مقالات

صمود..من تحت أقدام الميليشيا والعمالة..صراخ الخيبة والإنكسار

بعض الكلم .. عوض أحمد عمر 

في المشهد السياسي السوداني وما يحفل به من تعقيدات ومواقف قاتمة ..تبرز الكثير من التحالفات والتنظيمات هنا وهناك والتي تتضاد أفعالها وممارساتها مع ملزمات الممارسة السياسية المنضبطة ويشكل وجودها عامل خصم يجب أن يقابل بما يستحق من الحسم للمحافظة على تعافي الوطن ومستقبل أبنائه.

– ويأتي تحالف “صمود” المتحورة كنموذج وشاهد معاش لهذه التنظيمات التي ارتضت أن تشكل تحالفات مشبوهة تتضاد مظهرا ومخبرا مع الموجبات الوطنية السليمة وغير المنقوصة أو المرتهنة للخارج .

– لقد انكشفت نقائص “صمود” المتحورة في بعديها الأخلاقي والسياسي…إذ لم تعد تمثل موقفا مستقلا وراشدا ، بل أضحت ذراع مدني للدعم السريع، في تحالف لم يعد خفيا بعد أن أصبح ظاهرا في كل تفاصيل خطابها الإعلامي، وفي كل اصطفاف تخوضه ضد القوات المسلحة وضد الإرادة الشعبية الغالبة .

– هذا الارتباط المشبوه جعل منها أداة مأجورة في معركة تتجاوز حدود السياسة إلى تهديد وحدة البلاد وسلامة تراب الوطن.

– وباتت تتعامل “صمود” – بكل أوجهها القبيحة المتحورة – مع كل خطوة وطنية جادة، وكل تحرك يسعى لاستعادة هيبة الدولة، بوصفه تهديدا مباشرا لطموحاتها المكسوفة .

– فكلما تقدم الجيش في الميدان وحرر أرضا جديدة من عبث الميليشيا، علت أصواتها بالصراخ والنباح ، وتسارعت محاولاتها لتضليل الرأي العام، في مسعى يائس لاستعادة نفوذ تآكل وتعرى بعد ان وجدت نفسها في موقع المسؤولية في واحدة من لحظات الغفلة والضياع .

– هذا الخطاب المتوتر، المعبأ بالشحن والاتهامات، لا يعكس إلا ضيق الأفق وغياب المشروع الوطني، والتمترس خلف مواقف شخصية لا علاقة لها بمصلحة السودان أو شعبه.

– و على صعيد الفعل السياسي، فقد بات تحالف “صمود” محصورا في خانة ردود الأفعال، فاقدا للبوصلة، منشغلا بصياغة بيانات مربكة لا تصمد أمام اختبار المنطق أو الوطنية مع ظهور اعلامي بائس عبر الفضائيات . . فتحولت إلى منبر صوتي للتعبئة السالبة والتشويش، يدار بمعايير الانفعال والانقياد .

– ولعل الأخطر من ذلك، أن هذا التحالف، وبعد أن لفظه الشارع السوداني، لم يكتف بالابتعاد عن المزاج الشعبي، بل انحدر إلى محاولة تجييره وتزييفه. لم يعد يُنظر إليه بوصفه حاملا لأي مشروع أو رؤية، ولا حتى كشريك محتمل في أي تسوية وطنية. لقد تجاوزه الزمن، وتجاوزه الشارع، وبات ظهوره الإعلامي حزينا مكسوفا، متخفيا تارة خلف شعارات جوفاء، وتارة خلف خطاب مبهم لا يحمل إلا ارتباكا وعريا سياسيا وأخلاقيا.

– وتكمن المعضلة التي تواجه “صمود” اليوم،وهم أكثر الناس دراية بها لا في كيفية استعادة موقعها داخل المشهد السياسي، بل في الاجابة على السؤال المهم : كيف يمكن للشعب السوداني أن يقبل بكيان كان عرابا وشريكا في مشروع الخراب والدمار ؟.

– حتى لو امتلك قادته الشجاعة للاعتذار، و”اغتسلوا سبعا” من أدران التبعية والارتزاق، فإن جراح الخيانة السياسية لا تمحى بسهولة، ولا تداوى بالبيانات أو بالمناورات الإعلامية.

– اليوم يتحدثون عن “رؤية” لإنهاء الحرب، في وقت كانوا هم من سكب الزيت على نارها، وأشعل أوارها في رأس قيادة الدعم السريع.

– يتحدثون عن تسوية وقد تجاوزهم الزمن، وتجاوزهم قطار المواقف الوطنية، الذي انطلق دونهم نحو أفق تُرسم فيه معالم الدولة على أسس جديدة من الكرامة والسيادة.

▪️آخر الكلم ▪️

– تحالف “صمود” بات عنوانا لمأزق سياسي وأخلاقي، ومثالا صارخا على كيف يتحول الخطاب المعارض من أداة نصح وتصويب إلى منصة كره وتضليل.

– لقد حكم قادة صمود على أنفسهم بالعزلة حين انحازوا ضد الوطن، واختاروا الاصطفاف مع الميليشيا بدلا من الاصطفاف مع الشعب.

– وذاكرة الشعب السوداني التي لا يخشاها الخرف لن تنسى من صنعوا الأزمات واختاروا المواقف الخاطئة في اللحظات المصيرية..ووعي الشعب السوداني لن يقبل التعايش مع من داس على كرامته وقيمه واخلاقه بالمواقف والأفعال المكروهة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى