مقالات

هل يعلم أبناء المسيرية هذا؟!

كتبه / منصور الهادي

بعد هزئمة مليشيا دويلة الدعارة الإماراتية في جبل موية مرورا بالمصفاة ثم الجزيرة وتحرير ولاية الخرطوم وهزائم أخري مازالت مستمرة حتي الآن تغيرت وضعية المليشيا الهيكلية واختلفت تماما تركيبتها النفسية والمعنوية وتغير ولاء الجنود من الولاء للمليشيا الي الولاء للقبيلة..

كيف تبدل هذا الحال ؟!

*اقول ليك كيف..*

ركز معاي..

أبناء القبائل الذين يقاتلون تحت راية مليشيا دويلة الدعارة الإماراتية أيام وجودهم في ولاية الخرطوم والجزيرة ونهر النيل وولاية سنار والنيل الأبيض بعيدأ عن حواضنهم القبلية كانوا يقاتلون علي قلب رجل واحد فهم في جغرافيا لاتعنيهم قبليا وتحقق رغباتهم الخاصة مع وجود حواضنهم في مأمن بعيد من تأثيرات معركة الكرامة ..

*لكن*..

بعد تحرير الولايات أعلاه وانحسااااار المليشيا في غرب كردفان ودارفور تغير تماما وجدان المقاتل في صفوف المليشيا واصبحت التبعية للقبلية أولي عنده من التبعية لمليشيا دويلة الدعارة الإماراتية حيث جاء ذلك بعد أن دخلت ذهنه وقلبه اوهام جديدة ذكرتها قيادة المليشيا بغباء في حملة التحشيد القبلي فاثارت عند الجنود المخاوف تجاه الأهل والعشيرة فضجت المليشيا بالفوضي القبلية وبالتالي بدأت في التفكك الهيكلي وضاع قليل ما كان فيها من نظام وانضباط ..

*اشرح ليك اكتر*..

*عشان الشغلة تقع ليك* ..

بعد انحسار معركة الكرامة في غرب كردفان ودارفور بلاشك وصلت الحرب حواضن أبناء القبائل المنضمين لمليشيا دويلة الدعارة الإماراتية الأمر الذي أثار قلقهم خصوصا بعد خطاب قيادات المليشيا العنصري الكاذب الذي ادعي أن القوات المسلحة تقترب من هذه الحواضن بغرض الانتقام مما ارعب أبناء القبائل داخل مليشيا دويلة الدعارة الإماراتية.

وجعلهم يهرعون ويسارعون لدفاع عن حواضنهم القبلية بدل الانضباط بخطة المليشيا في الحرب وبذلك جاءت طلبات التسليح التي أوقعت الخلاف حول استراتجية الجهة الأولي بالدفاع والهجوم وكثر بذلك هرج الآراء والانتقادات والتشكيك وتصدعت المليشيا وتشرزمت بسبب خطاب غبي من قياداتها أرادت به الحشد القبلي لكنه جاء بصورة سالبة وكان سببا في تصدع المليشيا.

والذي ظهر جليا مع (جلحة) وقبل تصفيته من قبل قيادات المليشيا بأيام والتي رأت أن تصريحه بأنه لا ينتمي لمليشيا دويلة الدعارة الإماراتية وأنه يمثل مجموعة *فرسان كردفان* التي من مهامها الأساسية حماية حاضنته القبلية واتجاهه بعد هذا الخطاب بقواته الي غرب كردفان انشقاق وبوادر تمرد رفضته قيادة المليشيا وسارعت بتصفيته (جلحة) قبل أن يصبح قدوة لغيره ويتسبب في شق صف المليشيا ..

*لكن*..

تصفية (جلحة) لم تسكت أصوات أبناء القبائل داخل المليشيا بل ظهر أكثر من صوت قوي بقيادة (حسين برشم) و(قجة) واللذين طالبا بزيادة التسليح الثقيل بدل الخفيف مع زيادة المركبات العسكرية في صفوف مقاتليهم من أبناء قبيلة المسيرية في غرب كردفان الأمر الذي رفضته قيادة المليشيا وتجاهلت تنفيذه بسبب تخوفات عديدة تخص (ال دقلو) كما أن هناك التزامات سياسية لهم مع آخرين تمنعهم من ذلك أيضا ..

ولمزيد من التوضيح وتسليط الضوء علي هذه التخوفات والالتزامات نقول إن تخوفات (ال دقلو) تقوم علي ظنون وشكوك أن تسليح أبناء المسيرية بسلاح ثقيل ومتطور سيكون خطر عليهم قبل غيرهم بزعم وظن أن أبناء المسيرية صعب ترويضهم لصالح ال دقلو فهم أصحاب تطلع للقيادة والزعامة وتربوا علي السيادة وليس تبعية الآخرين.

بل هم يرون بأنهم منفصلين عن المليشيا حتي في جغرافيا المعركة بغرب كردفان لذا انقلابهم علي ال دقلو ومنافستهم لهم في القيادة والسلطة أمر بلاشك واقع لذلك اتجهت قيادة المليشيا لعدم تسليح أبناء المسيرية بسلاح متطور مع العمل بمكر علي استخدامهم كقوة تفخيخ لجيش تعمل علي تعطيله من التقدم وتستنزفه.

دون النظر لما يحدث في أبناء المسيرية من خسائر في الأرواح مع العمل علي تصفية قياداتهم الموثرة التي يمكن أن يحدث حولها تجميع قبلي موثر وفعال مثال (جلحة) وتمت بالفعل التصفية أثناء سير المعركة علي زعم أن القتل تم بواسطة الجيش ..

مع العلم أن تسليح أبناء المسيرية بأسلحة ثقيلة ومتطورة مرفوض بالنسبة لتحالف *تأسيس* الذي تم في نيروبي وينوي اعلان حكومة جديدة والذي يري هو الآخر في أبناء المسيرية خطر محتمل علي دولتهم المزعومة خصوصا *عبدالعزيز الحلو* والذي يعتقد في أبناء المسيرية خطر يهدد استراتيجيته في الانتشار غرب كردفان ومعيق لحلمه في ضم بعض مناطقها الي ولايته مثال منطقة (لقاوة).

كما أن وعد ال دقلو له بإضافة غرب كردفان الي مسئوليته الإدارية وعد سيجد معارضة مسلحة من أبناء المسيرية مما يعني أن تسليحهم بسلاح ثقيل غير مقبول لعبدالعزيز الحلو الأمر الذي وافقته واتفقت معه عليه قيادة المليشيا وتجاهلت بالتالي تسليح أبناء المسيرية ووضعتهم في خطر الموت ..

أضف الي ذلك

دولة جنوب السودان والتي تري في أبناء المسيرية منافس اصيل لهم في حدودهم الجنوبية خصوصا منطقة (أبيي ) مما يعني عندهم أن تسليح المسيرية وتطوير قدراتهم العسكرية ليس في مصلحة حكومة جوبا لذا تم الاتفاق بينهم وال دقلو علي تجاهل التسليح المتطور لأبناء المسيرية كشرط لتعاون العسكري بين جوبا وال دقلو ..

مما سبق نجد أن دويلة الدعارة الإماراتية وال دقلو عملوا علي إرضاء حلفاؤها الجدد مقابل التضحية الماكرة بأبناء المسيرية واستخدامهم كحطب نار لمعركة الكرامة بغرض إبقاء بعض المناطق مشتعلة كاستراتجيية تستخدمها المليشيا في التعطيل وليس النصر …

هذه هي الحقيقة

وعلي كيفكم

( منصور الهادي )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى