
شابات يفضلن العنوسة على ان يتزوجن (طباخ)!
نظرة مجتمعية ضيقة
لم يكن (عصام) يدري ان شغفه وحبه لمهنة الطباخة ستكون يوما سببا في ان يكون عازبا لعمر كبير فهو يعشق الدخول الى المطبخ منذ الصغر، ومساعدة والدته، تعلم إعداد عدة أكلات، وعندما جاءت الفترة الجامعية لم يتوانى عصام في ان يقدم لكلية الفندقة والسياحة ليكون يوما طباخا فندقيا معروفا،
وطوال فترته الدراسية الجامعية كان يمارس مهنته بكل محبة حيث لم تمانع الأسرة امتهانه للطبخ، فتخرج م والتحق للعمل في أحد الفنادق الكبيرة بالخرطوم، فارتبط باحدى الفتيات وعندما وصلا الى نقطة ان يتزوجا رفض والدها رفضا باتا بحجة انه طباخ وقال له بالحرف ماذا أقول لاخواني أقول لهم زوجت ابنتي ل(طباخ)؟!
صدمات متتالية:
(عصام) تجاوز صدمته الاولى برفضه لأنه طباخ تعرف على فتاة اخرى وما ان عرفت أنه يعمل طباخا ، صارحته انها لم تستطيع الارتباط به ، واذا كان يريدها فليترك مهنة الطبخ ويبحث عن وظيفة اخرى ،ففضل وظيفته التي يعشقها وتركها، ليذهب لخطبة واحدة من جارته والتي رفضته ايضا وقالت له لن اتزوج طباخا ولو فضلت عانس طوال عمري ، بينما رفضت الارتباط به احدى زميلاته بالفندق لنفس السبب ، ماجعل عصام عازبا حتى الان.
الطبخ للنساء:
يتذكر أحد الطباخين ان صديقا له كان ينوي الالتحاق بتخصص الفندقة في الجامعة مثل ما انا قدمت، وكان ايضا شغوفا بالطبخ الا ان اسرته رفضت ذلك التخصص و عمله في مجال الطبخ، وأصروا عليه أن يدخل كلية اخرى ، وكان في اعتقدهم ان الطبخ للنساء فقط ، وتابع ذلك الطباخ حديثه بانه وغيرها من الزملاء عانوا ما عانوا من النظرة المجتمعية الصيقة لانهم امتهنوا الطبخ، حتى أنهم رُفضوا من قبل عائلاتٍ وأُسرٍ للارتباط ببناتهم
نظرة قاصرة:
العالم من حولنا يحتفي بالرجال الطباخين وتمييزهم وتكريم الافضل منهم في الفنادق و المؤسسات وغيرها ، ولكننا نجد نظرة قاصرة من الاغلبية في مجتمعاتنا فهم يستنكرون ان يكون الرجل طباخاً وحسب تفكيرهم ان ذلك يقلل من قدر الرجل عند الناس، خاصة في مجتمعات محافظة ومنغلقة لاتعرف شيئا عن جمال هذه المهنة وشغف كثير من الرجال بها ، لذلك تجد ان الطباخين دائما مايشتكون من هذه النظرة من البعض وان كانوا على مستوى عالي من التعليم .
مهنة شريفة:
ولكن هناك طباخين كثر لا يتكون من هذه النظرة حسب حديث الطباخ (احمد)؛، فهو يرى عدم وجود مشاكل اجتماعية للطباخين متعلقة بالمهنة، ويقول احمد: “أعمل في هذه المهنة حوالي ال(10) سنوات و كل من حولي يعاملني بصورة جيدة للغاية،
وتزوجت دون مشاكل ولم يعترض اهل زوجتي على مهنتي أبدا فهي مهنة شريفة ويقول احمد:دخلت هذا المجال من باب الهواية يوم بعد يوم اكتسبت خبرات كبيرة، وكنت أحرص على أن أعلم نفسي بنفسي، وأسأل كل يوم عن الأطباق الجديدة وطرق تنفيذها، وكيف أضع عليها لمستي الى ان أن أفتتحت مطعماً خاص بي.
عدم الزواج:
ورفض الطباخ (نزار) أي فرصة لتغيير مهنته عندما طالبته اسرته بذلك ،بالرغم من أنه تم رُفضه من قبل ثلاثة اسر تقدم للزواج من بناتهم بسبب مهنته، قال تمسكت بمهنتي ووجدت بنت الحلال التي تزوجتني دون تردد والان أعيش حياة هادئة وسعيدة. وقال أكيد لن اعيش بلا زواج،
لتكرار رفض النساء لي بسبب مهنتي ، وقال زميلي تعرف على فتاة ، وكانت تحاول إقناعه بشتى الطرق أنها متفتحة وإنها متحررة من القيود التي فرضها المجتمع على العلاقات ، وعندما تقدم لها بشكل رسمي رفضت أسرتها وهي أيضاً استسلمت لرغبتهم، بعدها تقدم لأكثر من فتاة، ورفضت أسرهم، حتى قرر أن يعيش دون زواج.
احكام قاسية:
تقول الطالبة (روان) اخشى الارتباط بطباخ، لا لعدم تقديري لهذه المهنة، ولكن خوفاً من نظرات المجتمع وأحكامه “القاسية”، أما الموظفة (تهاني) فهي تتمنى الزواج من رجل يمتهن الطبخ، على الأقل يرحمني من الوقوف في المطبخ ويريحني من السؤال قبل وصوله البيت (الليلة الغداء شنو؟) وقالت هي مهنة نقلها مثل أي مهنة اخرى لماذا هناك من يستنكرها وينظر لها بعدم احترام ، فالطبااخة ليست للمرأة فقط.
إنطباع إجتماعي:
وتقول الباحثة الاجتماعية دولت حسن للأسف المجتمع غير منصف في أحكامه التي يطلقها على هذه الفئة، لأنه يطلقها حسب النوع فقط، وإذا نظرنا حولنا سنجد أن أشهر الطباخين في العالم من الرجال، رغم أن الانطباع الاجتماعي لهذا المجال مرتبط بشكل وثيق بالمرأة، نتيجة الموروث والثقافات التي يتناقلها البعض حتى وقتنا هذا،
ورغم كل ما نشهده من تقدم الطباخين ، نتاج الصورة النمطية المقترنة عند البعض بوجود أدوار تقتصر على النساء فقط، مقارنة بالأعمال الكثيرة التي يقوم بها الرجال.
وقالت مجتمعنا العربية متأثر بشدة بالعادات والقيم التقليدية، ووالتي تعتبر أمراً مثل الطبخ تقليلاً من هيبة ومكانة الرجل، ولذا لا بد من تغيير تلك النظرة، مع اننا نلاخظ تغييرا في كثير من المجتمعات حولها.