قاعدة العديد الجوية في قطر..ماذا تعرف عنها

متابعات _ زحل نيوز
في قلب الصحراء القطرية وعلى بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة الدوحة، تقع واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، بل وأكثرها تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط: قاعدة العديد الجوية، المعروفة عالميًا باسم Al Udeid Air Base.
النشأة والتأسيس
بدأت قصة القاعدة في منتصف تسعينات القرن الماضي، حين قررت دولة قطر إنشاء منشأة عسكرية ضخمة بتمويل وطني كامل تجاوز مليار دولار. وكانت الحرب الخليجية الثانية قد أظهرت الحاجة إلى وجود بنية عسكرية استراتيجية حليفة للولايات المتحدة في المنطقة. دخلت القاعدة حيز التشغيل عام 1996،
لكنها تحولت إلى قلب العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث نقلت القوات الجوية الأمريكية مركز عملياتها الجوية من قاعدة الأمير سلطان بالسعودية إلى العديد.
محتوى القاعدة وأهم الوحدات
تضم القاعدة اليوم أكثر من 10,000 جندي أمريكي، إضافة إلى قوات من بريطانيا وأستراليا وفرنسا.
وتحتوي على:
• ممر طيران عملاق بطول 12 ألف قدم، قادر على استقبال طائرات ضخمة كقاذفات B-52.
• مركز القيادة الجوية المشتركة (CAOC) لإدارة العمليات الجوية في 20 دولة.
• وحدات استخباراتية، وطائرات بدون طيار، وأنظمة مراقبة وسيطرة.
كما تُعد القاعدة مقرًا لقيادة العمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط (AFCENT)، وتلعب دورًا محوريًا في مهام التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وعمليات أفغانستان، والاستجابة للطوارئ في الخليج العربي.
توسعة استراتيجية
في عام 2018، أعلنت قطر عن خطة توسعة كبرى لقاعدة العديد، تضمنت بناء مساكن دائمة للجنود، وتحديث البنية التحتية الأمنية والتكنولوجية، وإنشاء مقرات متقدمة للقيادة والسيطرة. الخطوة عززت من أهمية القاعدة وعمّقت التفاهم الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن.
قاعدة نفوذ أمريكي وتوازن قطري
رغم كونها قاعدة أمريكية بامتياز، ظلت قاعدة العديد رمزًا لاستراتيجية قطر المتوازنة. فهي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع إيران، وتلعب أدوارًا تفاوضية في قضايا إقليمية، مثل مفاوضات طالبان وأزمات غزة واليمن. القاعدة وفّرت غطاءً أمنيًا صلبًا لدولة قطر، خاصة خلال أزمة الحصار الخليجي في 2017.
دلالات وتأثيرات
وجود القاعدة يشكّل عامل ردع إقليمي لأي تهديدات تطال المصالح الأمريكية أو القطرية. كما أنها أداة استراتيجية لواشنطن في مراقبة التحركات الإيرانية، والتدخل السريع عند أي تصعيد عسكري في المنطقة.
في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن قاعدة العديد تمثل ورقة تفاوض قوية بيد قطر، تعزز من مكانتها في الملفات الإقليمية، وتمنحها ثقلاً سياسيًا في دوائر صنع القرار الدولي.
قاعدة العديد الجوية ليست مجرد منشأة عسكرية، بل منصة استراتيجية تُمثل تحالفًا معقّدًا ومتعدد الأبعاد. في ظل عالم تتغير فيه التحالفات وتتسارع فيه النزاعات، تظل العديد أحد الأعمدة الثابتة في المشهد الأمني والسياسي في الشرق الأوسط.
المصدر/ وكالات