من زمن مستني عودة قلبي راحل منذ ان بارحنا توأم الروح شقيقي (مدثر علي) ذات صباحية مترعة بالاحزان وطوق الاسية يلتف حول العنق ويكاد يكتم الانفاس.. ويزهق الروح… ولكن لكل اجل كتاب فلا حزن ولا اسي غامر يعصف بعمر الانسان… انها المنية التي نعد لها المشربية والعوالي… وتقتلنا المنية بلا قتال.
هي احزان وجراح كنا نحسب انها غافيات…وان قديم الجرح يغري بالتناسي لكن كل ذلك لمع سراب وبعض البروق لمعها خلب وخداع.
القدر والحتف المحتوم ايقظ الجراح التي كنا نحسب انها غافيات… وانفتح باب الحزن الساكن فينا ليل نهار علي مصراعيه من جرا ما يفتك ببلادنا… تتمدد الاحزان والاسية تمسك بتلابيبنا ولا نقول الا مايرضي الله انا لله وانا اليه راجعون… والبقاء لله الحي القيوم.
يرتقي اليوم الي عليين باذن واحد احد ابننا الحبيب (احمد) ابن شقيقنا (مدثر علي) فلذة كبد ابيه الراحل ورمانة فؤاده باعتباره اصغر اشقائه وشقيقاته وفي ربيعه الثالث عشر وهو في رحلة عذاب مجهولة المصير هربا من الجحيم الي ام الدنيا مصرفي معية كثر ليدخلوها امنين ولكن المنون كانت متربصة تاهت الرحلة في الصحراء وامسك القدر المحتوم بانفاس ضحايا كثر وفيهم فقيدنا… ولا نقول الا مايرضي الله تعالي… انا لله وانا اليه راجعون…
رحيل ابننا احمد في ظروف مأساوية بالغة الصعوبة والتعقيد يمزق القلب وخنجر الفجيعة يسافر بين الضلوع والحنايا… ويبقي اليقين والتسليم بقضاء الله وقدره ومشئته الغالبة… وقلبي عند امه واشقائه وكل اهله المكلومين كلهم (نهاد ومصطفي وصلاح وابرار وعبد الله)
قلبي عند وطني الذي هو فوق كل المقامات السامية وتعازي حارة الي كل اسر ضحايا هذا التوهان في الصحراء والذين فاق عددهم الخمسون ضحية.
الي متي يستمر هذا النزيف وزهق الارواح… ومن لم يمت بالسيف مات بغيره… وعند الله تجتمع الخصوم.
الحمد لله علي مااراد… ولله الحمد فيما اعطي واخذ… وصبرا جميلا وطني الحبييب… وشكرا جميلا لكل من واسي وعزا ووصل اوهاتف واتصل ولا يريكم الله مكروها في عزيز لديكم.
بوركتم وبورك غواليكم في حفظ الله.
الحمد لله رب العالمين.