يا حليلهم دوام بطراهم.. أبو داؤود (40) عاما من الرحيل.
يا حليلهم دوام بطراهم.. أبو داؤود (40) عاما من الرحيل| أغنية صدح بها الموسيقار الراحل عبد العزيز محمد داؤود عند دخوله الاذاعة كانت اغنية الشاعر عبد الرحمن الريح التى كتبها للفنانة فاطمة الحاج اعجابا بصوتها في العام 1947م (على النجيله جلسنا) ، وكانت قد اشعلت االساحة االفنية ، لاسيما ومغنيها ذا صوت رهيب وفخيم ، وكانت تلك هي البدايات ، ومنها تدرج من روعة الى روعة حتى أصبح من اكثر الفنانين تأثيرا في خارطة الغناء السوداني.
يا حليلهم دوام بطراهم.. أبو داؤود (40) عاما من الرحيل | أبو داؤود من اعذب الاصوات في السودان على مر التاريخ ، بيد ان لديه خامة صوتية لا يوجد لها مثيل ، حنجرة متفردة ، وكان مطربنا االراحل قد جاء بالغناء الخفيف وقام بتخفيف جميع اغاني الحقيبة ، ومن بعده غنى الناس الغناء الخفيف ، ويعتبر عبدالعزيز داؤود هو الفنان الوحيد في السودان الذي لديه المقدرة على الغناء بطبقات الصوت السبعة بكل راحة وبنفس الدقة والاداء.
،ويقال ان أبو داؤود يكاد يكون ليس لديه اعداء ، فكان الكل يتساوون في حبه ، وهو طيب الخلق ، ويتمتع بالنكتة والروح الطيبة ، اذ ان الذي يجلس اليه لا يمل الجلوس معه , في الرابع من شهر اغسطس مرت الذكرى الـ(37) على رحيل نورس السودان ، ومطرب المطربين كما كان يطلق عليه زملاءه ومحبيه ، وهذه المساحة الضيقة التي لن ولم تحمل بعضا من سيرته ومسيرته ، وضعناها لتكون احياءا لذكرااه العطرة ، فهو فنان يستحق ان يحتفى به كل يوم ،وليس في ذكراه فقط.
(1)
كان اقرب الناس اليه الاديب الراحل علي المك و الذي قال مرة ان المرحوم عبد العزيز محمد داوود كان لطيفا وظريفا في كل علاقاته ومعاملاته ولم تكن النكتة تفارق شفتيه بل ان وفاته التي حدثت فجأة لم تخلو من طرافه فقد كان في الابيض واراد العودة بالطائرة وعندما وصل الي المطار. وجد الطائرة بها كمية من الخراف فعاد وسقطت الطائرة في جبل اولياء قبل ان تصل الي مطار الخرطوم .. وجاء عبد العزيز محمد داوود بطائرة اخري لكن الله توفاه بعد ان مرض لوقت قصير
(2)
اثرى الراحل عبد العزيز محمد داؤود الساحة الفنية بروائع الاغنيات الزاهية التي تمثل الان منبع عذب لكثير من شباب االمطربين ، وتعاون مع عدد من عمالقة الشعر والتلحين ، وكتب له الشااعر عبد المنعم عبد الحي (أهل الهوى) , (لوموه اللاهي) , (دوام بطراهم) , و (أحلام العذارى) ، كما كتب له الشاعر عوض حسن أحمد اغنيات لها رنين مثل (صغيرتي) , (فينوس) , (اللحن الضائع) ، ونظم له الشاعرمحمد علي عبد الله الأمي اغنيات قمة في الجمال حيث كتب له (أحلام الحب) ، و (زرعوك في قلبي), (أسعد سعيد) .
الى جانب (سيبوني بس على بلوتي) ، ودعم مسيرته النضيرة الشاعر حسين عثمان منصور باغنيات (أجراس المعبد) , و(مصرع زهرة) ، وغنى للشاعر أحمد محمد علي اغنية (هل انت معي) ، وكتب له الشاعر حسين بازرعة (صبابة) , (حليلة الفرقة من بكرة) ، وايضا كتب له الشاعر عبد الرحمن الريح : (يخجل البدر), (على النجيلة) , (سمير الروح) , و اغنية (جافوني الاحباب) ،
واعطاه الشاعر احمد إبراهيم الطاش اغنية (لحن الحب) ،والشاعر الطاهر محمد عثمان (طولت مارديت) , (انا من شجوني) (ياناس دلوني) , (صباح النور), (نسيتنا وماودعت) , (توسل) , (حكم ضميرك) ، كما كتب له الشاعرخالد ابو الروس اغنية (ياعيني) ، والشاعرعبد الله النجيب : (أشوفك في عيني) ، وعوض أحمد خليفة اغنية (أحلى الحبايب) , و(قالوا الحب عذاب) .
وكتب له الشاعر عثمان محمد داؤود اغنية (سلوى) وهي أول اغنية لعبد العزيز محمد داؤود ، كما تعاون الشاعر فضل الله محمد في الاغنية الشهيرة (في حب يا اخوانا اكتر من كده)، والشااعر الزين عباس عمارة فس اغنية (عودة قلب) و (من زمان) ، والشعر مبارك المغربي في اغنية ( من أريج نسمات الشمال) ، والشاعرمحمد علي أبوقطاطي في اغنية (الفينا مشهودة) ،والفنان عبد الكريم الكابلي (يازاهية) ، وعلي محمود التنقاري (نيل الحياة) ، وحسن خليل (مساء الخير يا الأمير) ، ومحمد صالح بركية (جاي تعتذر بعد ايه)
(3)
ولد عبد العزيز محمد داؤود أبوبكر في مدينة بربر في العام 1921م .. وفي مرحلة ما قبل بداية الفن ، كان قارئاً جيداً للقرآن الكريم وذو صوت جميل وأكثر العوامل التي ساعدت على تنمية وتقوية الصوت والاندماج في هذا العالم هو مواظبته وحضوره على حلقات الذكر والمديح ..
بعد وفاة والده ألتحق بالعمل بالسكة حديد وخلال هذه الفترة كان يردد أغنيات فنان الحقيبة فضل المولى زنقار مثل أغنيات لي زمن بنادي وحبيبي غاب في موضع الجمال بلاقيه وبعد فترة ترك العمل بالسكة حديد وسافر إلى الخرطوم وعمل بمطبعة (ماكوركوديل) ثم انتقل إلى مطبعة أخرى تسمى مطبعة الشرق الأوسط (ميدل إيست) وهي ما زالت موجودة إلى الآن وكان صاحبها يدعى (مستر كوتس).
وبعد فترة تعرف عبد العزيز على الملحن المعروف برعي محمد دفع الله بمدينة الأبيض فبدأ تعاونهم بأغنية (أحلام الحب) وبعدها أنطلق عبد العزيز داؤود بقوة واحتل مكانة مرموقة مع رصفائه الفنانين وذلك لامتلاكه حنجرة قوية عذبة عميقة دافئة ذات صوت قوي شامخ بالإضافة إلى روعة انتقائه للمفردة الشعرية مع حلاوة ألحان برعي محمد دفع الله العبقري .
إنتقل الفنان عبد العزيز محمد داؤد إلى جوار ربه يوم الخميس 4/8/1984