
يسرية محمد الحسن تكتب :رجال من الزمن الجميل (1)
وانا اتخير مكانا لسيارتي الجديده. تحت ظلال اشجار النيل قباله وزاره الصحه بالخرطوم والتي اشتريتها بحر مالي من عائدات عملي كمراسله لوكاله الاسوشيتد برس وقبل ان اقوم برفع فرمله اليد ….
رن جرس الجوال !!!…
لم انتظر لانظر الي الشاشه لاعرف من المتصل ….
هكذا دائما انا…تاخذني العجله لاجد نفسي في احايين كثيره متورطه مع شخص لا اريد التحدث اليه !!…
الو …..ياهلا….!!
رد المتصل …ومع حفيف اشجار النيل. وصوت الامواج وهي تضرب السور الحجري قبالتها لم اتبين الصوت لمن !!..منو معاي. هكذا رديت وانا في عجله من امري ولا اريد ان يعطلني احد ….فبرنامجي اليوم مزدحم بتسجيلات في هنا. ام درمان… وقراءه نشره الاخبار المسائيه لهذا اليوم بتلفزيون السودان ……
منو معاي !!…
رد الطرف المتصل ….اريتك يابت امي بالصمم اليقدد اضنيك !!!…..
الان فقط تبينت لمن الصوت وانفجرت ضاحكه …..اهلا يا دكتور عوض ….مالك علي من الصباح تداعي فيني !!.. ما كفاك نبذك لي امس الليل كولو. وانت بتقلع لي ضرسي!؟…ماخليت لي صفحه ارقد عليها !!…انتي عاد بتتنبذي !؟!!.. الا يكون زول عوير ساكت !!؟…
وازداد ضحكي وطيب هسي ده شنو مقدد لي اضنيني !!..ده شكر !!… ما بتعرفي الشكر باللفه ؟؟!!…الا يقولوهو ليك عدييل !!…
ومن شده ما وجدت نفسي اضحك وانا متكئه علي السور الحجري القصير المطل علي النيل والجوال علي اذني …بعض الماره بشارع النيل يتغامزون علي…
ولقطت اذناي حديثا احدهم للاخر…دي مش فلانه !!….
يرد عليه الاخر بصوت خفيض. وقد اقتربا مني…ياها ذااتا !!…عاين ليها مبسوطه كيف !!..تلقى حبيبا معاها في التلفون !!!….
ورمقاني بنظراتهما المستنكره وواصلا المسير !!…
وجدت نفسي انفجر لدكتور عوض دكام …الرجل الجميل والنطاس البارع صديق الاعلاميين واهل الفن جميعا وبلا استثناء ……كده كويس ؟!!…انا في شارع النيل قدام وزارتكم وجايا ليك حسب مواعيدي معاك وخليتني اضحك بصوت عال. لامن شباب من الجامعه سمعوها لي في اضاني اني مبسوطه وبضحك عشان بتكلم مع حبيبي !!…
الحبه ان شاء الله التقوم ليك في نص راسك الغليد ده !!..حب شنو !!؟ وانتي عندك ليهو قدره !!..ولا انتي شبهو. ولا قدروا !!.!!!…
والله ياجماعه. غلبني عديييل كده ..!!وماعرفت اضحك ولا ابكي ولا اقفل التلفون ….!!
أسمع انا جايا عليك انت في مكتبك ؟….
ويعني حاكون ووين !!… وانا اساسا ضارب ليك لانك اتاخرتي عشره دقايق وانا خواجه. ونبهتك زمني حاسبو بالدقيقه والثانيه. وحسع لو ما قلتي لي انتي بره كنت مارق !!….
وبسرعه لاني عارفاهو وحافظاهو كويس. وبعملا. امشي يقولو لي. حسع دور عربيتو. قدامك بس. ومرق…
عشان كده رفعت توبي الذي كان قد انحسر عن راسي بفعل هواء النيل العليل في ذاك الصباح المشرق والجميل وفي اقل من ثلاث دقائق كنت اطرق علي باب مكتبه في وزاره الصحه الاتحاديه حيث هناك اعلي الباب لوح خشي صغير جميل مكتوب عليه وبخط جميل د. عوض دكام….واسفل الاسم …..مدير المراسم والعلاقات العامه !!….
لم يكن الباب مغلقا اصلا..
فقط نقرت باصبعي لانبهه ….!!
اتفضل…بصوت حازم. هذه المره …!!
دخلت ورايته قبالتي يجلس علي مكتبه الانيق يقرا في. ورقه امامه …
سطح مكتبه به مزهريه. رائعه التشكيل الفني بها وضعت بداخلها زهور طبيعيه نسقت بعنايه شديده وتدل علي ذوق رفيع لمن قام بتنسيق الوانها لتبدو للناظر اليها بكل هذا الجمال الاخاذ ….
ايضا كوب به قليل من الشاي الاحمر ….يبدو ان الدكتور قد تناوله للتو ….
بينما علي جدران المكتب وضعت المجسمات الطبيه وبعض اللوحات الجميله. لم ار مثلا لها ابدا !!…
وعلى ارضيه المكتب فرشت سجاده صغيره بلون جدران حائط المكتب غير مزركشه الوانها …بل هادئه جدا ورائعه …
وعلي حواف الجدران مزهريات. صغيره الحجم فخاريه وبها العديد من النباتات الظليه الملونه واخري خضراء فاقع لونها…تسر الناظرين !!
نواصل..