
صفوة القول ..بابكر يحيى:كتائب المجاهدين ، ملامح الوطنية والسياسة والزهد ..!!
⭕️صفوة القول
حينما بدأ الجنجويد حربهم على الدولة والشعب في ١٥ أبريل من العام ٢٠٢٣ وكان حميدتي يتحدث للقنوات عن تسليم البرهان لنفسه أو إلقاء القبض عليه مختبئا في داخل البيدروم ؛ وكان القحاته ومن معهم من المرجفين ينتظرون ذلك بكل يقين ،وكان الجنجويد قد أطبقوا حصارهم التام على كل مقرات الجيش في العاصمة الخرطوم .
وبلغت القلوب الحناحر حينها لم يجد الناس غير كتائب المجاهدين لنصرة الجيش والوطن ولنجدة شعبه من بطش وقهر المليشيا فقد هب المجاهدون زرافاتا ووحدانا وما يزالوا يقاتلون دون من ولا أذى فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا..!!
انضم المجاهدون أفرادا ذهب كل واحد منهم لأقرب معسكر جيش إليه جغرافياً ، بعضهم جاء من الولايات البعيدة والبعض الآخر جاء من خارج السودان تاركا من خلفه (الدولارات والريالات والدراهم ) وأصبحوا جميعا (مشروع شهداء ) ينتظرون الموت قبل الحياة ؛ (فموتهم شهادة وحياتهم نصر ) .
فالجنجويد وعصابات قارة أفريقيا كانوا يحيطون بكل مكان إحاطة السوار بالمعصم وكانت لهم آلة عسكرية عملاقة وكان لهم جيشا عرمرما فلو أنهم استقبلوا به واشنطن لأزالوها من الوجود..!!
في هذا الواقع المكفهر بؤسا وشقاء انضم المجاهدون للمعركة ، جاءت كتيبة البرق الخاطف وجاء البراؤون وجاءت كتيبة الفرقان وجاءت كتيبة سجيل وجاءت بقية الكتائب ، وكان هؤلاء الشباب لا يحملون معهم إلا اليقين ، اليقين بأن (الله ناصرنا ولا ناصر لهم ، الله مولانا ولا مولى لهم) ، وكان حقا على الله نصر المؤمنين..!!
لا أدر لماذا يريد بعض الناس التنكر والجحود للمجاهدين بعد كل هذه التضحيات؟ لا أدر لماذا يتناسى الناس ذلك الواقع الذي أتوا فيه في الأيام والأشهر الأولى للحرب ؟ لماذا يتجاهل بعض الناس تضحيات من جعلنا نعيش في عزة.وكبرياء ؟ .
لماذا لا يسأل الناس أنفسهم كيف استطاع الجيش كسر شوكة الجنجويد والإمارات وكل غرب أفريقيا وبمن ؟ لماذا لا يتعظ الناس من مصيبة الجحود والنكران والظلم ؟ ألا يعلم هؤلاء أن الجحود هو سبب هذه الحرب ؟ لماذا يقدّم هؤلاء معركة السياسة على معركة الوطن ؟ وأمر الدنيا على الدين ؟!
هناك من يريد من المجاهدين أن يقاتلوا ويقدموا مالديهم من تضحيات ودماء (بلا عنوان ، بلا هوية بلا رأي بلا أي شيء ) !! فيما يقبل هؤلاء كل شيء من المشتركة ومن درع البطانه ومن بعض الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعة غاضبون .. !!
فهؤلاء لا يعلمون حجم وعدد كتائب المجاهدين التي تقاتل الى جانب الجيش في هذه المعركة ؛ لا يعلم هؤلاء حتى أسماء الكتائب وأسماء أمرائها الذين يعملون بصمت وزهد حتى أمام كاميرات هواتفهم الخاصة فلم يوثقوا ليومياتهم وبطولاتهم وهم في أرض المعركة ..!!
لا يعرف الناس أمير المجاهدين قيس قضل ولا ابن عمر عبدالرحمن أمير كتيبة البرق الخاطف ، ولا الطيب الطريفي ولا غير ذلك من الأسماء الكبيرة المعروفة في مسارح الوغى فهم نجوم وسط المقاتلين لما لهم من كسب وتضحيات لكنهم زاهدون ، نعم زاهدون في كل شيء ، فكانوا وما زالوا شموسا تضيء دياجير هذا الوطن الأسمر بنور الحق الساطع وتملأ طرقاته عزا وكبرياء..!!
صفوة القول
سينصرف المجاهدون بعد الفراغ من هذه المعركة لأعمالهم ومهامهم الخاصة ، ولن يكونوا عقبة أمام التحول المنشود أو أمام أحد فهم لم يأتوا بحثا عن مكاسب سياسية أو حزبية ، ولم يكن أحد منهم يتوقع أن يمسي إذا أصبح ويصبح إذا أمسى ؛
نعم هم زاهدون في كل عروض الدنيا وهذا نابع من ( ذاتيّتهم) وليس من حق أحد أن يفرض عليهم المعاش في الفعل السياسي (إذا رغبوا ) ، وهذا من باب الحريات ؛ وليس كرما أو تفضلا من أحد ، وعليه فليطمئن كل من يتخوف من الإجابة على سؤال اليوم التالي للحرب أن كتائب المجاهدين لن تؤثر في المشهد إلا بتغييب المليشيا وأعوانها عنه ؛ أقول وأعني ما أقول .. والله المستعان .