علي عسكوري يكتب: جرائم تقدم.
علي عسكوري يكتب: جرائم تقدم. | في مرحلة ما عند بداية الحرب ساد اعتقاد واسع ان جماعة تقدم والمليشيا (ينسقان) ببنهما فقط، لكن سرعان ما بداء الترابط الوثيق والتراتيبية السياسية والقيادية بينهما تتكشف بعد توقيع وثيقة اديس ابابا في يناير الماضي.
ما عرف من ادبيات حركات التمرد حول العالم ان الجناح العسكري يخضع تماما للقيادة السياسية للحركة، ويستخدم العمل العسكري للضغط السياسي لبلوغ الاهداف المحددة مسبقا. بمعنى آخر يأتمر الجناح العسكرى ويخض كلية لاوامر القيادة السياسية التى توظف عملياته على الارض لتحقيق مكاسب واهداف سياسية خططت لها مسبقا.
قبل مذابح قرية السريحة و القري الاخري في الجزيرة نهضت جماعة تقدم في حملة واسعة لاستصدار قرار من مجلس الامن لارسال قوات اممية تحت دعاوي “حماية المدنيبن”. كانت تلك الحملة تتطلب افعال اجرامية خطيرة واسعة النطاق على الارض لتقدمها تقدم كبينة لمجلس الامن لتبرير مطالبتها لارسال قوات اممية.
بناء على ذلك، تم توجيه الجناح العسكري بارتكاب تلك الجرائم لتحقيق الهدف المعلن. وبالفعل ارتكب جناحهم العسكرى من الجرائم والمذابح ما يندى له الجبين!
رئيس تقدم هو عبد الله حمدوك وليس هنالك ادني شك ان الجناح العسكرى لتقدم يخضع كلية له ولتوجيهاته. حمدوك ومن حوله من قيادات تقدم هم من يضعون الاهداف السياسية للحرب، ولذلك هم المسؤلون الاساسيون عن افعال جناحهم العسكري وجرائمه على الارض.
كل الدماء والارواح البريئة التى سفكت في هذه الحرب يسأل عنها اولا حمدوك وحواريه فهم الفاعلين الاساسيين، اما الاوباش الذين يقتلون الابرياء فهم (عبد المأمور) لا اكثر.
ما يمكن ملاحظته في هذه الحرب، هو تمسك حمدوك باستماتة شديدة بموقعه في قيادة تقدم وصمته المطبق عن جرائم جناحه العسكرى وتركيزه على التدخل الدولى وعدم حديثه اطلاقا عن اى مبادرة تجمع السودانيين وتجاهله الكامل لاتفاق جدة! وكما يقول اساطين الدبلوماسية، ” المشكلة ليست فيما يقال، بل فيما لا يقال”!
افترضت تقدم ان ارتكاب جرائم واسعة النطاق في قري الجزيرة سيكون كافيا لحمل مجلس الامن على تمرير قرار بإرسال قوات اممية لحماية المدنيين، ورفعت سقف توقعاتها، ولاكمال خطتها المعدة مسبقا تمت دعوة حمدوك لي (تشاتم هاوس) في لندن، لالقاء محاضرة بعد صدور قرار مجلس الامن يوضح فيه خطته لتدخل تلك القوى وتفاصيل تكوينها وموقف الجيش منها الخ…
تحديد تاريخ المحاضرة وزيارة حمدوك للندن لم يكن خبط عشواء، انما كان عملا دقيقا مرتبا كجزء من خطة كان قد جرى ترتيبها باجتماعات تمت في جنوب افريقيا حضرها موسي فكى و اعلن فيها استعداد الاتحاد الافريقي لارسال قوات لحماية المدنيين.
يجب ملاحظة ان الاتحاد الافريقي وايقاد لم يدينا مذابح تقدم في قري الجزيرة. هذا الموقف يكشف حجم التآمر الذي تمارسه هاتين المنظمتين على بلادنا.
لقد بح صوتنا في المطالبة بانسحاب بلادنا منهما، وسأظل اتمسك وانادى بضرورة الانسحاب، احتراما لشعبنا ولسيادتنا. لقد اثبتت الوقائع العديدة ان المنظمتين يشكلان جزء اساسي في التآمر على بلادنا، لماذا اذن الاستمرار في عضويتهما! ليذهبا الى الجحيم،
لقد عانى شعبنا وبلادنا من مواقفهما وقياداتهما المرتشية! لكل ذلك، يجب ان تنهض وزارة الخارجية بدورها في الدفاع عن سيادة البلاد فيما يتعلق بعضويتنا في منظمات عملية اصبحت مطية للامبريالية تمطيها وقت ما تشاء. !
ان الوقائع العديدة تؤكد ان تقدم بمليشيتها اصبحت اداة طيعة عند القوى الخارجية توظفها لقتل السودانيين الابرياء وتدمير حياتهم من اجل وضع بلادنا تحت الوصايا الدولية وتنصيب قادة تقدم كحكومة تدار بالريموت لتحقيق اهداف الامبريالية في نهب موارد بلادنا.
ظاهرة حمدوك وحوارية ليست الاولي في العمالة للاجنبي ولن تكون الاخيرة، الحسم واعمال القانون بصرامة دون مساومات وترضيات وحده كفيل بوضع حد نهائي لهؤلاء الخونة. ولذلك يجب تجريم كل من يجتمع بهم او يتواصل معهم. كل ارواح ودماء الابرياء التى سفكوها تستوجب القصاص، لذلك يجب الا يكون هنالك تهاون معهم.
بعد كل هذه الدماء التى سفكت والمعاناة التى تفوق الوصف يجب الا نتهاون في حماية بلادنا، فمن خان وباع ضميره مرة، يمكن ان يفعل ذلك مرات ومرات!
الراجح عندى بعد فشل خطة تقدم في الحصول على قرار من مجلس الامن سيلجأون الى خطة التقسيم ولذلك ستعاد المحاولات للسيطرة على الفاشر لفصل دارفور وسيستهدف شرق السودان.
لن تنه هذه المؤامرة على بلادنا الا بمضاعفة التضحيات وشحذ العزيمة واعلاء قيمة الوطن و تشكيل حكومة انتقالية لتنفيذ خطة واضحة متفق عليها لتنهض بالعمل السياسي والدبلوماسي و الخدمات وتحضير البلاد لاعادة الاعمار.
هذه الارض لنا