أخبار

ناج من سجون المليشيا: كان الجحيم تحت البدروم!

متابعات | زحل نيوز

ناج من سجون المليشيا: كان الجحيم تحت البدروم!

بعد ان تم القبض علي في ام ضوآ بان في ديسمبر 2024 تم ترحيلنا عبر دفار ونحن معصوبي العينان وقد ربطوا ايدينا بوثاق .

قادونا الى عمارة الهيكلية بالرياض ، وفيها عدد من الطوابق وادخلونا البدروم وفيه عدد 1600 معتقل .

عندما رأيتهم لاول مرة اغمي علي من هول الصدمة والمنظر والحالة التي هم فيها .

ناج من سجون المليشيا: كان الجحيم تحت البدروم!

كانوا عبارة عن اشباح او هم اقرب لمصاصي الدماء الذين يظهرون في افلام الرعب الامريكية .

هياكل عظمية تغطيها طبقة رقيقة من الجلد وشعر ملي بالصواب يتساقط القمل منه على الارض زحفا . رائحة اجساد نتنة وزفارة وطفح بولي و غائط يسيل على الارض التي يفترشونها .

البدروم على نتانته و الاشباح التي تسكنه كان الدخول إليه عبر بطاريات بايدي السجانين، فهو مظلم موحش كقبر انسان حجز له مقعده من النار .

 

عندما دخل السجان ليقذف بنا الى هذا القبر كان بيده سوط “عنج اصلي ” طلب من المسجونين الانبطاح على الارض على ظهورهم ، ومشي من فوقهم وهو يضرب بقوة اينما تقع الضربة في الراس ام في الظهر ام في الرجل .

كان كل مسجون يعرف اين مكانه في البدروم ، محدد لكل مسجون عدد ثلاثة من مربعات بلاط البدروم ينوم ويقوم ويقعد فيها ، لا يتجاوزها قد تزيد بموت من يموت او تنقص بالقبض على مزيد من الضحايا .

ناج من سجون المليشيا: كان الجحيم تحت البدروم!

المسجونين كانوا على اربعة اقسام ، جيش ، شرطة ، دعامة منفلتين ، مواطنين .

وجدت من قضى في المعتقل سنة ونصف ومن له سنة ومن له نصف سنة ومن له شهور .

الاكل كان عبارة عن دقيق يضاف اليه صمغ< لالوب> فقط ومرة واحدة في اليوم ،

لا ملح ولا زيت . اما الماء للشرب فقط فكان ما يعادل كبايتين شاي واذا حدث اي هجوم بمسيرات او طيران فلا ماء ولا طعام في ذلك اليوم .

قضيت شهرين ونصف لم اغسل وجهي بماء ، اما قضاء الحاجة فكان وسط ال1700 شخص في ركن قضي في البدروم تسيل حتى تكون بركة تنشف تحت اقدام واجساد المسجونين . كانت الجدران قذرة ، لا يخلو ملمتر منها من بقايا غائط مسحه احد الناس عليه .

لم نكن نعرف الزمن ولا نقدر ذلك الا بمسجد سخره الله لنا يصلنا صوت المؤذن فنعرف أن هذا وقت الصبح بالصلاة خير من النوم او الظهر او العصر اما المغرب والعشاء ففقد كان المسجد يجمع بينهما فنفقد الاحساس بعدها حتى ياتينا الصبح .

كنت استحي ان اصلي بقذارتي ونجاستي ولكني كنت اعلم أن الله لا ينظر إلا الى قلبي فاصلي ولا انقطع من الدعاء .

لا يخلو يوم من موت عشرات وياتون بمثلهم ، كان يتولى دفن الموتى احدث المساجين لان بهم بعض القوة . عندما جيء بنا اول يوم وجدنا 4 من الجثث مغطاة بملاية ، طلب منا ان ان نرفع الجثث في عربة ونركب ، وجدنا في ميدان بالرياض بوكلن يحفر فألقينا الجثث رميا في الحفرة مع ارجاع الملاية وتم ردم الحفرة بواسطة البوكلن .

وفي اليوم الثاني ايضا حملنا 7 من الجثث وألقينا بها في ذات المنطقة.

كان السجن جحيما ، فمتى فتح السجان باب البدروم لاي سبب تنهال علينا سياط الجلادين وتدوسنا ابواتهم .

كان المسجونين يتقاتلون من اجل لقمة العصيدة وجرعة اليومية التي تقدم لهم ، يتخطفونها كل يريدها لنفسه رغم السياط التى تنهال على بطونهم وظهورهم ووجوههم ، كانوا وحوشآ واشباحا لا تحس بألم السياط في سبيل لقمة او جرعة منعوها .

لم أكن اتصور ان انجو من هذا الجحيم ولا ان اعيش لاحكي هذا البلاء العظيم .

كان اطلاق المسجونين يتم حسب هوى السجان وبعد فترة من الفترات . كان مقدرا لي ان امكث في هذا الجحيم ما شاءالله ، حتى جاء احد القادة يريد اطلاق ابن عم له تم القبض عليه فطلب اطلاق سراح جميع الذين تم القبض عليهم خلال اخر ثلاثة أشهر فكنت احدهم .

تم اطلاق سراحنا بعد ان تم تحليفنا ب:-

١/ ألا نعاون الجيش

٢/ ألا نكون ضد الدعم السريع

٣/ أن ما سمعناه ورأيناه هنا نتركه هنا .

هذه المأسأة رواها لي صاحبها قبل صلاة الجمعة اليوم 20/ 6 / 2025

مصطفى عبدالرحيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى