رشان أوشي تكتب: حليب الضباع السعودية!
رشان أوشي تكتب: حليب الضباع السعودية! | يكابد وحده مأساة العدوان المدعوم اجنبياً، و السودانيين شعباً وجيشاً هم الضحايا، وهناك من يرغب في استثمار اللحظة السودانية الحرجة تمهيداً للوصول إلى مصالحه في اليوم التالي للحرب .
جهود إطفاء النار في السودان دوافعها متعددة ، هناك “مصر” التي تعتبر السودان امتداداً جنوبياً لتاريخها، هويتها وأمنها القومي ، تحاول إنقاذ قاربه من الغرق ،خشية أن يغرق قاربها ، أما المملكة السعودية ، فقد وجدت في هذه الحرب ضالتها للحصول على مصالحها مهما بلغت فاتورتها ، التي سيسددها السودانيين من جيبهم الخاص .
ربما يلاحظ الذين يتابعون جهود إطفاء النار في السودان ، أن الأمل في البداية كان أن تتوقف الحرب وتعود المليشيا إلى مفاصل الدولة مرة أخرى ، وقد كسرت هيبة الجيش السوداني ،، ثم صار أن تتوصل الأطراف الداعمة المليشيا إلى ضمان مصالحها في اليوم التالي للحرب .
المملكة السعودية ، تسعى للحفاظ على أمنها القومي من هجمات الثوار ” الحوثيين” ، هي تمتلك المال ولكن تفتقر للرجال ، وجدت في مليشيا “آل دقلو ” ضالتها ، تسعى لضمان استمرار وجودها السياسي والعسكري ، حتى تضمن تدفق المقاتلين إلى أرضها .
منذ اليوم الأول للحرب ، استلمت الحكومة السعودية قوة المليشيا الموجودة بارضها ، وعينت عليها ” محمد اسماعيل دقلو” قائداً، ومنحتها قطاع “جيزان” ، وعملت على تدريبها لرفع قدراتها القتالية ، كل مؤامرات السعودية فضحها “جنجويدي” يعشق التصوير ، أو ربما قصد “ال دقلو” فضح الأمر .
أما سفيرها في السودان ، رجل خبيث ، مواقفه تشبه الامارات، منذ تعيينه في عهد نظام ” البشير” ظل يتغلغل في المجتمع السوداني ، يحرص على أن يكون موجوداً في أي محفل اجتماعي أو سياسي ، يجمع حوله حاشية من الصحافيين عبدة “الريال” ، قام بتأسيس آلة إعلامية بواسطة عملاء محليين ، يستخدمها لتمرير الموقف السعودي والإماراتي تجاه السودان، عبر توجيه الرأي العام .
ظنت المملكة كغيرها من الحالمين أن الدولة السودانية سقطت ، وان الانقضاض عليها بات سهلاً، وبعد مرور عام ونصف تأكدوا أن قناعاتهم غير صحيحة .
وسوف يأتي يوم قريب تتوقف فيه المدافع، وهو يوم لن يكون بعيداً، لا لشيء، إلا لأن الحرب في السودان لم ترهق مليشيات “آل دقلو” فقط، لكنها أرهقت معها الغرب بامتداده وأتعبته.
ولأن الأمر كذلك؛ فالسؤال سوف يظل عما بعد أن تتوقف المدافع، هل تعتقد المملكة السعودية وسفيرها، أن الجيش السوداني سوف يستمر في الدفاع عن حدودها ؟ ، بالطبع هذا لن يحدث ، وحينها ستجد الثوار “الحوثيين” بقصر ” الرياض”.
وسيعود “الهلال الشيعي” لخنق حدودها البحرية ، وذلك عندما ترسو البارجات الإيرانية داخل المياه الإقليمية السودانية .. قريباً..
السعودية عبر سفيرها” المريب” ، تسعى للحفاظ على مصالحها ومصالح حليفتها الولايات المتحدة الاستعمارية حتى وان كان الثمن أشلاء السودانيين .
ولكن من سوء حظها أن الولايات المتحدة عبر ادواتها الحالية لن تنجح في الوصول إلى مبتغاها ، فهي إدارة راحلة في المدى الزمني المنظور، ولا شيء يشغلها من هنا إلى أول السنة المقبلة الذي ستغادر فيه البيت الأبيض إلا لملمة أوراقها.
،وليس فيما تمارسه منذ جاءت إلى مواقع الحكم ما يدل على أنها ترغب في أن تترك وراءها ما نذكره بها من مواقف أخلاقية .
وعندما يتلخص واقع الحال في إدارة تتهيأ للمغادرة، وأخرى لا نعرفها تتأهب للمجيء، فإن الحراك من جانب واشنطون في الأزمة السودانية هو مجرد محاولة لاستقطاب الناخبين .
على السفير الذي يعمل “بشريحتين” أن يعلم ويبلغ قيادته، أن السودانيين شعباً وجيشاً، وقيادة ، قد قرروا مقاومة ومواجهة “الصلف الأمريكي” ، وان الشعب السوداني الذي تجري المقاومة منه مجرى الدم لن ينحني لأحد لمجرد أنه أوفد طائرات إغاثة تحمل حليباً أو خبزاً لابتزاز القيادة ..
محبتي واحترامي