جدول المحتويات
سرطان الثدي.. فتيات يانعات، ما بين التكتم والبوح بالمرض
سرطان الثدي.. فتيات يانعات، ما بين التكتم والبوح بالمرض |
في حذر شديد تلتفت (رؤى) على يمينها ثم شمالها تنظر الى المرضى والمرافقين خوفا من ان يراها احدهم يعرفها من الاهل او الجيران او الزملاء أثناء وجودها في مركز خاص بعلاج السرطان وهي تنتظر اخذ الجرعة الكيماوية ..
ورؤى تعيش هواجس كبيرة منذ أن تم تشخيص ورم في ثديها الايمن بأنه ورم سرطاني . ومن وقتها قررت مواجهة المرض بمفردها، ولم تخبر حتى والديها بمراحل اكتشاف إصابتها وعلاجها. وذلك بدءا من ظهور الأعراض وشكوكها وذهابها للطبيب واجراء الفحوصات التي انتهت باخبارها انها مصابة بسرطان الثدي في بداياته و عليها التوجه فورا لتلقي العلاجات الطبية اللازمة، تلقت الصدمة وقررت ان لا تخبر احد ابدا.
الدعم والمساندة:
حالة (رؤى) ليست الوحيدة التي تخفي وتتكتم على المرض .بل ان هناك الكثيرات من المصابات ،بسرطان الثدي لايعرف احد انهن مصابات حتى على نطاق الأسرة الممتدة . حدها والديها واخوتها فقط الذين يتكتمون ايضا على مرض ابنتهم .
وهناك من تحمل وجع المرض بمفردها دون دعم ومساندة بل ان منهن من يتمتعن بالعزيمة و الارادة والامل فيحصلن على الشفاء .بينما هناك من لم تتقبل المساعدة والدعم خشية اشياء كثيرة تمنعها من الحديث عن المرض.
تبادل التجارب:
العزاء في تكتم العديدات على مرض سرطان الثدي في انهن خلال رحلة العلاج وجدن مصابات يجتمعن ويتبادلن الأحاديث معا حول تجربتهن بالمرض. تقول احداهن عندما عرفت بتكتم الكثيرات على المرض ربما مخاوف لم تكن من المرض..
بل كانت من المحيطين بهن والمجتمع بشكل عام. فهناك من لم تستطع البوح لأقرب الناس إليها، أو صديقاتها. فكانت تأتي للعلاج بمفردها، وتتغيب عن عملها باختلاق العديد من الأسباب غير الحقيقية؛ تخوفا من أن يطلق عليها مصابة بمرض السرطان!
دهشة كبيرة:
قالت وفاء محمد الطبيبة التي تعافت من السرطان شعرت بدهشة كبيرة عندما علمت أن احدى قريباتي قامت بإخفاء الأمر عن والدتها ووالدها، إلا أنها اضطرت لإخبارهما عندما بدأت بتلقي العلاج الكيماوي، ومع ذلك فضلت ألا يرافقها أحد عند تلقي الجرعات.
وقالت كيف يتقدم احدهم على خطبتي؟ اذا عرف بمرضي. وايضا قالت: لا أستطيع مشاهدة نظرات الشفقة من صديقاتي أو أقاربي أو زميلاتي وزملائي في العمل فالمجتمع لا يرحم.
واضافت وفاء:قريبتي تملكتها مخاوف عدة بل سيطرت عليها في مراحل علاجها. و حرمت نفسها من “الدعم النفسي”، الذي يخفف ويهون على المريض كثيرا في مراحل معرفة الإصابة وتلقي العلاج اللازم
اكتوبر الوردي:
أطباء ومختصين في علم النفس يحرصون على الدعوة والاهتمام بالصحة و الحياة اكثر من اي شئ .وبالتالي اصبح شهر اكتوبر من كل عام شهرا للتوعية بسرطان الثدي ولعل حال بعض الفتيات اللواتي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي بسن مبكرة،
وتحديدا قبل ارتباطهن بشريك العمر. وهنا تتفاوت طرق التفكير في اختيار اخبار الاهل والاقارب ام الصمت واخفاؤه عن عيون المجتمع؟، إلا أن الأمر يزداد تعقيدا عندما تقرر الفتاة تجاهل أعراض سرطان الثدي؛ لاعتقادها بأن المرض من نصيب كبيرات السن فقط.
توعية على الاسافير:
عبر نشطاء واطباء ومهتمين . وناحيات من المرض على مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم على اللائي يخفين المرض خصوصا اللائي لا يعالجنه حتى ينتشر ويخبر الناس عن نفسه. ولذلك هم ينشئون مجموعات بهدف نشر الوعي عن سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر.
بل ويطلقون حملات للتوعية حول سرطان الثدي وتسليك الضوء على أهمية الأشعة “الماموغرام”؛ لأنها الفحص الأكثر فاعلية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.حيث بينت دراسة ميدانية علمية حديثة أن وعي النساء يشكل أهمية كبيرة في الكشف المبكر. لكن هناك عوائق تواجههن، مثل الخوف من مرض السرطان، ما يؤثر سلبا على الإقبال على الفحص.
