جدول المحتويات
رجال يتفوقون فيها، الثرثرة عقدة نفسية وعادة إجتماعية مزعجة
رجال يتفوقون فيها، الثرثرة عقدة نفسية وعادة إجتماعية مزعجة
اصدق ما قيل عن الثرثرة والثرثارين ما قاله الفيلسوف تولستوي (الثرثرة ليست عيبًا، أنها مرض)؛، كما قرأنا عن شكسبير قوله (حياة يقودها عقلك، أفضل بكثير من حياة يقودها الثرثارون)، وهناك من قال (أن الشيطان غالبًا ما يضع نفسه على ألسنة المخلوقات، فيجعلها تثرثر بلا معنى) وإن الثرثرة تغذي النميمة وعبئًا نفسيًا يزعج الآخرين ..
هناك من يرى أن الثرثرة من صفات المرأة، دون الرجل، إلا أن ما يشاهد يوميا من نماذج لرجال ثرثارين ينفي إلصاق هذه التهمة بالنساء فقط… ولكن الملاحظ في مجتمعاتنا فهي ليست خاصة بالنساء فقط وانما هناك رجال ثرثارون لحد الدهشة.
داء الكلام:
وتنفي سهيلة عبد الله معلمة الصاق تهمة الثرثرة بالنساء فقط دون الرجل .وقالت الرجال ثرثارون يمتلكون طاقة ونفَسا طويلا للكلام، أضعاف ما تملكه المرأة الثرثارة.
واضافت: اعرف رجالا يعانون من داء الكلام طوال الوقت، فلا يريحون لسانهم أبدا، ولا يتوانون عن تقديم النصائح لجميع المحيطين بهم بل ويعتبرون انفسهم موسوعة علمية، اجتماعية سياسية، رغم أن معظم معلوماتهم تكون خاطئة، ومع ذلك يقحمون انفسهم في مشاكل الاخرين بمناقشاتهم في أدقّ تفاصيلها. ويسردون قصص الأشخاص الآخرين دون الاكتراث بخصوصياتهم. فمنهم من ينصت لكلامهم، وآخرين يشعرون بالملل وينزعجون من وجودهم بالقرب منهم.
مرض خطير:
وتعرف الباحثة الاجتماعية نهلة حسن الثرثرة بأنها كثرة الكلام، وهي داء ومرض خطير يصيب الكثير من الناس نساء ورجال لدرجة انهم لا يستطيعون العيش دون ثرثرة. وقالت خطورة الثرثرة ي الخروج عن الحد المسموح به من الكلام، وعن ضوابطه أيضا.
خطورتها تكون في الكلام غير المنضبط، لذلك تنجم عنها الكثير من المشاكل بسبب عدم ضبط اللسان.وبالتالي يجب أن يكون الكلام بمقدار الحاجة، وبما لا يضر بالآخرين أو بسمعتهم، وأن لا يكون فيه إساءة أو تجريح، وأن لا يتحدث الإنسان إلا بما ينفع، وأن يقلل من المزاح، لأن كثرة المزاح قد تؤدي إلى مشكلات بين الناس
الوقوع في الخطأ:
وتتابع الباحثة الاجتماعية نهلة حسن بشير بقولها:كثرة الكلام كثيرا ما تكشف العيوب، وتزيد من إمكانية الوقوع في الخطأ. فكلما كثر الكلام زاد الخطأ”.وتضيف: بعض الناس تعودوا على الثرثرة وكثرة الكلام، لأنهم يجدون فيها لذة، .
وخصوصا عند الطعن في أراء الآخرين، أو النيل من سمعتهم وكرامتهم. وهذا مرض، لأن الشخص يظن أنه أفضل من الأشخاص الذين يتحدث عنهم. والأصل أن يراقب الإنسان كلامه ويزنه. وقالت هناك أسباب للثرثرة الفراغ، والكبر، والغرور.
سيرة الناس:
ويعتقد الموظف (احمد) واقع معايشته لزوجته وجاراتها ان النساء أكثر ثرثرة، فمعظمهن تنحصر اهتماماتهن في تناول سيرة الجيران، وفي أمور اجتماعية وعائلية ومادية ضيقة.ويضيف:عندما يجتمعن بمنزلي مع زوجتي دائما ما تلتقط أذناي المواضيع التي يطرحنها، كالحديث عن الطبخ، والموضة، والتسوق، والحديث عن الأزواج وغيرها من المواضيع “الدسمة التي تجعل الجلسة اكثر حلاوة.
محل سخرية:
وقال الباشمهندس طلال الطيب :انا أشفِق على الشخص كثير الكلام. فالرجل الثرثار والمرأة الثرثارة يصبحان محل سخرية الجميع، ويتحاشاهما الناس كثيرا، لأنهما يبالغان في الحديث، ويقومان بإضاعة وقت ثمين هما في أمسّ الحاجة إليه، فخير لهما أن ينجزا عملا مفيدا من أن يضيعا وقتهما في كلام طويل عريض لا طائل من ورائه”.
ويضيف “تقوية الوازع الديني عند الثرثار أو الثرثارة تسهم في تخفيف هذه العادة، لأن الدين يحث على الابتعاد عن النميمة، لأن الثرثار بالضرورة رجل نمام، تغذي الثرثرة النميمة عنده وتقوّي هوايته فيها.
عبء نفسي:
ويبين اختصاصي علم النفس الصادق محمد أن الثرثرة في الغالب عبءٌ نفسي تكون من إنسان يعاني من عقدة النقص، وهي مشكلة نفسية يحاول الثرثار إخفاءها أو إسقاطها على الآخرين من خلال كثرة الكلام.
وأضاف إن الأشخاص كثيري الثرثرة هم أكثر الناس إفشاءً للسر، بسبب حاجتهم لإثارة أي موضوع، لإخفاء عقدهم النفسية، من خلال كثرة التحدث للآخرين، وعن الآخرين”. ويضيف “إن لعوامل التربية والتنشئة نصيبا في بلورة سلوكيات الإنسان، فالشخص الثرثار لا يولد ثرثارا، لكنه يكتسب صفة الثرثرة من غيره عن طريق التقليد، ومنذ سن مبكرة أحيانا”.
وقال “يجب على كل إنسان ثرثار أن يحاول بكل ما يملك من جهد الابتعاد عن الثرثرة، بالانصراف لإنجاز أشياء ذات قيمة تجعل منه إنسانا إيجابيا ، إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”،.
وقال من ند أخطاء الثرثرة نشر الأسرار الزوجية والأسرية، وأسرار الأصدقاء، مما يترتب عليه حدوث المشكلات التي ربما تؤدي إلى الطلاق، أو إلى قطيعة الرحم، وعدم التواصل بين الناس.