ثقافية

لمقاومة نسيان جمهورهم، مبدعون ومثقفون ماذا يفعلون

متابعات | زحل نيوز

لمقاومة نسيان جمهورهم، مبدعون ومثقفون ماذا يفعلون

لمقاومة نسيان جمهورهم، مبدعون ومثقفون ماذا يفعلون | على غير المعروف عنهم في الماضي، أصبح كثير من المبدعين والمثقفين ينثرون ابداعهم على وسائل التواصل الاجتماعي وهم الذين كانوا في يتواصلون مع جمهورهم في المنتديات والندوات الثقافي. ولكن في ظل التكنولوجيا ظلوا على المنصات تويتر .فيسبوك . انستغرام وعلى اليوتيوب وغيرها من المواقع كأنهم يقولون لجمهورهم نحن حاضرون .

لمقاومة نسيان جمهورهم، مبدعون ومثقفون ماذا يفعلون

انهم يخشون الغياب وان ينساهم جمهورهم، الواقع يقول ان الحضور المكثف للمثقفين في وسائل التواصل هو مسايرة من هؤلاء المثقفين لوسائل التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها بقوة بوصفها الآن من أكثر أنواع التواصل أثراً وتأثيراً.

(1)

لا شك ان حضور المثقف والمبدع في وسائل التواصل أحد أنواع الحضور في الحياة العامة ٫ وهذا هو شأن الأغلبية من المثقفين. لان المثقف أصبح نجماً جماهيراً، فهو في حقيقة الأمر لم يصل إلا إلى دائرة أكبر قليلاً من دائرة النخبة ا التي هو فيها وذهب الأكاديمي الدكتور زاهر السيد إلى أن علينا في البداية تحديد حضور المثقف في وسائل التواصل، هل هو حضور إعلامي أم حضور ثقافي،.

وإذا كان حاضراً بكتاباته الثقافية، فعلينا أيضا تحديد نوع الكتابة وما تشي به من دلالات. وأضاف: عموما يبقى شعور المثقف بالقلق طبيعياً مقارنة بغيره، فهو يستشعر أكثر من غيره أنواعاً من القلق ربما تكون رافدة لثقافته وإبداعه، .

بل إن بعضهم يرى في وسائل التواصل تأكيداً للعزلة والانزواء أكثر من وسائل غيرها، نظراً لطبيعة الكتابة والنشر في هذه المنصات التي لا تسمح للذاكرة بأن تحملها لمديات زمنية بعيدة، فيكون حضوره في وسائل التواصل ليس لجوءاً بل نفياً للجوء، ونقداً لطبيعتها المؤقتة التي جعلت من الإنسانية أشياء للعرض والاستهلاك

(2)

الكاتبة نجاة ادريس قالت :ان حضور المثقف أو الأديب في وسائل التواصل مقاومة للنسيان بقدر ما أنه فضاء مفتوح في غياب الفضاءات التي كان يكتب فيها سابقاً، والدليل غياب بعض المثقفين وعدم حضورهم الفاعل في مثل هذه المنصات إلا أن هناك عدداً من المثقفين فتحت له وسائل التواصل فرصة للحضور أكثر ولقاء جمهور أوسع، .

ربما ليس هو ذات الجمهور الذي كان في السابق، بل جمهور مباشر يستطيع معه التفاعل حتى لو بأيقونة إعجاب جاهزة فضلاً أنها فتحت أطراً ثقافية خارج بلادنا. وأضافت لا أعرف عن نوايا بعضهم الذي ربما كانت فكرة الحضور مقابل الغياب هي المحرك الأساس،.

إلا أن هذا الأمر سيكون مكشوفاً من خلال ما يمكن أن يطرحه الأديب أو المثقف، إذ إن بعضهم انكشف وعيه المحدود أمام الجمهور الجديد لذلك، وعدّ فكرة الاعتماد على الحضور كي لا ينسى

(3)

هناك من يقول ان «فكرة» حضور المثقفين والمبدعين على منصات التواصل الاجتماعي ليست ذات قيمة لأنه سيكون أمام حالة من اللحظية السريعة في وسائل التواصل، فإن لم تقدم ما يستحق فإنك في الأساس ستُنسى سريعاً سواء بقيت أو اختفيت .

وآخرون قالوا ان هناك أدباء كانوا ضمن إطار النخبة فيما سبق وجماهبريتهم كانت محدودة بعدد من النقاد الذين يعرفهم، إلا أنهم مع وسائل التواصل استطاعوا أن يصلوا إلى جمهور أوسع وبعضهم أصبح نجماً جماهيراً في حين اختفت نجومية بعضهم الآخر لأن تلك النجومية كانت وفق أساليب قديمة ربما لا تتناسب مع الوضع الجديد في وسائل التواصل الحديثة.

(4)

يرى البعض من النقاد أن تفاعل المثقفين العرب مع منصات التواصل الاجتماعي من الحسنات القيمة لتلك المنصات، سواء على مستوى تمديد وتوسيع نطاق من يتلقون النتاج الفكري لهؤلاء المثقفين، في مجالات متنوعة وفق اهتماماتهم المختلفة، أو على مستوى فتح فرص حقيقية أمام المثقفين أنفسهم للتفاعل مع الناس تفاعلاً مباشراً يكسر قيود النخبوية التي اتسمت بها وسائل الإعلام على مر السنين.

(5)

لاشك ان منصات التواصل الاجتماعي صورة من الواقع الكالذي نحياه، ولعلها أكثر واقعية وقرباً منه، مقارنة بالواقع الذي تقتطعه وسائل الإعلام أحياناً، و وتسلط الضوء عليه. وربما الخوف من انطفاء الأضواء أو من خفوت الشهرة، دفع المثقف «الحقيقي» للحضور والتفاعل مع الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي.

، كون صاحب الفكرة والمبدأ وصاحب الوعي يؤمن أن له دوراً في نشر ذلك، وفي توصيله للناس وفي مساعدتهم على استجلاء ما هو غامض، كما أنه مهموم بهم فلا يمكن أن يسد أذنيه ويغمض عينيه عن سيل النقاشات والموضوعات الحياتية التي تمتلئ بها تلك المنصات

(6)

حسابات على منصات التواصل الاجتماعي لكبار الأدباء والشعراء والفنانين والسياسيين والمفكرين، الذين غدا لهم جمهور من فئات عمرية شابة ربما لم يعرفوا عنهم إلا بعد ظهورهم على تلك المنصات كل وسيلة اتصال تمكّن المثقف الواعي أن يوظفها للوصول إلى جمهوره،.

إيمانا منه بقيمة أفكاره ودورها ومسؤوليته في تحسين فكر ووعي الناس، وتتيح الخروج من دائرة الاختيارات النخبوية الضيقة والمعدودة التي غذتها وسائل الإعلام سابقاً، ما يعزز نجاحها وقوة تأثيرها، خصوصاً مع الأخذ في الاعتبار تفاوت تلك المنصات حسب خصائصها وسماتها الاتصالية.

(7)

المثقف في وسائل التواصل وتفاعله أمر إيجابي ومهم، ويفترض أن المثقف كائن متجدد، وعدّ تفاعله مع الوسائل رافداً وداعماً لما يطرح وما يقرأ، وآلية للتعرف على نتاج كثير من المبدعين ومعرفة آرائهم حول عدد من القضايا ذات الأهمية، .

مما كان الاطلاع عليه في السابق محصوراً على ما ينقله الأصدقاء وما يتحاورون بشأنه في اللقاءات الأسبوعية أو عبر الملاحق والدوريات المتخصصة، وعدّ الوسائل معياراً دقيقاً لتقييم ما نقرأ، إن كان وفق نسق حواري ممنهج وصادق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى