة، الا اننا ولفرحتنا الكبيرة نود من الجميع ان يشاركنا الفرحة، ولكننا نرى ان الامور بعد ان اوشكت على الانتهاء، ينتهي مصيرها ولا ترى النور».
وترجع سبب ذلك الى عدة امور منها «الحسد والحقد الذي قد لا يتمناه الاخرون لك، والحسد امر موجود ولا يمكن نكرانه، والايات الكريمة في القران تدل على وجوده في النفوس المريضة» ، وتؤكد نائلة انه بالنسبة للواقع، يُمكننا أن نلمس إيجابية الكتمان، ولكن في بعض الأمور وليس جميعها، ويجب أن يكون هذا الأمر بشكل محدود يقتصر على الغُرباء والمتطفلين فقط.
و(يُمكننا أن نتأكّد أن الكتمان في كل الأمور، أمر أكثر إيجابية من سابقه، ويُمكن لتجاربنا الشخصية أن تُؤكّد ذلك» وعن تجربتها الشخصية تقول «تمنيت كثيراً أن أكتم أموري حتى تكتمل، وأُعلن عنها حينئذ، ولكن للأسف، أشياء كثيرة كانت فرحتي بإمكانية حدوثها معوِل هدم لاكتمالها، وكان إفشائي لبوادرها كفيل بأن يجعلها امورا كادت ان تحدث ولكن لم تكتمل.
وقالت الباحثة الاجتماعية نهلة حسن بشير كون ان هناك اسر تتكتم على اشيائها السعيدة او الحزينة انا أعتقد انها اشياء خاصة به موجودة من الاف السنين هناك من تخاف على بيتها من العين والحسد لذلك تفضل ان لا يعرف احد بامور بيتها الى ان تنضج.
وهناك من تتشاءم ياخبار الناس عن امورها فتعتقد ان ذلك سيخرب عليها .وهناك من طبعها ان اشيائها تخصها ولا داعي لاخبار الناس حتى يكتمل وتاتي ساعة الاعلان.لكن في اعتقادي ان كل شئ مقدر ومسطر وما بكتبه الله لنا هو ما يبقى فيجب التوكل على الله في كل الامور ولا داعي للخوف الشديد. نعم العين والحسد اشياء نؤمن بها ولكن يذكر الله والتحصين صباح ومساء كل الامور ستنتهي على مايرام.