
جدول المحتويات
مشاهير في الميديا، أطفال.. عقد نفسية وحواجز مجتمعية
مشاهير في الميديا، أطفال.. عقد نفسية وحواجز مجتمعية
ظاهرة الأطفال مشاهير الميديا بدأت تنمو بسرعة شديدة جدا داخل الأسر في مجتمعنا السوداني ، وكانت الطفلة(عائشة) ذات الخمس سنوات قد اشتهرت قبل ثورة ديسمبر وهي تخاطب الرئيس السابق المشير عمر البشير ب(ليه العيشة ب مية يا البشير؟). وتابع الفيديو الذي ظهرت فيه الملايين من الداخل وخارج السودان.
وبعدها في اوقات متقطعة ظهرت الطفلة (روان) وهي ترقص كما الكبار ثم الطفل (اياد) وظهرت الطفلة(شفق) في الفترة الفائتة والتي تظهر في فيديوهات طول اليوم ووالدتها تقوم بتصويرها وعندما نصحت بعض النساء والدتها خصصت لهن (فيديو مباشر) للرد عليهن .وطلبت منهن عدم التدخل في شأنها .ما وجد ذلك استنكار واسع من اغلب رواد التواصل الاجتماعي الذين يعتقدون ان ذلك ليس صحيحا.
إستغلال الأهل:
في ظل تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي التي تزداد اتساعًا، بدأ الطفل يأخذ نصيبا من أثر هذه البرامج، واتَّجهت بعض الاسر لنشر المقاطع والصور لأطفالهم؛ وذلك لعرض مواهبهم في هذه المنصات، والبعض الآخر اتجه إلى استغلالهم في الترويج للإعلانات؛ فأصبح الطفل بالتدريج ضحية لاستغلال الأهل الذين باتوا مدمنين لهذه المقاطع وتاثيرها
كثير من السلبيات:
بعض الاسر قد تعلِّل ذلك بأنه مساهمة في تطوير مهارات طفلها وإكسابه الثقة بنفسه، إلا ان هناك من يرى الآثار السلبية التي يُمكن أن تنجم عن الشهرة التي يحققها الطفل، أي ان لهذا التطور والذي تأتي من وراءه شهرة القليل من الإيجابيات وفي المقابل الكثير من السلبيات. لان الطفل اذا انطفأت عنه الشهرة لأي سبب من الاسباب قد يدخل في حالة نفسية من الصعوبة ان يخرج منها، لأن نفسية الطفل ضعيفة ولا تتحمل مثل ما يتحمله الكبار .
البحث عن الشهرة:
وتقول الطبيبة وربة المنزل (هالة) إذا كان الدافع من الأهل البحث عن الشهرة لهم ولأبنائهم هنا نستطيع القول إنه وجب التوعية لاستغلال هذه الوسائل بشكل إيجابي، ولكن عندما ي8تحول الموضوع إلى استغلال الطفل لكسب الشهرة أو زيادة المتابعين هنا يأتي الخطأ الذي نتسبب به تجاه الأبناء، ونضعهم عرضة للتجريح من قبل المتابعين، ويصبح الطفل سلعة ومع مرور الأيام تختفي روح الطفولة الجميلة لديه وتصبح تصرفاته أكبر عن سنه.
مسئولية الاسرة:
واكدت الباحثة الاجتماعية دولت حسن أن الآباء هنا يتحملون مسؤولية هذا الأمر. مضيفة إن مسألة مشاهير الأطفال في النهاية هي تقليد لطفل حقق شهرة أو لإظهار أن طفلي يقوم بحركات أفضل من الآخر؛ فيصبح الأمر سباق من يقدم ويتنازل أكثر. مشيرة إلى أنه من الجميل أن نفرح بأبنائنا ونصورهم، ولكن لا يتحول الوضع إلى تجارة وتنافس لكسب المتابعين لأنَّ لكل عمر فرحته.
عقد وحواجز:
وتقول استاذة علم الاجتماع نهلة حسن استغلال الأطفال في أمر سلبي يؤثر على حياتهم بأكملها؛ فمنظور الشهرة سيكبر مع الطفل، وربما يسبب حواجز وعقد نفسية تبعده عن مجتمعه ، واشارت إلى أهمية توعية الأهالي بعدم استغلال أطفالهم في هذه المنصات، واكدت على أن الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي تولد مشاعر إيجابية قوية لدى الطفل، وقد لا يكون ذلك متناسباً مع المرحلة العمرية
ضغط نفسي:
وتابعت نهلة حديثها بقولها،يؤثر ذلك في إدراك الطفل لهذه الخبرة ومستوى استقلاليته أو تعلقه بتلك الشبكات والمتمثلة بتعليقات الإعجاب من قبل المتابعين، والجانب الآخر وهو الجانب السلبي حيث قد تؤدي شهرة الأطفال إلى حدوث ضغط نفسي على الطفل، سيما إذا تم استغلال تلك الشهرة من قبل ذوي أهل الطفل وهذا بالطبع يؤثر على استقراره النفسي، مشيرا إلى أن الشهرة من خلال برامج التواصل الاجتماعي تعرض الطفل لموقف تقييمي ومنافسة مرهقة من قبل الآخرين.
انتهاك الخصوصية:
ويقول الاستاذ التربوي عبد الرحمن محمد إن شهرة الأطفال قد تسبب سلبيات كثيرة، كالآثار النفسية من عدم إعطائه الحرية فيما يختاره أو يفضله، فيكون كل شيء مختار له بعناية.
ويشير إلى أنَّ الشهرة تزيد من حرص الطفل واهتمامه بمظهره وتمثيل أو تجسيد ذلك الدور الذي يتقمصه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما يؤثر عليه سلبا في المستقبل، و مضيفا إن شهرة الأطفال انتهاك لخصوصيته واقتحام عالم طفولي بتبعات ذلك الأمر عندما يكبر؛ حيث قد تتغير ميوله وأفكاره بعد ذلك عكس ما يقدمه أثناء الشهرة.