عمر عبد التام وأب شنب وأدب الإجابات المسكتة.. حسين خوجلي يكتب.
عمر عبد التام وأب شنب وأدب الإجابات المسكتة.. حسين خوجلي يكتب. | كنت من المحظوظين اذ عمل معي في ألوان بالتعاقد الوظيفي أو بالتعاون مجموعة من قدامى الصحفيين. وفي الحقيقة لقد كانوا بمواهبهم المعتقة وتجاربهم العميقة كليات اعلام متحركة.
وقد أفادوا شباب الصحفيين الذين عملوا بألوان منذ منتصف الثمانينات حتى النكبة الأخيرة، بل أفادوا طاقم اذاعة المساء وقناة أمدرمان الفضائية فقد كانوا بجانب انتاجهم وأدائهم الصحفي المتميز شهوداً على العصر وعلى طليعتهم إن لم تخني الذاكرة:
الاساتذة “عبد الله عبيد ومحمود ابو العزايم والريفي ومحمد صالح يعقوب عبد القادر عباس (تمساح الكدرو) ومحمود ادريس وحسن مختار وذو النون بشرى وميرغني اب شنب وعمر أحمد الحاج وموسى يعقوب ونعمان على الله صديق احمد يوسف ورحمي سليمان والقائمة تطول” .
وقد آليت على نفسي باصدار مجموعة هي حصاد ذكرياتي في الصحافة والإذاعة والتلفزيون والسياسة وأخبار الناس والحياة في هذه البلاد الطويلة القامة الحافية القدمين تحت مسمى موسوعة ألوان في النوادر والحكايات والبيان وقد خصصت في أحد أبوابه صفحات لهذه النوارس الراحلة.
ولقد كانت السمة التي تجمعهم بلا تمييز فضيلة البساطة والزهد والذكاء وفن الاعتراف واحتمال الآخر وخلو القلب والعقل من الضغائن والشحناء. لقد كان الخلاف بينهم لا يخرج عن دائرة المعاتبة والنقد الابيض المجنح.
سألت يوماً الصحفي الراحل المشاغب صاحب المعارك التي لا تهدأ ميرغني أبو شنب ماهو أقسى مقال كان رداً على ما تكتب من انتقادات لاذعة؟
ضحك طويلاً ثم قال: كنت أعمل تحت قيادة الأستاذ الهامس المهذب عمر عبد التام في صحيفة الأيام وقد كان يومها رئيساً للقسم الرياضي وفي إحدى غضباتي وجنوحي غير المبرر، كتبت مقالاً لاذعاً ضد الرجل حين غادر بعد فترة وأخلى لي مقعد رئيس القسم الرياضي، كتيت مقالاً بعنوان ماذا قدم عمر بعد التام للرياضة في السودان؟
وقد فجعني الرجل بمقالة قارصة لم تزد على سطرٍ واحد وترك باقي العمود أبيضاً ناصعاً “قدم عمر عبد التام للرياضة السودانية ميرغني أب شنب” وكان السطر الأشهر في تاريخ الصحافة الرياضية.
فصار رده حديث المجالس ومجتمع الرياضة ولم استطع اجابة له أو تعليقاً عليه بل ذهبت إليه في منزله معتذراً.
وقبل أن يغادر أب شنب إلى حكاية أخرى ماتعة قلت له: يا ميرغني هذه تسمى في كتب النثر العربي بالإجابات المسكتة، ولأن الشئ بالشئ يذكر، والسودانيون مولعون بأنس الرياضة والفن والسياسة فإني أدعو القارئ لهذه الأسطر على طريقة سؤال أبو شنب وإجابة عمر عبد التام رحمهما الله أن يجيبوا بسطر مسكت على السؤال التالي.
ترى ماذا قدمت ١٧ نوفمبر للسودان؟ وماذا قدمت ٢١ إكتوبر للسودانيين؟ وماذا قدمت الديمقراطيات الثلاث للناس؟ وماذا قدمت ٢٥ مايو للوطن؟ وماذا قدمت ١٩ يوليو للأحداث؟ وماذا قدمت ٦ أبريل للجماهير؟ وماذا قدمت الانقاذ للشعب؟ وماذا قدمت ديسمير للتاريخ؟
أرسلوا إجاباتكم أنى شئتم وعلى البريد الذي ترغبون فالمواقع والمنصات على “قفا من يشيل”