مخاوف عديدة:
ويؤكد استشاري الطب النفسي اسامة الدرديري إن سرطان الثدي حاليا، من أنواع السرطانات التي تقدم بها العلاج كثيرا، وأصبحت المريضة تتعالج بطرق عدة، وتشفى من المرض في حالات معينة. ويشير إلى أن سرطان الثدي، مثل أي نوع من السرطانات في العقل الجمعي المجتمعي، مرتبط بالموت، وهذه الفكرة خاطئة تماما.
إضافة إلى أن فكرة استقبال الإصابة “صعبة ومؤلمة” على المريضة، فهناك من تتقبله وتواجهه، والبعض يفضلن إخفاءه، نظرا لعوامل عدة، منها النفسية والاجتماعية. ويشرح أن الفتاة في عمر “20-30 عاما” تحديدا، عندما تعلم بإصابتها بسرطان الثدي، فإن الاستجابة تختلف من واحدة لأخرى.
لكن بشكل عام تظهر مشاعر سلبية، منها: القلق، الحيرة، الارتباك، الغضب، خيبة الأمل وغيرها. وهذا التفكير ترافقه مخاوف أيضا، من نوع العلاج؛ جراحة، أو علاج كيميائي أو علاج إشعاعي أو علاج هرموني، وما لها من تأثيرات مهمة بسبب التغيرات الجسدية المحتملة التي قد تنجم عنه؛ مثل استئصال الثدي وفقدان الشعر.
الدور المجتمعي:
ويشير أطباء نفسانيين إن هناك مخاوف من الدور الاجتماعي، فهي أنثى وقد تخشى ألا تتزوج أو تقل فرصها في الزواج، وإذا كانت متزوجة تخشى ألا تنجب أولادا، أو تختلف نظرة الزوج لها.وتفكر كثيرا في أبنائها وهل ستتمكن من رعايتهم والموازنة بين “العلاج، والبيت، والعمل”.
كما اشاروا الى أن هناك بعض الفتيات اللواتي يلجأن لإخفاء إصابتهن عن المحيطين؛ وذلك تجنبا لنظرات الشفقة أو الوصمة. وبلا شك، فإن هذه الأفكار والمشاعر خاطئة، لان الحالة النفسية تؤثر كثيرا على المناعة وعلاج المصابة، والدراسات أثبتت أن المريضة التي تكون حالتها نفسية جيدة، وتتمتع بمعنويات عالية، يكون علاجها أفضل
زيادة الوعي:
الحملات التوعوية لها أثر كبير جدا في تغيير السلوكيات المجتمعية، من خلال زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر، واكتشاف الإصابات بمراحل مبكرة، إن وجدت. حول ذلك تشير دكتورة دولت حسن اخصائية علم الاجتماع إلى أن الخوف هو من أكبر المعوقات التي تمنع الفتيات والسيدات من الإقدام على عمل الفحوصات تجنبا لـ: النتيجة،
خوفا رأي المجتمع، موقف الزوج اذا كانت متزوجة، وأسباب أخرى، لذلك تتردد أو تمتنع عن عمل الفحوصات. وقالت لابد من الفحص الميكر فضلا عن التدريب على كيفية عمل الفحص الذاتي للثدي، إضافة إلى تأكيد أهمية عمل الفحوصات الأخرى.
الاكتشاف المبكر:
واضافت دولت مع زيادة التوعية بسرطان الثدي، بدأت السيدات بالاهتمام بصحتهن أكثر. ، وقالت نحن دائما نقوم بتذكير الفتيات والسيدات بأن تجاهل المرض لا يعني التخلص منه، فإذا كان موجودا “لا قدر الله” لن يختفي في حال عدم الإفصاح عنه وإجراء الفحوصات.
وكما نذكر دائما بأنه في حال الكشف المبكر، فإن نسبة الشفاء تصل إلى 98 % وتتابع “وهنا نبتعد عن تكاليف إضافية في العلاج، إلى جانب تجنب إزالة الثدي، فالكشف المبكر له آثار إيجابية عديدة، على عكس الكشف في المراحل المتقدمة وتوضح أن 80 % من مشكلات الثدي ليست لها علاقة بالسرطان، وحميدة، لكن هذا لا يعني ألا تخضع السيدة لإجراء الفحوصات اللازمة؛
مجموعات وتجارب:
انتشرت على الاسافير مجموعات خصصت للمصابات. وذلك بهدف الحديث عن تجاربهن مع المرض، إذ تحرص على تبديد المخاوف والأفكار السلبية لدى الفتيات اللواتي يصبن بعمر صغير. وترفض هذه المجموعات فكرة التكتم على المرض، وتعمد لمشاركة الأخريات تجربتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشري قصصهن مع المرض علماء بأن هنالك العديد من النماذج الإيجابية التي تحارب يومياً هذا المرض الخبيث، اللواتي يتحدين المصاعب والعوائق التي تواجههن كلها، إلا أن النظرة السلبية للإصابة بهذا المرض ما تزال موجودة في المجتمع مع الاسف