مقالات

نون النسوة، فصيل متقدم في معركة الكرامة.

الرادار، إبراهيم عربي 

نون النسوة، فصيل متقدم في معركة الكرامة. | الرادار، إبراهيم عربي.

 

 

اكتب اليوم  عن نون النسوة إنحيازا لدور المرأة السودانية ونضالاتها في المجالات المختلفة وقد ظلت تحتفظ لها بدور مشرف فصيلا متقدما في معركة الكرامة مدنيا وعسكريا ولا ينكر دورها إلا مكابر ..!.

نون النسوة، فصيل متقدم في معركة الكرامة.

ظلت حواء السودان تقاتل مع أشقائها الرجال كتفا بكتف متقدمة الصفوف الأمامية في جبهات القتال المختلفة، وهي الأم والأخت والزوجة والإبنة ، تدفع بزوجها وفلذات أكبادها فرسانا في معركة الكرامة لأجل نصرة الوطن ..!.

وبالطبع لم يكن موقف حواء هذه من فراغ ، فقد إستهدفها حميدتي بتمرده بقوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023 ، إستهدف المرأة في زوجها وإبنها وبنتها وأسرتها وفي نفسها وحليها وزينتها قتلا ونهبا وإغتصابا وتشريدا وإنتهاكا لحرماتها إهانة للرجال وإذلالا لها لتباع بأبخس الأثمان في أسواق أفريقيا سبايا جاهلية عمياء ..!.

لا شك المشاهد كثيرة وصادمة ومؤسفة فكانت حواء السودان أولي ضحايا هذه المليشيا الإرهابية التي جاء بها حميدتي من عربان الشتات ، جماعات لا تعرف الإنسانية وبلا أخلاق فاقدة المروءة ولا تعرف الأمومة ،

فكانت حواء الضحية منذ لحظة إندلاع الحرب في الخرطوم و كردفان مرورا بمجزرة الجنية والتي تعتبر الأسوأ حيث راح ضحيتها (15) ألف من المدنيين ، إنتهاكات وحشية ، فظلت حواء تكابد العنت والمشقة للفرار من عدو لئيم لا ينظر في المرأة إلا لمفاتنها وزينتها لإشباع غريزته البهيمية ..!.

ولذلك إغتصبوها بوحشية إذلالا لها وحاولوا قتل أطفالها بصورة ممنهجة وهي تكابد لحماية أبناءها تدير ظهرها لسلاح المليشيا الإرهابية لينجو صغيرها، فاغتالوها وكانت تغطي صغيرها بجسدها النحيف لحمايته من صلف وغول وعنجهية هؤلاء التتار الجدد،

ولم يجد صغيرها الذي فقد أمه وهي جثة هامدة ، يبحث عن صدر حنون وثدي ليدر له لبنا وهو لا يدري ماحدث لأمه وقد فارقت الحياة شهيدة وهكذا حالها في أردمتا وفي كل بقعة بدارفور وولايات السودان بصورة عنصرية ممنهجة بهدف إحداث تغيير ديمغرافي ..!.

مع الأسف الشديد جاءت أحداث الجزيرة موغلة في الوحشية إنها مجازر إنسانية

تجاوزت (1200) قتيل بينهم أطفال ونساء وكبار السن في ود النورة وتمبول والسريحة وأزرق ولا زالت تتواصل إنتهاكاتها في الهلالية وغيرها كأسوأ الحالات الممنهجة لمليشيا الدعم السريع الإرهابية ، مما أدت لتشريد أكثر من (400) قرية،

جعلت المرأة تنزح في أسوأ حالاتها الإنسانية تكابد العنت والمشقة لتنجو بنفسها وأطفالها في أسوأ حالاتها ، وبكل أسف لم تجد إدانات كافية دولية ولا إقليمية ولا محلية ، وحتي من يدعون مناصرتها لم تجد منهم إلا إدانات خجولة وممجوجة ..!.

وبلا شك أمثال كريمتنا الدكتورة رزان كثر من ظللن يستضفن أهلهن بدار الغربة ، وقد ظللن يقدمن الكثير من المأوى والمال والزاد للثكالى والفارين من جحيم الحرب والكوارث والنوازل ، وكم حواء شدت إزارها لتشعل نار التكايا تقدم المأوي والزاد للنازحين

،فهي الأم والطبيبة والمعلمة وسيدة الأعمال والمزارع ، وهي الإعلامية والصحفية وهي الموظفة والوزيرة وهي الكنداكة ومهيرة ورابحة الكنانية ومندي بت السلطان ، هن السلطانات والميارم وهن الإدارة الأهلية وهن اليد العاملة تجود بما قسم الله لها من مال في سبيل إغاثة الملهوف والفارين من جحيم الحرب ، وتظل حواء هي قدح الضيفان وأم الشجعان ..!.

إلا أن حواء السودان لم تكتفي بدورها المدني فحسب بل شقت طريقها فصيلا متقدما في معركه الكرامة مشكلة عماد المقاومة الشعبية دفاعا عن الارض والعرض وتجلت تضحياتها كتفا بكتف مع أخوانها في ميدان معركة الكرامة (جيش واحد شعب واحد) ،

فكانت الكابتن سارة والميرم سارة إسماعيل (أيقونة المرأة الدارفورية) والمراسل الحربي آسيا الخليفة وبالطبع غيرهن كثر نموذجا واقعيا لمجاهدات حواء السودان وهن يحملن السلاح ويتقدمن الصفوف لإجل أن يكون الوطن وطنا في حرب وجودية إستهدفت السودان أرضا وشعبا ..!. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى