مقالات

علي يعقوب غائبا عن المسرح            

د. ياسر يوسف إبراهيم

علي يعقوب غائبا عن المسرح

الخرطوم – زحل نيوز

في مايو الماضي فرضت الولايات المتحدة الاميركية عقوبات على القائدين بمليشيا الدعم السريع عثمان عمليات واللواء علي يعقوب جبريل الذي أعلنت القوات المسلحة مقتله اليوم علي تخوم الفاشر بينما كان يحاول الدخول للمدينة المحاصرة من شهور ..

يصنف علي يعقوب من الطبقة الأولي من قيادات الصف الأول في الدعم السريع ، فبجانب أنه ينحدر من الرزيقات الماهرية قبيلة حميدتي وعبدالرحيم فهو يعتبر عمليا الشخص الثالث بعد الشقيقين المختفيين عن الأنظار ‘ وقائدا لقوات ( النخبة ) في الدعم السريع…

وعلي الرغم من وجود ضباط آخرين يحملون رتبة اللواء كالقائد الميداني عثمان عمليات واللواء عصام فضيل إلا أنه ينظر إليهما علي أنهما ضباط من الجيش السوداني إلتحقا بالدعم السريع ولم يتدرجا في المنظومة الخاصة بالميليشيا …

وتبرز أهمية شخصية علي يعقوب في الدعم السريع من الثقة الواسعة التي يحظي بها وسط الإدارة الأهلية في دارفور عامة وزالنجي علي وجه الخصوص ، من واقع خدمته الطويلة هناك وإسناد الدعم السريع مهام أهلية تتعلق بالمصالحات القبلية له ، بجانب إرتباطه اللصيق مع قواته كونه قائدا ميدانيا لعشرات السنين ، ولم يفارق دارفور أبدًا ..

لمع نجم علي يعقوب مع بداية التمرد في دارفور 2003 حيث كان قائدا لمليشيا قبلية ، وبعد تكوين قوات حرس الحدود برئاسة موسي هلال إنضم إليها ، وأصبح في صفها الأول ..

بعد تكوين قوات الدعم السريع سارع بالإنضمام إليها بحسبان روابطه القبلية مع قائدها علي عكس قيادات أخري كالنور قبة المنحدر من الرزيقات المحاميد وآخرين ، حيث تأخر إنضمامهم للدعم السريع…

منذ إلتحاقه بالدعم السريع تم تكليفه بقيادة قطاع وسط دارفور معقل حركة عبدالواحد المتمردة وأصبح الساعد الأيمن لحميدتي في دارفور وأمينًا علي أسراره هناك ..

بعد تمرد الدعم السريع حاول علي يعقوب توظيف علاقاته مع الإدارة الأهلية ، وعقد إجتماعا مع قياداتها حيث تم التواثق أمامهم علي عدم الإعتداء علي مقار الجيش ، سرعان ما جاءته التعليمات ، فقاد هجوم الميلشيا علي الجيش في زالنجي واستولي علي قيادة الفرقة ، وارتكبت قواته فظائع واسعة في حق المدنيين هناك ، وبإستيلائه علي تلك الفرقة أصبح بمثابة القائد الميداني للميليشيا في كافة ولايات دارفور ..

تم تكليفه بمهمة إسقاط الفاشر علي الرغم من وجود اللواء جدو أبوشوك قائد قطاع شمال دارفور ، واللواء النور القبة هناك ، إلا أن ثقة قيادة المليشيا فيه ، وتعلق القوات به جعلتهم يكلفونه بهذه المهمة ..

بموته اليوم ستفقد الميليشيا قائدا مهما تعتمد علي سمعته الأهلية وقدراته الميدانية كثيرا ، كما ستفقد واحدا من أهم الأعمدة في هيكلية الدعم السريع مما سيؤثر كثيرا علي القوات التي تقاتل في الفاشر وتلك التي ترابض في الجنينة وزالنجي ونيالا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى