مقالات

ما هو الاختلاف الذي حدث للمليشيا بين فترة الإنقاذ وخلال الفترة الانتقالية؟

د. محمد عثمان عوض الله

ما هو الاختلاف الذي حدث للمليشيا بين فترة الإنقاذ وخلال الفترة الانتقالية؟ | د. محمد عثمان عوض الله.

ما هو الاختلاف الذي حدث للمليشيا بين فترة الإنقاذ وخلال الفترة الانتقالية؟ | د. محمد عثمان عوض الله.

هذا السؤال مهم جدا. لماذا تستعين الدولة من حيث المبدأ بمليشيا خارج إطار الجيش النظامي، أو حتى ملحقة به؟ نذكر ملاحظتين:

1/ هذا السلوك موجود في معظم الدول، اذا ليس خاص بالسودان. اذا لابد أن هناك سببا مشتركا يجعل ممارسة نفس السلوك في أكثر من دولة.

2/ في السودان، تكرر هذا السلوك من قبل جميع الحكومات العسكرية و المنتخبة و الانتقالية. اذا لابد أن يكون هنالك سببا مشتركا بين هذه الحكومات يجعلها تكرر هذه التجربة.

هذا من حيث المبدأ ، نحترم عقول من سبقونا و لا ندعي أننا أكثر مبدئية منهم. و لابد أن نعمل العقل و نجد السبب الذي يجعلهم جميعا يضطرون لتكرار هذا السلوك الذي نستهجنه نحن الان؟.

ما هو الاختلاف الذي حدث للمليشيا بين فترة الإنقاذ وخلال الفترة الانتقالية؟

اذا تجاوزنا المبدأ  و نظرنا للممارسة والكيفية التي كانت تستعين بها كل الحكومات السودانية السابقة بالمليشيا. هنا يأتي الفرق. لأن الممارسة متعلقة بالضوابط و بالصلاحيات و نطاق المهام التي كانت توكلها هذه الحكومات الى المليشيا.

الإجابة أن كل حكومات السودان السابقة كانت ملتزمة بذات الصلاحيات ونطاق المهام الموكلة للمليشيا وهي المساعدة على ضبط التفلتات الأمنية بسبب التمرد وفقط.

عدا تجربة حكومة قحت التي أدخلت المليشيا في السياسة فمنحتها منصب نائب الرئيس و في ادارة اقتصاد الدولة فمنحتها منصب رئيس اللجنة الاقتصادية و لجنة المفاوضات و التوقيع على الدستور و مناقشة بنوده و التحكم في بنك السودان و النيابة و زرع كبار الموظفين في مفاصل الدولة و استقطاب الإدارة الأهلية و الصحفيين و الفنانين و شراء الأراضي … الخ.

ما هو الاختلاف الذي حدث للمليشيا بين فترة الإنقاذ وخلال الفترة الانتقالية؟

وكان رئيس وزراء قحت وكل وزراء حكومتها يشرفون حفلات تخريج الدفعات المتكررة من المجندين الجدد و المجنسين الجدد إلى أن تضخمت المليشيا. وكانت حكومة قحت نفسها تشن حرباً قاسية على الجيش و مقدراته وترفع راية تفكيكه، بينما تفتح الابواب لكل ممارسات المليشيا وتمنحها مشروعية الحكومة.

المليشيا في عهد قحت لم تعد مجرد مليشيا ملحقة بالجيش. انما صارت دولة داخل دولة تتنمر عليها و تشن الحرب لتبتلعها و تستبدلها بدولة المليشيا و بشعب المليشيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى