صورة تدمي القلوب.. بينما العالم في سبات عميق
صورة تدمي القلوب.. بينما العالم في سبات عميق | صمت العالم في حضرة الوفاء ..في زاوية من رماد الحياة، يئن رضيع بين الأنقاض، لا يعرف سوى لغة الألم . يبكي دون أن يدرك لماذا تحاصره القسوة، فجأة يدا لم تكن من بشر تربت على رأسه، وتمسح دمعه بحنو يخجل الإنسانية.
كلب لا يملك سوى قلبه، وضع جناح الحماية فوق الرضيع ،كأنه يقول: “حين تتعرى النفوس، نحن نكسو العالم بالوفاء.”
يا لهذا التناقض! رضيع لم يجد سوى حيوان يمنحه دفء الحياة، بينما في مكان آخر، تتصارع الوحوش البشرية، ينهش بعضهم بعضا بلا رحمة، يبيعون الولاء و يتقاسمون الجراح كما لو أنها وليمة دون أن ترتعش ضمائرهم.
هل كات تلك الأنقاض سببا لتكشف عورة النفوس؟
أم أن هذا الكلب علمنا ما عجزت عن نقله كل كتب الأخلاق؟
حين يتلون العالم بالخيانة، يبقى الوفاء خالدا لا يهزمه لا سلاح ولا قوه، و يتجسد بطريقة لا نتوقعها، ليعيد للإنسانية ملامحها التي ضاعت بين أنياب الطمع.