مجتمع

في مجتمعنا رجال يهجرون زوجاتهم بسبب إنجابهن البنات

الخرطوم _ زحل نيوز

في مجتمعنا رجال يهجرون زوجاتهم بسبب إنجابهن البنات

يحكى عن أعرابي تزوج امرأة تنجب البنات فقط. وحين أنجبت البنت العاشرة غضب منها وهجر منزلها وتزوج عليها. وذات يوم رأته ذاهباً إلى زوجته الجديدة فأخذت تهدهد وليدتها الرضيعة وهي تقول: (ما بال أبي حمزة لا يأتينا .. ويأتي البيت الذي يلينا.. أغضبان أننا لا نلد البنين.. والله إن هذا ما بأيدينا.. فنحن كالأرض لزارعينا.. ننبت ما قد زرع فينا)

فئة نشاز:

ما نسمعه من القصص والحكايات في مجتمعنا عن مقت بعض الرجال وتشاؤمهم من كثرة البنات، وإن كانوا شواذ من القاعدة إلا أنه يعبر عن وجود فئة وإن قلت وما زالت لا تعي معنى الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره،.

ما زالت هذه الفئة النشاز تمارس فوضويتها وتسخطها من قضاء الله وتبرمها من إرادته، وما زالت تصر على إلحاق الأذية والضرر بمن أوصانا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهن وحسن رعايتهن وهي المرأة والذرية.

 

مسئولية الرجل:

مما هو معروف ان مسؤولية الرجل عن إنجاب جنس واحد فقط قد تتحول إلى عادة وراثية تحملها العائلات عبر الأجيال (من جهة الذكور فقط)؛ فجميعنا عرف أو سمع عن أسر لا يولد فيها غير الذكور أو الإناث مصداقاً لقوله تعالى {يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور}.

ولكن لسبب غير مفهوم يحدث في بعض العائلات ان يمتد هذا «التخصص» عبر أجيال طويلة فلا تحدث فيها غير ولادات لجنس واحد فقط – ذكور في الغالب

 

حكاية السلطان:

يقال ان السلطان العثماني مصطفى الرابع عشر كان يملك أربع زوجات. ويبدل زوجاته على راس كل شهر ما أتاح له انجاب 582 ولداً في وقت قياسي (جميعهم من الذكور) وبقدر ما بدل من زوجات وبقدر ما استورد من جوار ظل ينجب الذكور طوال فترة حكمه التي استمرت سبعة عشر عاماً..

وكان يقول دائماً «أنا مستعد للتنازل عن عرشي مقابل إنجاب فتاة واحدة» ولكنه مات قبل ان يحقق هذه الأمنية ، فهذه الحالة جديرة بأن يستشهد بها الأطباء كدليل على مسؤولية الزوج لا الزوجة في تحديد جنس الجنين.

قصة واقعية:

قصة متداولة في احدى ولايات السودان كان رجل متزوجا من ابنة عمه التي انجبت له أربع بنات وقبل ان تنجب الرابعة قال لها ان جاءت بنت ساتزوج ثانية لتنجب لي الذكور،.

فتزوج الثانية اول ما انجبت له بنتين تؤام .ثم حبلت للمرة الثانية فانحبت تؤام بنتين .وفي الثالثة انجبت بنتا واحدة فاصبحن خمس بنات ومع بنات الزوجة الاولى صرن تسع بنات ,فطلق الزوجتين وزهد في موضوع الزواج حتى الان.

 

جاهلية ثانية:

تقول الباحثة الاجتماعية نهلة حسن بشير إن هذه الفئة من الرجال الذين يمقتون البنات هم بحاجة إلى استشعار معاني الرحمة والإحسان للغير ، واضافت: حسب الاطباء ان المرأة لا دخل لها في جنس المولود ولا حيلة لها فيه، فهي تحمله في بطنها كرها وتضعه كرها،

وهي في هذه اللحظات بحاجة ماسة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام والتلطف وتثمين جهدها، لا أن تقابل بالتذمر مما لا علاقة لها به.فهل نسمح لأنفسنا الأمارة بالسوء أن تقودنا لجاهلية ثانية؟ فمن لنا عند الكبر والهرم والمرض غير زوجاتنا وبناتنا. وقالت العقل لايتصوروجود بعض الرواسب الجاهلية في عقول بعض الآباء من كراهية إنجاب البنات،

 

مآثر ومواقف:

كثير من الروايات يتناقلها الناس عن بعض المآثر والمواقف الحميدة المشرفة لبنات ، مما سطره الرواة، قصة ذكر فيها: «أن رجلاً من البادية تزوج من ابنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذكور ولكن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى فحزن حزناً شديدا وقال صارخاً: يا ليلي الأسود يا ليلي الأسود؛ ثم إنه قاطع زوجته وأصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم ومرت السنين وكبر الأب و فقد بصره ،

وتزوج الأبناء وانشغلوا بحياتهم ونسوا أباهم، ‏كما أن ابنته تزوجت ولكنها لما سمعت ما حدث لأبيها سارعت للذهاب اليه واهتمت به كثيرا، فأحس براحة ولما اقتربت منه لتعطيه الدواء.

أمسكها من يدها وسألها: من أنت يا بنت الكرام؟فقالت والدموع تنهمر من عينها: أنا ليلك الأسود يا أبي!فعرف أنها ابنته وانفجر باكياً ورد عليها نادماً ومتأسفاً: سامحيني يا بنيتي ليت الليالي كلها سود.

طرائف الرجال:

ومن طرائف ما يُروى.. أن رجلاً رزقه الله الكثير من البنات وعندما رُزق بمولودته الخامسة أو السادسة سمّاها (ختام) ثم رزقه الله بالتي تليها فسماها (تمام) ثم رزقه الله بالتي تليها فسمّاها (كفى) ثم رزقه الله ببنت أيضاً فسمّاها ((حيص بيص).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى